السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بعد 5 سنوات من «عاصفة الحزم».. 80% من اليمن مُحرر

بعد 5 سنوات من «عاصفة الحزم».. 80% من اليمن مُحرر
28 مارس 2020 00:34

عقيل الحلالي (صنعاء)

نجحت عملية «عاصفة الحزم» التي أطلقتها دول التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية في 26 مارس 2015، في تحرير معظم مناطق اليمن من ميليشيات الحوثي الانقلابية التي كانت قد بسطت هيمنتها آنذاك على غالبية مدن البلاد بما فيها العاصمة صنعاء والعاصمة المؤقتة عدن.
وبعد عدة أشهر على سيطرة المتمردين الحوثيين على مفاصل السلطة في صنعاء وميناء الحديدة الاستراتيجي على البحر الأحمر (غرب)، في سبتمبر وأكتوبر 2014، وتمددهم لاحقاً جنوباً وصولاً إلى مدينة وميناء عدن، تمكنت «عاصفة الحزم» بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وخلال أسابيع قليلة، من تحرير عدن ومحافظات لحج وأبين وشبوة الجنوبية، وتأمين محافظة مأرب الشرقية وتحريرها من الميليشيات التي كانت على أطراف المدينة. وكان الاجتياح العسكري الحوثي لجنوب اليمن، في مارس 2015، قد خلف دماراً هائلاً في البنى التحتية، وسقط مئات القتلى من المدنيين في المعارك التي اندلعت بين الميليشيات الزاحفة من أقصى الشمال، وقوات الجيش اليمني الموالي للرئيس المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي.

تحرير المدن
في 14 يوليو 2015، بدأ التحالف العربي هجوماً كبيراً لتحرير مدينة عدن بمشاركة قوات برية وبحرية وجوية في إطار عملية عسكرية نوعية وسريعة حملت اسم «السهم الذهبي لتحرير عدن».
وتمكنت قوات التحالف والجيش الوطني اليمني خلال ثلاثة أيام من استعادة معظم مناطق وأحياء عدن، لتنهي بذلك نحو أربعة أشهر من النزاع الدامي الذي تسبب بمقتل أكثر من ألف شخص وإصابة تسعة آلاف آخرين.
ومثل تحرير محافظة عدن في 17 يوليو 2015، إنجازا عسكريا كبيرا، فتح بوابة انتصارات عسكرية لاحقة تمثلت في تحرير محافظة لحج المجاورة واستعادة قاعدة العند الجوية، الأضخم عسكرياً في الجنوب اليمني، في 3 أغسطس 2015، ومن ثم تحرير مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، مسقط رأس الرئيس اليمني، وذلك في التاسع من أغسطس العام ذاته.
وبعد استكمال تأمين جميع المناطق في محافظات لحج، أبين، والضالع، دفع التحالف العربي خلال سبتمبر 2015 بتعزيزات عسكرية ضخمة، ضمت أكثر من 100 آلية ومدرعة ودبابة، لاستعادة محافظة شبوة من المتمردين الحوثيين الذين انسحبوا في أكتوبر من المحافظة الغنية بالنفط قبل أن يعودوا مطلع 2016 للتمركز في مديريتي عسيلان وبيحان.

تأمين حقول النفط
ولم تقتصر «عاصفة الحزم» على تحرير مدن جنوب اليمن من ميليشيا الحوثي، ففي سبتمبر 2015، وبينما كانت الميليشيات الانقلابية على بعد كيلومترات من مدينة مأرب، مركز المحافظة الشرقية، أطلقت دول التحالف العربي، عملية عسكرية كبيرة نجحت خلال أيام قليلة في طرد الحوثيين وتأمين مركز المحافظة. ورفعت القوات اليمنية أعلام اليمن والإمارات والسعودية والبحرين فوق سد مأرب التاريخي الذي أعاد بناءه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه» على نفقته الخاصة بتكلفة قدرت بـ 90 مليون درهم إماراتي، وتم افتتاحه في الحادي والعشرين من ديسمبر 1986. وخلال أكتوبر 2015، أحكمت القوات اليمنية بدعم من التحالف العربي سيطرتها على محافظة مأرب بالكامل باستثناء منطقة صرواح القريبة من صنعاء، في إنجاز عسكري نوعي سمح للشرعية لاحقاً بالانطلاق صوب العاصمة ومحافظة الجوف.

تحرير مضيق باب المندب
مع انطلاق عملية «عاصفة الحزم»، نشرت دول التحالف العربي قوات بحرية في المياه اليمنية لمنع وصول الأسلحة للمقاتلين الحوثيين الذين ظلوا يهددون باستهداف حركة الملاحة الدولية ومهاجمة سفن السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم.
وأمام التهديدات الحوثية التي كانت تشكل ورقة ضغط على المجتمع الدولي لأهمية مضيق باب المندب الذي يعبره يومياً أربعة ملايين برميل من النفط الخام، حققت قوات التحالف العربي انتصاراً كبيراً على الميليشيات بتحريرها المضيق البحري الاستراتيجي في أول أكتوبر 2015، في إنجاز عده مراقبون عسكريون وسياسيون «تحولاً نوعياً» في العمليات العسكرية ضد الانقلابيين الحوثيين. وفي 10 ديسمبر 2015، نفذت قوات مشتركة من التحالف العربي عملية إنزال جريئة على جزيرة حنيش الكبرى عند مدخل مضيق باب المندب التي تبلغ مساحتها 65 كيلومترا مربعا. وانتهى الهجوم المدعوم جواً وبحراً وشارك فيه جنود يمنيون بالسيطرة على الجزيرة التي كان يتواجد فيها 400 من ميليشيات الحوثي بغرض الحماية والتدريب وتهريب الأسلحة. ورداً على خسارتها مضيق باب المندب وهزائمها المتوالية في الجنوب ومحافظة مأرب وبقية جبهات القتال، نفذت ميليشيات الحوثي خلال العام 2016 هجمات بحرية على سفن مدنية وتجارية قرب مضيق باب المندب وسط تحذيرات دولية من مخاطر هذه الهجمات على حركة الملاحة الدولية المدنية.

تحرير الساحل الغربي
مع تصاعد الهجمات الإرهابية للميليشيات الحوثية على السفن البحرية في البحر الأحمر، أطلق التحالف العربي والجيش اليمني عملية عسكرية واسعة لتحرير الساحل الغربي البالغ طوله نحو 460 كيلومتراً.
ونجحت عملية «الرمح الذهبي» في استعادة معسكر العمري الاستراتيجي في بلدة ذوباب على بعد 30 كيلومتراً من مضيق باب المندب.
كما حررت القوات اليمنية المدعومة بقوات برية إماراتية معظم مناطق بلدة ذوباب الساحلية في جنوب غرب تعز، وتقدمت شمالاً باتجاه مدينة وميناء المخا على بعد 84 كيلومتراً شمال مضيق باب المندب. وفي 7 فبراير 2017، حررت القوات اليمنية والإماراتية بإسناد جوي من التحالف العربي مدينة وميناء المخا في واحد من أهم الانتصارات العسكرية كونه انتزع من الميليشيات منفذاً بحرياً استراتيجياً ومهد لتقدم قوات الشرعية إلى محافظة الحديدة. وشكّل تحرير المخا صدمة كبيرة لميليشيات الحوثي التي استمرت آلتها الإعلامية الحربية أسابيع عديدة بنشر تقارير كاذبة بشأن حقيقة الوضع في المدينة الساحلية المحررة. وفي 26 يونيو 2017، حققت قوات الشرعية بإسناد كبير من القوات الإماراتية والطيران العربي انجازاً عسكرياً نوعياً بعدما انتزعت السيطرة على قاعدة خالد بن الوليد العسكرية الواقعة في مديرية موزع غرب تعز على بعد 40 كيلومتراً شرقي ميناء المخا. ووصف الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي تحرير معسكر خالد الذي يحتل مساحة جغرافية تزيد عن 12 كيلومتراً مربعاً ويقع على مفرق طريقين استراتيجيين يؤديان إلى المخا والحديدة بـ«الانتصار الكبير»، مثمناً «الدور المميز لقوات التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة الذين يقدمون التضحيات والدماء مع إخوانهم وأشقائهم اليمنيين في مختلف المواقع والجبهات في معركة الدفاع عن الهوية والمصير المشترك». وفي 7 ديسمبر 2017، حررت قوات الشرعية مدعومة بالجيش الإماراتي وطيران التحالف العربي مدينة الخوخة الساحلية التابعة لمحافظة الحديدة الاستراتيجية في نصر كبير فتح الطريق نحو ميناء الحديدة الذي بات على بعد 122 كيلومتراً. وجاء تحرير الخوخة بعد ثلاثة أيام على اغتيال ميليشيات الحوثي الرئيس السابق علي عبدالله صالح داخل منزله بصنعاء، وتزامن مع انتصارات كبيرة للشرعية في محافظة شبوة انتهت في 15 ديسمبر بدحر الحوثيين من مديريتي عسيلان وبيحان. وواصلت قوات الشرعية في جبهة الساحل الغربي تقدمها لتنزع في 5 فبراير 2018 مدينة حيس، جنوب محافظة الحديدة، في عملية عسكرية كبيرة شاركت فيها القوات الإماراتية ضمن التحالف العربي. وتقترب قوات الشرعية حالياً من اقتحام مدينتي الجراحي والتحيتا، جنوب الحديدة، حيث تستمر معركة الساحل الغربي التي تعد من أعنف جبهات الصراع في اليمن التي كلفت الميليشيات آلاف القتلى والجرحى. وقد تمكنت قوات الشرعية في يوليو 2018 من تحرير مديرية التحيتا الساحلية وسيطرت، في أغسطس العام ذاته، على الشريط الساحلي لمديريتي بيت الفقيه والدريهمي، ومعظم مناطق المديرية الثانية، قبل أن تقتحم في نوفمبر 2018 مطار مدينة الحديدة وتسيطر على المدخلين الجنوبي (الساحلي) والشرقي (الرئيسي) للمدينة الميناء الاستراتيجي على البحر الأحمر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©