27 مايو 2009 00:33
عوالم الكتابة الساحرة، تجذب عشاقها، يتيهون في عوالمها، يتحينون فرصها ليبدعوا، تجدهم في الشعر، في القصة، وفي الرواية، لكنهم لا يتركون المحطات الصغيرة، يشرقون في المقال والخواطر وحتى التدوين، منهم الروائي الإماراتي سلطان الزعابي.
في مدونته http://sultan.alzaabi.blogunited.org، يبدع سلطان بطرح أفكاره، كما فعل من قبل عبر روايتيه «عندما تطمح المرأة» و «خيوط عنكبوتية»، يقول سلطان: تبقى الكتابة فن في أي مكان كانت، لا تكفيها دفتا كتاب، ولا حتى شبكة إنترنت كاملة، فمن يحب الكتابة سيظل مخلصاً لها، لذا لا أرى توجهي للتدوين غريباً، وليس انتقالاً بأي حال من الأحوال.
المكان الأمثل
سلطان الذي بدأ كاتباً لمقالات انجليزية، تألق بعد تخرجه من قسم الإعلام في كتابة الرواية، يقول: كتابة الرواية عمل يحتاج إلى فكر عميق ونفس طويل، ويحتاج أيضاً إلى وقت يصل أحياناً إلى عام كامل أو أكثر، وخلال فترة كتابة الرواية يجد الكاتب نفسه أحياناً زاهداً في الاستمرار، أو أنَّ عقله يحتاج إلى فترة استراحة، عندها تكون المدونة مكانه الأمثل ليبث عبرها خواطر ومقالات وانطباعات أيضاً. بدأ سلطان مع التدوين منذ زمن، لكنه انتقل مؤخراً إلى موقع جديد، يتابع: موقعي القديم كان جامداً بلا حراك، ربما لم أكن متفرغاً له بما يكفي، لكني في الموقع الجديد أحاول أن أكون متواجداً دوماً، أناقش لناس وأخاطب قضاياهم الملحة، مؤخراً كتبت عن السمنة وتأثير طعامنا الخليجي علينا، وفاجأتني كمية الردود، التي ربما لن تصلني إذا تحدثت عن العولمة مثلاً! لا فرق بين الروائي والمدون العادي- كما يرى سلطان – فالاثنان في النهاية يكتبان عن تجارب وخبرات يومية، والروائي في مطلق الأحوال لا يسكن في برج عاجي، بل هو يكتب عن واقع مجتمعه أيضاً، إلا أنَّ الروائي يتفوق على المدون العادي بسلامة اللغة العربية الفصيحة، التي يميل أغلب الكتاب للنشر بها.
أسماء مستعارة
يرى الزعابي المدونة مكانا مناسباً يروج فيه الكاتب عن نفسه وإبداعاته، يقول: لاحظت أن مدونتي جذبت أناساً كثر لقراءة رواياتي، هناك من يرد على مواضيعي بصفة دائمة، وهناك من يناقشني في ما نشرت، كثيرون أيضاً لم يسمعوا برواياتي ولا يعرفوا عني إلا عبر مدونتي، هذا ما يجعلني أشعر بدور المدونة المهم في الترويج للكاتب، حتى أني غيرت اسم روايتي، «عندما تطمح المرأة»، لأني لمست «غضب الرجال» من عنوانها القديم! يستغرب سلطان الزعابي غياب الأدب النسائي عن الواقع ووجوده في الإنترنت، يقول: أزور كثيرا من المدونات النسائية الجميلة، أرى مواهب مدفونة خلف أسماء مستعارة، كتابات وحروف تشي بالموهبة الكبيرة، لكن للأسف تغيب وراء الشاشات. أصاب بالإحباط – الحديث ما زال لسلطان- فعلى أرض الواقع هناك فقط 12 رواية نسائية كتبتها سيدات إماراتيات، ولا نعرف غير أسماء معينة في هذا المجال وفي الإنترنت تصدمنا مواهب حقيقة، البعض يكتب الرواية باللهجة العامية كأجود ما تكون الرواية، وهناك من ينشر مقتطفات قصصية، والشعر والنثر والمقال وغيرها من الفنون الأدبية تضيع في زحمة النقل وعدم حفظ الحقوق برغم أهميتها الكبيرة، لكن أصحابها يغفلون عن حقهم الفعلي في أن يعرفهم المجتمع ويثني عليهم.
تنوع قسري
يحرص سلطان كثيراً على تنوع مواضيعه، ويقول: يستطيع المدون أن يكتب بحرية عن ما حوله، ولأنه يتواصل مع قراءه يدرك ما يحبون وما يكرهون بسرعة، لذا اخترت التنوع في كتاباتي، وأجبرتني المدونة على توسيع أفقي والقراءة في مواضيع لم أكن أظن أني سأقرأ عنها، فمثلاً مرض انفلونزا الخنازير حتّم على أغلب المدونين أن يكتبوا عنه، لذا احتجت إلى القراءة والاستزادة حوله من عدة مصادر، قبل أن أكتب موضوعا يخصه.
المصدر: أبوظبي