معظم برامج الأطفال تتناول مشاهد القتل والتدمير في صراع أزلي بين الخير والشر، ولكن يبدو أن تلفزيون سما دبي استطاع كسر هذه القاعدة في برنامج «الشطار»، بعيداً عن مناظر العنف، في مشهد تفاعلي بين الأطفال وهم المشاهد الرئيسي للبرنامج والمذيعين الذين هم أطفال بدورهم بطريقة تحترم عيونهم ولا تستخف بعقولهم البريئة.
يقول مخرج البرنامج علي خير الدين صاحب الخبرة في إخراج برامج الأطفال الشهيرة إنه اقترح فكرة البرنامج على شاشة سما دبي على أن يقدمه مذيعون صغار ليتحقق بذلك التواصل والتجاوب مع الأطفال، من خلال ألعاب ومسابقات ضمن قالب لطيف ومناسب داخل استديو تم تجهيزه خصيصاً، يكون فيه الحوار بين المشاهد الطفل والمذيع الطفل ودياً وعفوياً، حيث نحاول ترك المذيع على سجيته مع المشاهد بعد تلقينه أساسيات وثوابت يلتزم بها أثناء الحوار، وأسئلة محددة يُترك للمذيع حرية التعبير عنها.
ويذكر المخرج خير الدين أن سبب توجهه لبرامج الأطفال هو شعوره بالمسؤولية تجاه الأجيال التي لا تجد من يدعمها بالإنتاج، كما يتم عرض برامج مضرة بنفسية الطفل على بعض القنوات الفضائية وفي معظمها مستوردة قد تأخذهم إلى أماكن أخرى نحن في غنى عنها، الأمر الذي دعاه وتلفزيون سما دبي إلى تبني مجموعة برامج أطفال منذ أن تم تحويل شخصية مدهش الشهيرة إلى برنامج تلفزيوني حيث تمت الاستعانة حينها بمحترفين للتفاعل مع الأطفال، ودأب خير الدين على إنتاج ما لا يقل عن 250 ساعة تلفزيونية مخصصة للأطفال سنوياً.
يقوم برنامج «الشطار» على فكرة بسيطة وحيوية في الوقت ذاته، من مبدأ السهل في الفكرة والممتنع في آلية تطبيقها أحياناً، لا يصاب الطفل بالملل أثناء المشاهدة ويحفزه في ذلك رغبته في المشاركة في المسابقات من خلال العديد من الألعاب المشوقة التي صممت خصيصاً له. وقد تمت مراعاة العديد من العوامل بغض النظر أن استطاع الطفل المشاركة أم لا، وفي الحالتين يخرج بمعلومات قيمة. كما نقود الطفل المتصل دائماً ليلعب لعبة تتناسب مع عمره، ويتم تقديم جوائز لجميع الأطفال المتصلين وكذلك تصوير مواهبهم وعرضها.. الأمر الذي يحثهم على المثابرة ويشجعهم على إبراز ما لديهم من طاقات كامنة قد لا يلق الأهل البال إليها.
وفي محاولة لتقريب وجهات النظر قام فريق عمل «الشطار» بتعيين لجنة استشارية تتألف من 5 أطفال ومن جنسيات مختلفة للنظر في اهتماماتهم وتقييم حاجاتهم للفئة العمرية التي تبدأ من 5 سنوات ولغاية 15 سنة، بحيث يتم رصد اهتمامات الأطفال بجدية ولا نغفل التفاصيل مهما كانت صغيرة، في محاولة للوصول إلى عالمهم لسد أي فراغ قد ينشأ بين الإعداد ومتطلبات الطفل في البرنامج.
وفي محاولة من فريق عمل «الشطار» لرسم الابتسامة على وجوه الأطفال فانه يتم وعلى الهواء مباشرة من داخل استديو البرنامج استضافة كل طفل يصادف يوم مولده خلال أيام كل أسبوع للاحتفال بهذه المناسبة كل يوم خميس، كما يتم استقبال أو عرض موهبة من خلال تقرير مصور عن أحد الأطفال قد تتضمن الموسيقى أو الرسم أو الشعر أو الرياضة.
وعن الألعاب التي يشارك فيها الطفل بشكل تفاعلي في بث حي ومباشر يقول المخرج خير الدين : «لدينا حوالي 10 ألعاب تم تصميمها خصيصاً للبرنامج يقوم فيها الطفل باختيار لعبته المفضلة وتتضمن لعبة الألغاز وتطابق الصور والرياضيات التي تحفز الطفل على التفكير والعمل الإيجابي».
والجدير بالذكر أن البرنامج يستقطب العديد من الشخصيات الكارتونية المحببة للأطفال مثل اسباركي وسبلاشي الخاصة بدائرة المياه والكهرباء في دبي لتكون عاملاً مساعداً في توجيههم من خلال طرح النصائح وتوعيتهم.
كما يقدم البرنامج ضمن خطته الجديدة نصائح تتناول الحياة اليومية للطفل من لحظة استيقاظه في الصباح مروراً بالمدرسة والسلوكيات الواجب اتباعها، ولغاية عودته للمنزل وذلك باستخدام أسلوب مثير ومحفز يتم من خلال عرض صور تناسب النصائح المقدمة.
ويقوم بتقديم البرنامج 4 مذيعين أطفال تتراوح أعمارهم بين العاشرة والرابعة عشرة ربيعاً تم تدريبهم بشكل عالي للقيام بدورهم على أكمل وجه، كما توجد الآن ورشة عمل على وشك الانطلاق في تدريب أطفال للاستعانة بهم كمراسلين للبرنامج.
ويقول معد البرنامج صخر ادريس: «نبذل جهداً كبيراً كما نستغرق وقتاً طويلاً في تدريب المراسلين الجدد ولكن الهدف يسهل علينا عبء المعاناة».
«الشطار» محاولة تستحق التقدير كما أنها تجربة جديدة يجدر الوقوف عندها ودعمها لأنها تنطلق من مبدأ الاهتمام بالطفل بعيداً عن اعتباره مصدراً للدخل.