حاتم فاروق (أبوظبي)
تنفذ الشركة القابضة العامة «صناعات»، خطة استراتيجية طويلة الأمد تتضمن 3 محاور رئيسة، هي تطوير المنتج الصناعي الذي يحمل شعار «صنع في الإمارات»، وتكثيف جهود فتح أسواق جديدة أمام المنتج الإماراتي، وإطلاق مزيد من مبادرات تقليل التكاليف والنفقات لزيادة تنافسية المنتج النهائي، بحسب المهندس جمال سالم الظاهري، الرئيس التنفيذي لـ «صناعات».
وكشف الظاهري، خلال مؤتمر صحفي عقد أمس، في مقر المجموعة في أبوظبي، نجاح الشركات التابعة للمجموعة في تسجيل نتائج مالية قوية لعام 2018، نتيجة المضي قدماً في تنفيذ استراتيجية المجموعة، مؤكداً أن النتائج الإيجابية للشركة جاءت مدعومة بأدائها المميز ونمو أرباحها على أساس سنوي، حيث ارتفعت إيراداتها بنسبة 3.5% إلى 16.3 مليار درهم، مقارنة مع 15.7 مليار درهم في عام 2017.
كما سجلت «صناعات» نمواً لافتاً في أرباحها التشغيلية قبل احتساب الضرائب والرسوم والإهلاك، بحيث بلغت 2.5 مليار درهم، بنسبة نمو 20% مقارنة مع عام 2017، ما يعكس التحسن الملحوظ في هامش ربحية المجموعة نتيجة اغتنامها الفرص المجزية في السوق، والعديد من مبادرات ضبط النفقات.
وأضاف الرئيس التنفيذي أن المجموعة تدرس عملية طرح عدد من شركاتها التابعة في أسواق المال، إلا أنها تنتظر الوقت المناسب لبدء الاكتتاب وفقاً لظروف السوق ومدى احتياج الشركات للتمويل وتوسيع قاعدة الملكية، مؤكداً أن النتائج المالية السنوية المتميزة للشركة توجت بالنمو المتواصل لمحفظة الأصول الصناعية التي تمتلكها الشركة التي بلغت قيمتها نحو 27.3 مليار درهم، بنهاية عام 2018، ما يمثل زيادة بنسبة 15.5% في معدل النمو السنوي المركب منذ انطلاق «صناعات» في عام 2004.
ونجحت «صناعات» في الربع الأخير من عام 2018 في إصدار صكوك لأجل 7 سنوات بقيمة 1.1 مليار درهم (300 مليون دولار)، ثم إدراجها بشكل مزدوج في سوق أبوظبي للأوراق المالية وبورصة لندن.
وتم تسعير الصكوك بمعدل ربح سنوي ثابت بلغ 4.76%، مدعوماً بالتصنيف الائتماني «A3» من وكالة «موديز» وA من وكالة «فيتش»، فيما شهد الإصدار طلباً استثنائياً من مستثمرين محليين وعالميين، متجاوزاً التغطية المطلوبة بواقع 8.7 أضعاف تقريباً، ويعتبر هذا التصنيف الأول الذي تحظى به «صناعات» من «موديز» و«فيتش»، وهو التصنيف ذاته الذي استحقته الصكوك أيضاً. وأكد الرئيس التنفيذي لـ «صناعات» أنها «نجحت مجدداً في تقديم أداء مالي قوي، ما يبرهن على فعالية الجهود المبذولة في تنفيذ خطط صناعات الاستراتيجية، وتحقيق عوائد ثابتة ومجزية للمساهمين». مضيفاً: «اليوم، نحن نتطلع إلى الاستمرار في تعزيز هذا النمو وتوسيع نطاق أعمالنا، بعد أن نجحنا طوال السنوات الماضية في تحقيق نتائج مميزة، تدعمها جهود حثيثة لتنمية مسيرة صناعات وترسيخ مكانتها كواحدة من أبرز وأقوى المجموعات الصناعية المتنوعة التي تتبع سياسات ناجحة لتمويل استثماراتها ذاتياً، وبناء شراكات استراتيجية تضمن تعزيز وتطوير محفظة الأصول التي تمتلكها».
وتماشياً مع استراتيجيتها الطموحة في تقديم الدعم للأجيال القادمة من المهنيين الإماراتيين، وتعزيز برامج التوطين في القطاع الصناعي، أفاد الظاهري بأن المجموعة تواصل إحراز تقدم كبير في توفير فرص العمل للمواطنين، حيث يشغل الإماراتيون حالياً المناصب القيادية العليا في الشركة بنسبة 75%، كما بلغت نسبة التوطين 66% على مستوى الشركة القابضة.
وفي خلال 2018، قال الظاهري: «وظفت صناعات نحو 116 مواطناً ومواطنة على مستوى المجموعة، ليصل العدد إلى 1367 موظفاً وموظفة إماراتيين، وتهدف المجموعة إلى توظيف 396 مواطناً بحلول عام 2020».
الهاملي: تجسيد رؤية أبوظبي 2030
أكد الدكتور محمد راشد الهاملي، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة العامة «صناعات»: أن «صناعات» واصلت خلال 2018 جهودها المميزة للمساهمة في تجسيد رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030، حيث نجحت فعلياً في دعم هذه الرؤية الرامية إلى تنويع المصادر الاقتصادية وتقليل الاعتماد على قطاع النفط والغاز، من خلال تطوير قاعدة صناعية قادرة على المنافسة عالمياً.
وأضاف أن أهداف «صناعات» الاستراتيجية ترتكز بشكل أساسي على دعم المسيرة التنموية والاقتصادية والاجتماعية في العاصمة أبوظبي، من خلال الاستثمارات الصناعية الكفيلة بتحقيق عوائد مجزية ومستدامة على المدى الطويل، فضلاً عن التزام المجموعة الراسخ التطوير المستمر لمهارات الكوادر البشرية، مؤكداً أن النتائج المالية القوية تعكس مرونة نموذج أعمال «صناعات»، وقدرتها على التكيف وتحقيق الاستدامة في ظل التحديات والتقلبات المستمرة التي تشهدها الأسواق.
وأثنى رئيس مجلس الإدارة على ما حققته المجموعة من إنجازات مميزة في العديد من القطاعات، ونطمح إلى مواصلة هذا النمو واغتنام الفرص الاستثمارية لتحقيق أفضل العوائد للمساهمين، منوهاً إلى الجهود الحثيثة لرئيس مجلس إدارة الشركة السابق حسين جاسم النويس، التي مكنت «صناعات» من تحقيق هذا الأداء القوي، والارتقاء بأداء الشركة وتعزيز مكانتها في السوق، والتي تؤهلها للاستفادة بفعالية من فرص النمو المستقبلية.