شادي صلاح الدين (لندن)
تسببت محاولات تركيا الأخيرة لكسر الحظر المفروض على تصدير الأسلحة إلى ليبيا، في إشعال فتيل التوتر مرة أخرى في المنطقة، مع تزايد الغضب بين الدول الأوروبية تجاه تصرفات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وذكرت صحيفة «كاثمريني» اليونانية أن التوتر لم يهدأ في بحر إيجه يوم الخميس الماضي، حيث قامت الطائرات المقاتلة التركية بالتحليق فوق جزر خيوس وأوينوسي وباناجيا وليسفوس. كما حلقت الطائرات التركية يوم الأربعاء الماضي فوق ليسفوس وحدود إفروس البرية.
وتنظر أثينا إلى السلوك العدائي لتركيا ليس فقط كجزء من خطة أنقرة لتغيير الوضع الراهن في بحر إيجه، ولكن أيضاً كرد فعل من حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان رداً على إخفاقاتها في سوريا وليبيا، فضلاً عن سوء حالتها الداخلية، وتراجع وضعها الخارجي، بجانب استراتيجيتها الفاشلة فيما يتعلق باستخدام المهاجرين كورقة مساومة أمام الاتحاد الأوروبي.
وقالت الصحيفة إنه يمكن أن ترتبط الزيادة الكبيرة في التحركات التركية العدوانية أيضاً بحادث وقع في البحر المتوسط قبل بضعة أيام، عندما أجبرت سفينة شحن تركية، كانت قد أبحرت من إسطنبول في طريقها إلى ليبيا، على تغيير مسارها، ووفقاً لمصادر موثوقة للصحيفة، بالطبع بعد أن تشككت فيها الفرقاطة الفرنسية «بروفانس» التي تعمل في المنطقة كجزء من عملية الحرس البحري لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، لمنع انتهاكات حظر الأسلحة المفروض على ليبيا. وتنص العملية على أنه يمكن لقوات الناتو فحص السفن بحثاً عن أي انتهاكات محتملة للحظر.
وقالت المصادر ذاتها إنه يعتقد أن السفينة التركية كانت تحمل أنظمة مضادة للطائرات التركية لتعزيز قوات فايز السراج المحاصرة في طرابلس.
وفي غضون ذلك، وحتى نهاية وقف الأسلحة المتوجهة إلى الفصائل المتحاربة في ليبيا، من المقرر أن يبدأ التكتل الأوروبي مهمة بحرية جديدة في البحر المتوسط في أبريل، لمنع وصول المزيد من الأسلحة إلى الأطراف المتحاربة في ليبيا. وجاء القرار الذي تأجل بسبب خلافات بخصوص المهاجرين، في أعقاب تحذيرات جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، من أن الاتحاد مهدد بفقدان أهميته إذا لم يكن قادراً على التصرف ومواجهة التحركات التركية.
وتحل المهمة الجديدة التي أطلق عليها اسم «إيرين»، محل البعثة العسكرية الراهنة للاتحاد الأوروبي التي تحمل اسم «صوفيا» التي توقفت عن نشر السفن قبل عام، بعد أن قالت إيطاليا إنها لن تستقبل مهاجرين آخرين يجري إنقاذهم من البحر.
وتكشف شحنات العتاد التركية المتدفقة على الميليشيات في طرابلس الأسباب الحقيقية لرفض الأخيرة توسيع مهمة «صوفيا» الأوروبية لتشمل مراقبة حظر السلاح على ليبيا.
وسجلت الهيئات الأوروبية والدولية خلال الفترة الأخيرة عمليات انتهاك تركية مستمرة في ليبيا في محاولة لتغيير موازين القوى لمصلحة حكومة الوفاق الوطني.