24 ابريل 2008 02:42
صدر العدد من مجلة ''تراث'' عن نادي تراث الامارات، وتضمن العديد من أخبار النشاطات التي شهدها النادي خلال الفترة الماضية، في مقدمها زيارة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، الى جناح النادي في معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، وخبر تتويج الفائزين في سباق أبوظبي للقدرة، للشباب والناشئين، اضافة الى رحلة المقناص الى صحراء الوثبة، ورحلة المرواح في منطقة سويحان، اللتين جاءتا في اطار سعي نادي تراث الامارات لتوعية الشباب والناشئة بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' باعتماد العام 2008 عاما للهوية الوطنية·
ومن الأحداث التي شهدها مركز زايد للتراث والتاريخ، تناولت المجلة محاضرة لرئيس جامعة كييف الدكتور فاليري ريبالكين، أوضح خلالها أن الأدب العربي الحديث والمعاصر في الخليج يلقى اهتماما كبيرا من الأدباء والباحثين الأوكرانيين، مشيرا الى ترجمات متعددة لأعمال أدبية خليجية الى اللغة الأوكرانية·
وفي العدد أيضا مقال لأستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، وعميد كلية الأداب في جامعة الاسكندرية الدكتور جمال محمود حجر تحت عنوان ''مظاهر الزعامة عند زايد في العام الأول لتوليه الحكم في امارة أبوظبي''، وهي تناولت الرؤية التي تفاعل من خلالها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مع عصره ومجتمعه ومع بيئته، وهو تفاعل لا يزال مستمرا، بالرغم من الرحيل الجسدي لصاحب الرؤية عن هذه الدنيا·
المجلة أفردت عددا من صفحاتها لتناول جامعة السوربون الفرنسية، تحت عنوان منارات علمية، وفي باب رموز الأدب قدم الباحث نبيل فرج قراءة في مخطوط يعود الى أربعينيات القرن الماضي، ويحمل عنوان ''أبو العلاء المعري وعلم النحو''، وفي زاوية تاريخ الفتوحات الاسلامية نشرت المجلة استطلاعا للدكتور خالد أكرم حموي حول اشبيلية بوتقة الثقافات، كما كتب الدكتور مجاهد بهجت عن مسجد نيكارا ماليزيا، في كوالالمبور، وكان في المجلة كذلك ملف حول شعراء القبائل، اعده الدكتور راشد أحمد المزروعي، تمحور حول الشاعر علي بن رحمة الشامسي، وهو احد اهم شعراء النصف الثاني من القرن المنصرم، عرف بشاعر الحداثة والتجديد في الشعر النبطي الاماراتي، حيث لم تمنعه ولادته في منطقة الساحل من التوجه نحو البادية، ليعيش مع البدو، وينشد فيهم أعذب الأشعار·
مجموعتان قصصيتان لأحمد راتب الخشن
صدر للكاتب أحمد راتب الخشن مجموعتان قصصيتان، حملت الاولى عنوان ''أحلام مسافرة''، فيما جاءت الثانية تحت اسم ''الموت بطريقة أخرى''· حيث كان الراوي في المجموعتين هو المحور الذي تدور الأحداث المتنوعة حول مسارات حياته المتخمة بالتفاصيل·
تضمنت المجموعة الأولى خمس وعشرين قصة، وهي موجهة للأطفال دون اي اشارة تدل على ذلك، سوى الغلاف الذي يحمل صور أحلام طفولية، اضافة الى مضامين القصص التي تراوحت بين السياق الوجداني، والغوص في متاهات الذاكرة، وصولا الى اليوميات الراهنة، هكذا كان يمكن لقصة أن تكون ''نغم الصبا'' أو''الارتداد الى الطفولة''، في حين تأتي قصة أخرى لتؤرخ للانتفاضة الفلسطينية، وتحمل تسمية ''أطفال الحجارة''·
أيضا تنوع المناخ القصصي بين الرومانسي الحالم الذي يتكىء على الانفعالات الذاتية الغامضة، وبين المباشر الذي يستوحي الواقع بكل صلادته، لعل بعض ما حاول الكاتب الاشارة اليه هو امكانية التوفيق بين المتناقضات في سياق استيعاب الحياة ضمن دفتي كتاب، ذلك أن نمط العيش المعاصر لا يتيح ترف الانتماء الى ضفة واحدة من ضفاف الزمن المتسارع على دهشة واتساع·
المجموعة الثانية ذهبت الى مسرح التأمل الوجداني في أمور شتى تصنع بمجملها ظروف الانسان المعاصر، وتشكّل عناصر محيطه الوجودي، العلاقات العاطفية، هيمنة الأنثى المتسلطة على الذكر المستلب، كوابيس الغربة، ضرورات الفقر والعوز، حكايا العجز التي تدفع الخاضعين لنواميسها الى ابتداع وسائل الخروج عن المألوف المبالغ في ضيقه، والمسرف في حجب الخيارات المتاحة، وصولا الى محاكمة الماضي عبر استعادة تفاصيله، واخضاعها لما يشبه اعادة التشكيل، في محاولة يائسة لتعويض النفس خسائرها·
طغى على أسلوب الكاتب في المجموعتين مزاج لا يخلومن سوداوية، وبالرغم من سعيه الى اضفاء قدر من التفاؤل على مجموعة ''أحلام مسافرة'' لمنح قارئيها من الاطفال مبرر الايمان بالغد، الا أن مسحة من الكآبة الشخصية كانت تلقي بظلها على النصوص، لم تفلح محاولات الكاتب في الحد من تداعياتها·
العربي والمعرفة الرقمية
صدر العدد الجديد من مجلة ''العربي''، حاملا على غلافه صورة لمدينة صور اللبنانية مع عنوان ''مدينة أبدعت الأبجدية''· في حين تناول ملف العدد أبحاثا حول مسرح قرطاج، وأفلام الخليج، وسينما العرب·
أما حديث الشهر فكان عن المعرفة بين الرقمي والمطبوع، واشتمل العدد كذلك على عرض أجراه ابراهيم المليفي لرواية ''أولياء الشرق البعيد'' التي أنجزها الكاتب بشار الجعفري، وهي رواية تاريخية تبحث في الانتشار الاسلامي في أرخبيل الملايو، اضافة الى دراسة عن علاج المقامرة· في باب شاعر العدد كتبت سعدية مفرح عن الشاعر البحريني ابراهيم العريض، مطلقة عليه لقب ''الشاعر الذي تشظى أربع لغات''، اشارة الى تمكن الشاعر الراحل من الأوردية والفارسية والانجليزية، اضافة الى العربية التي أتحفها بترجمة رباعيات الشاعر الفارسي عمر الخيام· وكتب د· أحمد جمال الدين موسى عن ابن خلدون بوصفه رائدا متميزا للفكر الاقتصادي، وفي زاوية المستقبليات كتب الباحث أحمد أبو زيد عن الحركات الاجتماعية وتشكيل المستقبل، كذلك أفردت المجلة جزءا من مساحاتها لقراءة في الواقع الاجتماعي اللبناني، في رحلته من الطوائف الى التاريخ الموحد، أجراها الكاتب مسعود ضاهر·
في باب الفنون كتب الفنان التشكيلي أمين الباشا عن ولادة اللوحة، واصفا المخاض الصعب الذي يجتازه العمل الفني قبل أن يبصر النور، كما خصص بحث للروائي ادوار الخراط يتحدث من خلاله عن تجربته الروائية، التي خضعت للهم الاجتماعي لاسيما في ما يتصل بالفتنة الطائفية في الصعيد المصري·
وفي الباب الأثير لمجلة العربي ''وجها لوجه'' أطل الروائي يوسف الشاروني الحائز على جائزة العويس لهذا العام، وتولى مواجهته القاص خليل الجيزاوي·