الحديث عن النظام الغذائي لمريض السكري يقودنا حتما إلى الكثير من الأخطاء الشائعة بين المرضى والأصحاء على حد سواء والتي تسبب الكثير من المشاكل·· وتقلل من تأثير البرنامج العلاجي في ضبط نسبة السكر في الدم·ومن هذه الأخطاء الشائعة كما يقول الأستاذ الدكتور ريتشارد نبهان استشاري الأمراض الباطنية والقلب ورئيس مركز السكري في مستشفى النور أن الخبز المحمص أو الجاف يحتوي على سعرات حرارية اقل من الخبز الطري·· ومنها أيضا أن التمر مفيد جدا لمرضى السكري·· ومنها أن تناول العسل بأي كمية لا يضر مريض السكري·· ومنها أن الزيوت النباتية الخالية من الكولسترول مثل زيت الزيتون وزيت دوار الشمس أو الذرة قليلة السعرات الحرارية·
ويضيف: التمر مفيد جدا·· هذه حقيقة مسلمة·· ولكنه أيضا يتميز بمحتواه المرتفع جدا جدا من السكريات·· فهو إذن مصدر مهم من مصادر السعرات الحرارية والإفراط فيه يفسد البرنامج الغذائي الموضوع لمريض السكري·· والقاعدة الذهبية انه لا توجد ممنوعات غذائية بشكل مطلق على مريض السكري ولكن يوجد تقنين·· المريض يستطيع تناول ما يريد بشرط ألا يتجاوز عدد السعرات الحرارية المسموح له بها يوميا من ناحية ولا يتجاوز حصة كل مكون غذائي على حساب المكونات الأخرى·· وفي ظل هذه الحقيقة يستطيع مريض السكري تناول بعض حبات التمر بشرط حساب محتواها من السعرات ضمن العدد الكلي المسموح له به·
نفس الحقيقة تنطبق على العسل·· فالعسل شفاء وهو من أكثر الأغذية فائدة للجسم ولكنه أيضا مادة سكرية عالية السعرات ولا بد أن يكون تناوله ضمن حساب السعرات المحدد لكل مريض·· أما الإفراط في تناوله وعدم حساب ذلك ضمن السعرات فإنه يفسد النظام الغذائي لمريض السكري ويقوده إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم مع ما يصاحب ذلك من اختلاطات ومضاعفات·
وبالنسبة للخبر فإن محتوى الخبز الجاف أو المحمص من السعرات الحرارية هو نفس محتوى الخبز الطري العادي·· ولو أننا على سبيل المثال أخذنا رغيفا طريا وحسبنا محتواه من السعرات ثم قمنا بتحميصه وأعدنا الحساب فسنجد النتيجة واحدة·· والسبب هو أن الفارق الوحيد بين الخبز الطري والخبز المحمص هو في محتوى كل منهما من الماء·· فعملية التحميص تخفض نسبة الماء في الخبز ولا تخفض نسبة المواد الكربروهيدراتية أو السعرات الحرارية·· والفائدة الوحيدة الإضافية للخبز المحمص هي انه أسهل في الهضم لأنه يمتزج أكثر باللعاب لتعويض الماء المفقود منه وحتى يصبح قابلا للبلع وبالتالي يتم هضمه جزئيا أثناء المضغ· ونصل إلى الزيوت النباتية·· الكثيرون يخلطون بين محتوى الزيت أو الدهن من الكولسترول أو الدهون الثلاثية وبين محتواه من السعرات الحرارية·· ولذلك نجد بعض مرضى السكري يفرطون على سبيل المثال في تناول زيت الزيتون باعتباره خاليا من السعرات الحرارية وهم هنا يقصدون الكولسترول·· والحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع هي أن كل الدهون تتساوى في محتواها من السعرات الحرارية·· وهو ما ينطبق على الزبد المسلى الحيواني وزيت الزيتون والذرة والنخيل ودوار الشمس والشحوم الحيوانية·· كل هذه الأنواع متساوية في السعرات الحرارية ولكنها مختلفة في المحتوى من الكولسترول سواء الخبيث الذي يسبب تصلب الشرايين أو الحميد الذي يحمي الشرايين ويقاوم تأثير الخبيث ·· والجرام الواحد من الزيوت أو الشحوم يحتوي على 9 سعرات حرارية في جميع الحالات·· ومن الخطأ إغفال هذه الحقيقة عند تحديد مكونات وجبة مريض السكري ومحتواها من السعرات·