الجمعة 25 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 35 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صوفي مارسو: أجسـادنا تفضحنا

صوفي مارسو: أجسـادنا تفضحنا
28 يونيو 2005

الاتحاد - خاص:
الحياة عند النجمة الفرنسية صوفي مارسو هي اليوم، وفي أحسن الحالات الأمس أو الغد، فهي لا تفكر في المستقبل ولا تكترث به·
زوجها أميركي، وتعيش عالمين وثقافتين، لكنها تبقى فرنسية جداً، وفي فيلمها الأخير انطوني زيمر مشاهد للاغراء وهي في الثامنة والثلاثين، ولكن للاغراء فلسفته الخاصة عند صوفي ·
وتقول: الاغراء شيء ممتع فعلاً، لكن في التمثيل وليس في الحياة الواقعية، خصوصاً وأنني بطبعي، وبعكس ما قد يعتقده الكثيرون عني، امرأة حذرة ومتحفظة وشديدة الحساسية· مع ذلك فقد قبلت بلعب دور المرأة المغرية في هذا الفيلم، ربما لكي أعطي فرصة الظهور للجانب الآخر من المرأة الصلبة التي هي
أنا الحقيقية ·
فالاغراء هو مسألة ثقة بالنفس بالدرجة الأولى· فالمرأة، وسواء، كانت ممثلة أو امرأة عادية، لا تستطيع أن تغري الآخرين، اذا لم تكن قادرة على اغراء نفسها بنفسها أولاً· بالنسبة لي لقد حدث كل شيء بسرعة فائقة، وأعتقد انني أصبحت أكثر نضجاً وبالتالي أكثر أهلية للحكم على مثل هذه الأشياء أو غيرها ·
وعن علاقتها بالمخرج والممثل إيفان عتال تقول:
- لا أعتقد بأن ما يحدث بين الممثلين على الشاشة يمكن أن يؤثر على علاقتهما في الواقع، إلا في حالات نادرة· لكن ما يدهشني في تمثيل ايفان هو اندفاعه وحماسه الكلي حتى في أداء أدق التفاصيل المشهدية، ثم أن لديه ذلك الجانب الأنثوي في وجهه والذي هو أكثر ما يعجبني في الرجل، وإن كان يحاول إخفاءه وراء سحب الدخان الكثيف المتصاعد من سيجاره الغليظ في الفيلم كما في حياته العادية·
وعن ما قالته أخيراً في مقابلة تلفزيونية: الناس ينظرون إليّ منذ كنت في سن الرابعة عشرة وبحيث لم أعد قادرة على الابتعاد عن أنظارهم الآن تقول:
- المسألة هي مسألة الحدود الضبابية الفاصلة ما بين الأنت وبين صورتك، ما هي هذه الحدود فعلاً، أطرح على نفسي دائماً هذا السؤال· أعيش منذ 25 عاماً تحت عيون الجمهور· أصبحت لي طبيعة ثانية، وشخصية ثانية، المسألة مشابهة لما هو حاصل في علم الفيزياء الذرية، حيث تقوم ذرة متناهية الصغر بتوليد وجود أو حياة شيء آخر·
هذا أمر رائع ومثير للقلق في الوقت نفسه، أقول لنفسي إنني لو لم أكن معروفة، من خلال الشاشة، لكنت شيئاً آخر وامرأة أخرى ذات طبيعة وشخصية أخرى، إن تسليط عيون الناس عليك يلزمك بمسؤوليات معينة لا يمكنك تجاوزها· وفي الوقت نفسه عليك ألا تخرج من جلدك وتتخلى عن طبيعتك، هذه مسألة فلسفية عبثية·
وعن سلامها الداخلي مع نفسها تقول:
- أفكر بالأفضل أكثر مما بالأسوأ، أصارع لأكون بسيطة وشريفة وطبيعية، أتصرف على أن التمثيل شيء مختلف تماماً عن الحياة الواقعية وأعمل على التمييز والفصل ما بينهما· لا أغضب كثيراً عندما أكون في الولايات المتحدة وأكتشف بأن معظم الأميركيين لم يسمعوا باسمي·
الحياة جميلة لكن المهم أن ندرك جمالها، لدى هواية كبيرة في مراقبة الناس، وأعتقد أن معظمهم يعيشون معارك شرسة داخل أنفسهم·
وعن حياتها الخاصة مع زوجها الأميركي جيم ليملي تقول:
- العالم واسع ويتسع بالطبع لعالمين، كلانا يعمل على التقرب من الآخر وعلى فهم عالمه، والانجليزية هي لغة منزلنا، زوجي جحيم ليملي متحرر وهذا ما يريحني·
فلا أحب الانفصال، واذا حصل فأنا التي سوف تتبعه إلى الولايات المتحدة، لكن بشرط أن آخذ معي ثروتي التي هي عائلتي· أنا وأولادي لسنا مجرد عائلة، بل شيء كالعصابة، نحن نشكل عالماً خاصاً قائماً بذاته، وعندما أنجبت شعرت كأنني أكتشف شيئاً جديداً، المرأة وحدها يمكن أن تدرك مدى سعادة المرأة بإنجاب طفل آخر، حتى عندما يوقظني ببكائه في الليل، فيما أكون غارقة في النوم بعد يوم عمل شاق، فإنني أقفز إليه وأنا ممتلئة بكل الحب والفرح· الأطفال يجعلونك أغنى مما أنت بألف مرة، مع الأطفال تنسحق شخصية المرأة ويتلاشى كيانها بملء ارادتها ورغبتها، هذا هو معنى الأمومة·
وعن طفلها الثاني قالت:
- الأول عمره تسع سنوات وبدأت أشعر معه وكأنه رجل حقيقي، منذ مدة كنا في بولونيا، قال لي إن البولونيات أجمل من الفرنسيات، لقد بدأ يفكر في النساء وبدأ يكوّن مقاييسه الخاصة، وهذا شيء مدهش، غمرته طويلاً في أحضاني عندما قال ذلك، شعرت بأنه بدأ يتحرر مني وبدأ يكتسب الأجنحة التي ستجعله يطير بعيداً عني، خانتني دموعي لكنني كنت في قمة الفرح·
ولا أستطيع أن أنكر ذلك، الأمومة هي الأنانية في نهاية المطاف· لكنني مقتنعة بأن الانسان لا يستطيع أن يعطي حبّه للآخرين إذا لم يكن يحب نفسه بالدرجة الأولى· هذه فلسفتي البسيطة في الحياة· أعطي الآخرين بلا حدود، والآخرون هم أطفالي أولاً، إنما من دون أن أنسى نفسي تماماً·
وعن كتابة مذكراتها قالت:
- إنه فعلاً شيء مؤلم، لقد مررت بهذه التجربة الصعبة· لكن هناك أشياء أقوى منك ولا تستطيع الصمود في وجهها· أعتقد أن هذه المسائل لا يمكن أن يفهمها سوى الكتّاب، هناك وقائع وأحداث تأكلك من الداخل، تفترسك وتخمد أنفاسك وبحيث لا يسعك إلا أن تستسلم· هذا ما حدث لي عندما كتبت قصة حياتي مع زوجي السابق ·
أنا من النوع الذي لا يفكر بالمستقبل ولا يكترث له كثيراً، الحياة عندي هي اليوم فقط، وفي أحسن الحالات هي اليوم السابق ويوم غد فقط·
أورينت برس
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض