هدى جاسم (بغداد)
وسط توقعات بحصول رئيس الوزراء العراقي المكلف عدنان الزرفي على الأغلبية النيابية التي تمكنه من تمرير حكومته خلال الفترة المقبلة قبل انتهاء المهلة الدستورية التي تنتهي في 16 أبريل المقبل، يواصل الزرفي مباحثاته للحصول على تلك الأغلبية من جهة وعلى التوصل لأفضل الكفاءات العراقية لإدارة المرحلة الانتقالية من جهة أخرى.
ورغم ما يشغل الشارع العراقي من تداعيات تفشي وباء كورونا المستجد الا أن تداعيات عدم تشكيل الحكومة لحد الان والخلافات حول المرشح هي الأخرى تشغله ايضا، باعتبار أن تشكيل الحكومة سيلقي على عاتقها وبصلاحيات واسعة التحرك لاحتواء الأزمة الصحية اضافة الى الأزمات الاقتصادية والأمنية والسياسية التي تعصف بالعراق.
وتؤكد مصادر سياسية عراقية رفيعة للاتحاد أن الخلافات حول المرشح وآلية ترشيحه من قبل رئاسة الجمهورية بدأت بالاضمحلال مع تصاعد المطالبة بالإسراع بتشكيل الحكومة وفقا للمعطيات والظروف التي تمر بها البلاد، وأشارت المصادر الى أن زعماء أكبر الكتل السياسية المعترضة وعلى رأسها كتلة الفتح بزعامة هادي العامري وائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي تراجعت بشكل ملحوظ وبدأت بحوارها مع الزرفي لتشكيل الحكومة وتقديم برنامج عمل الحكومة في مدة اقصاها أسبوعين.
من جانبه كشف السياسي العراقي بهاء الأعرجي، أمس عن تغيير قال إنه طرأ على مواقف رؤساء الكتل المعارضة لتكليف عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة.
وقال الأعرجي، عبر حسابه في تويتر، إن «تأييد الكثير من النواب التابعين لكتلٍ سبق أن اعترضت على تكليف الزُرفي، سيُغيّر من موقف رؤساء هذه الكتل المعترضة تجاه المُكلّف». وأوضح، أن «هذا ما كان واضحاً خلال اللقاءات التي لم يُعلن عنها والتي جرت خلال اليومين الماضيين».
وكان رئيس مجلس الوزراء المكلف أعلن، في وقت سابق، عن عزمه إجراء حوارات وتفاهمات مع الكتل التي تعترض على تكليفه، وفي غالبيتها كتل شيعية في البرلمان.
وكشفت النائبة عن ائتلاف «النصر»، ندى شاكر جودت، في وقت سابق، عن وجود حوارات ايجابية بين رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي، وقادة الكتل السياسية الشيعية، لحسم ملف الكابينة الوزارية الجديدة. وأضافت، أن «حوارات الزرفي مستمرة، وخلال فترة سيكون هناك موقف داعم له من قادة الكتل السياسية الشيعية».
وبالتزامن مع هذا التحرك (الشيعي) أعلن اتحاد القوى العراقية، أنه تنازل عن شروطه لمكلف الحكومة المقبلة نتيجة ما يمر به البلد من ظرف صحي واقتصادي، مطالبا القوى السياسية الشيعية بالاستقرار على شخصية محددة لكون الظروف صعبة جدا. وقالت عضو الاتحاد النائبة زيتون الدليمي إن»اختلاف القوى السياسية الشيعية بشأن المكلف الجديد في هذا الظرف العصيب الذي تمر به البلاد لايحتمل اي خلاف وتأخير توافق القوى الشيعية على شخصية محددة لرئاسة الحكومة الانتقالية المقبلة خاصة وان السنة والكرد ينتظران قرارهم بدعم المرشح الذي يحظى بتوافق شيعي». وأضافت الدليمي، أن «اتحاد القوى العراقية سيلتزم بدعم الشخصية التي يتوافق عليها الشيعة وسيتنازل عن شروطه السابقة لغرض تمريرها».
واشترطت الدليمي بـ«الحكومة المقبلة ثلاثة شروط: الأول مواجهتها لوباء كورونا والخروج بالبلاد بأقل خسائر نتيجة انخفاض أسعار النفط وإجراء انتخابات لاتزيد عن عام واحد».