الشارقة (الاتحاد)
في إطار البرنامج المصاحب للدورة التاسعة والعشرين من أيام الشارقة المسرحية، نُظمت مساء أمس الأول، بقصر الثقافة، حفلة تكريم للفنان القدير محمد المنصور، الفائز بجائزة الإبداع المسرحي العربي في دورتها الثالثة عشرة، قدم للحفل وأدارها الكاتب والإعلامي عبد الستار ناجي، في حضور ضيوف المهرجان من مختلف الدول العربية.
وتحدث المنصور متطرقاً إلى أهمية أن يشعر الفنان بمسؤوليته تجاه بلده ومحيطه العربي، مشيراً إلى أن كل مبدع عليه أن يفهم أنه لا يمثل نفسه فقط إنما أيضاً وطنه ومجتمعه، ومن هنا، يجب عليه أن يراعي في ما يقدمه من أعمال، ما يتفق وينسجم مع قيم وتقاليد وأخلاق مجتمعه، وألا يبالغ في جرأته وتمرده بمنطق أن الفن يستلزم ذلك. مؤكداً أن الجرأة هي إضفاء قيمة فنية للفكر والمبادئ والأفكار التي يتحيز لها الفنان. وحكى المنصور عن جملة من التجارب المسرحية التي خاضها سابقاً، مشيراً إلى أن «الجمهور كان يناقشنا، عقب تقديم كل عرض، وكانت هذه المناقشة المفتوحة تزودنا كممثلين بخبرات ورؤى لا تقل أهمية عن تلك التي نتزود بها من نص الكاتب أو فكرة المخرج». وقال: «إن الفنان يتكوّن من ثقافة المحيط الذي يقيم به، وهو يتأثر بالثقافات السائدة، ويستفيد ممن سبقه إلى المجال، ويمتزج بكل ذلك لكي يؤسس لهويته وشخصيته الخاصة». وبين المنصور أن على الفنان أن يكون «صاحب رسالة»، وأن يتحلى بـ«الصدق والاحترام والتقدير»، مبيناً أن المبدع حين يتسم بهذه الصفات يكون بمثابة جبل لا تهزه أي ريح، لافتاً إلى الممارسات السلبية التي تشهدها وسائل التواصل الاجتماعي في الإنترنت.
كما تكلم المنصور عن المعنى الذي يفهمه لصفة «فنان»، قائلاً: «إنه الشخص الذي يتوافر على الموهبة والسلوك القويم، إذ (لا فائدة من موهبة بلا أخلاق، كما لا يمكن اعتبار المرء فناناً بلا موهبة)».
وقال الفنان الدكتور حبيب غلوم، شخصية المهرجان: «من الجميل أن يكرم المرء في حياته، والأجمل أن يكرم من لدن صاحب السمو حاكم الشارقة، ومما يشعرني بالفخر أن يتم تكريمي رفقة الفنان القدير محمد المنصور»، وأشار غلوم إلى أنه تعرف إلى المنصور في الكويت 1983، مبيناً أنه زار كل الفرق المسرحية هناك، وتعلم منه، وقال: «إنه اشتغل مع المنصور في مسرحية (ردوا السلام)، من إخراج عبد العزيز المنصور، وتأليف مهدي الصائغ»، وأضاف: «نحن جئنا من الإمارات طلاباً في المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت، وكنا نعرف المنصور وسعد الفرج وسواهما عبر التلفزيون، وما إن دخلنا المسرح ووجدنا المنصور أمامنا حتى شعرنا بأننا.. وصلنا»!.