كلمة السر

كثيراً ما يبتعد الناس عن التخصص.. ولا يدركون معناه أو يفهمون قيمته في تحقيق النجاح.. نريد أن نصبح دولة سياحية فنشد الرحال ونذهب لسياح العالم لنقول إننا دولة سياحية، نملك كل شيء ونقدم كل شيء وأي شيء..! وهنا يكمن الخطأ الذي يقع فيه الكثيرون. يتساءل البعض: كيف استطاعت أبوظبي تحقيق النجاح في صناعة السياحة في وقت قصير؟ تتعدد الإجابات وتختلف الآراء، ولكنني أرى أن كلمة السر هي التخصص. عندما طرحت إمارة أبوظبي نفسها كوجهة سياحية، لم تقدم نفسها كوجهة تقدم كل شيء وأي شيء في عالم السياحة، بل قدمت نفسها بعد دراسة المقومات، وتحديد الممكن وغير الممكن، وإذا بها تغوص في أعماق التخصص السياحي، سياحة راقية، سياحة مؤتمرات، سياحة معارض، سياحة نخبة. وهذا هو التخصص الذي أعنيه.. أن تدرك تماماً ماذا تملك وماذا يمكن أن تقدم، وكيف يمكن أن تطرح هذه المقومات وتنميها وتقدمها كسلعة متخصصة، يقدمها متخصص. اليوم تنتهي الدورة الرابعة من فعاليات معرض الخليج لسياحة الحوافز والمؤتمرات، الذي يعتبر أكبر حدث سنوي للعاملين في قطاع الاجتماعات والحوافز في منطقة الخليج، ربما هو ليس معرض كبير حجماً بقدر حجم معارض سياحية أخرى عديدة، ولكن ما قيمة أن تقدم نفس ما يقدمه غيرك في مناطق أخرى متعددة..؟ وقيمة هذا المعرض أنه حدد لنفسه اتجاه وغرض وتخصص، ليكون الأول من هذا النوع في المنقطة، وهذا هو كما قلت سابقاً كلمة السر في النجاح. هذه الدورة شهدت استضافة 277 مشترياً من 40 دولة، وحققت زيادة في عدد المشترين بلغت 19 بالمئة أكثر عن عام 2009، مع نسبة نمو تتجاوز 17 بالمئة مقارنة بالدورة الماضية. وحافظ المعرض على عارضيه السابقين بشكل كبير، وهو ما يؤكد أنهم يحققون نتائج من المشاركة فيه، واجتذب أيضاً جهات عارضة من كافة مجالات صناعة الاجتماعات، وجهات سياحية، مراكز المؤتمرات، مجموعات الفندقية، خطوط الجوية، وغيرها. جددت أكثر من 220 جهة مشاركة ثقتها بدور معرض الخليج لسياحة الحوافز والمؤتمرات في توفير منصة مثالية للتواصل بين أقطاب الصناعة واستدامة نمو أعمالها، واستقطب المعرض مجموعة من العارضين الجدد، مع زيادة مساحة العارضين القدامى. أصبح معرض الخليج لسياحة الحوافز والمؤتمرات في غضون أربعة أعوام فقط الحدث المتخصص الرائد إقليمياً. وتلك هي فائدة التخصص، وذلك هو مفتاح النجاح، إنها كلمة السر التي يجب أن نعمل عليها جيداً لتفتح لنا آفاقاً جديدة. إبراهيم الذهلي رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية