وليد فاروق (دبي)
اكتفى منتخبنا الأولمبي لكرة القدم بنقطة وحيدة من مباراته الافتتاحية في نهائيات كأس آسيا، المؤهلة إلى «طوكيو 2020» بتعادله سلبيا مع نظيره الفيتنامي وصيف بطل النسخة السابقة التي أقيمت بالصين، في المباراة التي أقيمت على ستاد بوريرام الدولي في افتتاح منافسات الجولة الرابعة للبطولة التي تحتضنها تايلاند.
وسينتظر منتخبنا لمواجهته الثانية المقبلة والمقررة أمام كوريا الشمالية بعد غد، في محاولة لكسب نقاط المباراة كاملة، ولتدعيم حظوظه في التأهل للدور الثاني في المجموعة، التي تضم أيضا كوريا الشمالية والأردن، والذي سيلاقي «الأبيض» في آخر مواجهات هذه المجموعة الخميس المقبل.
وكان بمقدور «الأولمبي» حصد نقاط المباراة كاملة لو نجح لاعبوه في استغلال الفرص العديدة التي سنحت لهم على مدار شوطي اللقاء أمام مرمى المنتخب الفيتنامي، لكن قلة التركيز والتسرع في بعض الأحيان حالت دون اهتزاز شباك منتخب «التنين الذهبي».
وفرض منتخبنا سيطرته على مجريات معظم أحداث اللقاء، حيث بادر بالتحكم والسيطرة على مجريات اللقاء في كل شوط، قبل أن يتراجع أداؤه قليلا تاركا الفرصة للمنتخب الفيتنامي لتشكيل بعض الخطورة التي تصدى لها خط الدفاع وحارس المرمى المتألق محمد الشامسي.
وشهدت المباراة تدخل تقنية حكم الفيديو المساعد «الفار» في الدقيقة 50 لإلغاء قرار السنغافوري محمد تقي حكم اللقاء باحتساب ركلة جزاء لمصلحة منتخبنا في الشوط الثاني نتيجة عرقلة علي صالح نجم منتخبنا، وأبرز لاعب في المباراة، لكن تقنية «الفار» رأت أن الخطأ وقع خارج منطقة الجزاء، ليعود الحكم ويلغي ركلة الجزاء، ويحتسبها ركلة حرة لمنتخبنا خارج المنطقة.
سيطرة إماراتية
البداية جاءت لمصلحة منتخبنا الذي نجح في فرض تفوقه سريعا، وساعده على ذلك الأسلوب الحذر الذي اتبعه منتخب فيتنام من أجل استكشاف نوايا منتخبنا، واستمرت هذه الفترة حتى منتصف هذا الشوط، وشهدت عدة محاولات خجولة من لاعبي منتخبنا، كان أبرزها فرصة علي صالح الذي تقدم وراوغ اكثر من لاعب وسدد من على حدود المنطقة فوق العارضة في الدقيقة 14، وحاول جاسم يعقوب اصطياد كرة مرتدة من دفاعات فيتنام سددها بقوه، لكنها افتقدت الدقة لتخرج بجوار القائم الأيمن، لمرمى تين دونج حارس فيتنام في الدقيقة 22.
وخلال تلك الفترة لم يكن هناك تواجد مذكور لمنتخب «التنين الذهبي» باستثناء تسديدة من إكوانج هاي قائد فيتنام من ركلة حرة سددها فوق المقص الأيمن لمرمى محمد الشامسي، وجدت طريقها بعيدا عنه.
فرصة ضائعة
في منتصف الشوط الأول مالت الأفضلية نسبيا لمصلحة المنتخب الفيتنامي، الذي نجح في تسريع وتيرة اللعب محاولة استغلال المساحات في دفاعات منتخبنا، والضغط الدفاعي المبكر لمنع منتخبنا من بناء الهجمات، ونفذ هجمتين خطيرتين عن طريق»العمق«،الأولى باختراق عن طريق نجوين تشين، وسددها ضعيفة في يد الشامسي، في الدقيقة 27، والثانية من كرة عرضية افتقد فيها دفاع منتخبنا التفاهم مع الحارس ولكن خليفة الحمادي نجح في تشتيتها إلى ركنية، نفذت وسط حالة من عدم التركيز للاعبي منتخبنا، ولكنها مرت من أمام المهاجم الخطير دوس تشينه إلى خارج الملعب في الدقيقة 28.
وفي الربع ساعة الأخيرة عادت السيطرة والأفضلية من جديد لمنتخبنا الذي استعاد لاعبوه تركيزهم، ولكنهم افتقدوا للمسة الأخيرة بشكل واضح، حيث أهدر علي صالح فرصة تهديف قريبة من عرضية عبدالله رمضان، سددها على الطائر فوق المقص الأيسر لفيتنام في الدقيقة 39، وبعدها ضاعت أسهل فرصة عقب مجهود رائع من علي صالح الذي راوغ أكثر من لاعب ومرر»هدية» لزايد العامري، على حدود منطقة الـ6 ياردات لعبها ضعيفة بعيدة عن المرمى.
تألق الشامسي
وفي الشوط الثاني وضح تأثير تعليمات البولندي سكورزا مدرب «الأولمبي» على اللاعبين، حيث ظهرت لديهم الرغبة أكثر في السيطرة وعدم منح لاعبي فيتنام الفرصة لتشكيل أي خطورة، وجاءت البداية عبر هجمة واعدة من علي صالح تعرض فيها للعرقلة، احتسبها الحكم ركلة جزاء قبل أن يلغيها «الفار» ويحتسبها ركلة حرة على حدود منطقة الجزاء، انبرى لها علي صالح وسددها رائعة في المقص الأيمن، لكن الحارس الفيتنامي أخرجها بصعوبة إلى ركنية في الدقيقة 51.
وتواصلت الأفضلية لمنتخبنا مع بعض المحاولات الخجولة من فيتنام لتخفيف الضغط على دفاعاتهم، وسدد نجوين هوانج من على حدود منطقة الجزاء تصدى لها المدافع خليفة مبارك، وحاول لاعبو فيتنام التأثير على حكم اللقاء والمطالبة بركلة جزاء بداعي لمس الكرة ليد مبارك، لكن قرار الحكم مؤيدا بدعم «الفار» احتسبها ركنية.
حاول سكورزا تنشيط الصفوف، فأجرى تغيريين متتاليين بالدفع بمحمد الحمادي بدلا من زايد العمري ويحيي الغساني بديلا لجاسم يعقوب، لكن لم تسهم هذه التغييرات في إحداث التنشيط المطلوب خاصة مع هبوط معدل اللياقة البدنية للاعبي منتخبنا، بعد المجهود الكبير الذي بذلوه سواء على الصعيد الهجومي او في تأمين النواحي الدفاعية مع منتخب تعد السرعة أبرز عناصر تفوقه.
تغير شكل الأداء في الربع ساعة الأخيرة من هذا الشوط إلى محاولات كر وفر من قبل الجانبين، مع خطورة نسبية من المنتخب الفيتنامي الذي مال التفوق البدني لمصلحته، لكن التنظيم الدفاعي الجيد من قبل لاعبينا ويقظة محمد الشامسي حالت دون إحداث أي تغيير، مع بعض المحاولات لتشكيل خطورة على مرمى فيتنام، وكان من بينها تسديدة ضعيفة هي الأولى ليحيي نادر في المباراة في الدقيقة 85 من أحداث اللقاء.
وكاد منتخب فيتنام أن يخطف الفوز في الدقائق الأخيرة خاصة في هجمة منظمة في الدقيقة 86، وصلت في النهاية لبنجوين تين الذي وجد الكرة تحت أقدامه داخل منطقة الست ياردات سددها صاروخية لكن رد فعل الشامسي كان رائعا وتصدى لها ببراعة، وأعقبتها فرصة أخرى عن طريق عرضية وصلت للمدافع هواينج فيت سددها بجوار القائم الأيمن لمرمى الشامسي لتنتهي المباراة بعدها بنتيجة التعادل السلبي.
سكورزا: شكراً للاعبين
قال ماسيج سكورزا مدرب منتخبنا خلال المؤتمر الصحفي بعد نهاية المباراة: «أشكر اللاعبين على الأداء والمستوى الذي قدموه خلال المباراة، واللعب بروح قتالية عالية طوال الـ90 دقيقة أمام منتخب منظم وقوي، سيطرنا على معظم أوقات المباراة، وسنحت لنا عدة فرص خاصة فرصة زايد العامري بالشوط الأول التي كانت سهلة جداً».
وأضاف: «ستكون لنا جلسة مع اللاعبين لمتابعة وتحليل الأداء والوقوف على النقاط السلبية من أجل تلافيها في المباراة المقبلة أمام منتخب كوريا الشمالية، التي ستكون صعبة وقوية وحاسمة، ثقتي كبيرة بأن اللاعبين سيقدمون مستوى أفضل من الذي قدموه أمام فيتنام».
«النشامى» يهزم كوريا الشمالية ويتصدر «الرابعة»
تصدر الأردن المجموعة الرابعة في بطولة كأس آسيا تحت 23 سنة، وذلك بعد تغلبه على نظيره الكوري الشمالي 2-1 في المباراة التي جمعت الفريقين على ملعب شانج ارينا، ضمن منافسات الجولة الأولى للبطولة المؤهلة لدورة الألعاب الأولمبية «طوكيو 2020».
وتقدم منتخب «النشامى» بهدف أحرزه محمد عطية في الدقيقة 45، قبل أن يضيف زميله عمر الزيدية الهدف الثاني في الدقيقة 74 من عمر المباراة، بينما قلص رينانج النتيجة لمنتخب كوريا الشمالية في الوقت المحتسب بدل الضائع.
وبهذا الفوز اعتلى منتخب الأردن صدارة المجموعة الرابعة برصيد 3 نقاط، متقدماً على كل من منتخبنا الأولمبي ونظيره الفيتنامي ولكل منهما نقطة وحيدة، فيما حل المنتخب الكوري الشمالي رابعاً دون نقاط.
ومن المقرر أن يلتقي في الجولة الثانية ضمن منافسات هذه المجموعة منتخبنا الأولمبي مع نظيره الكوري الشمالي، في حين يواجه منتخب الأردن نظيره الفيتنامي.