25 مايو 2009 02:40
لا أحد ينكر أن موسم الامتحانات مصدر قلقٍ وتوتر لكافة الأبناء والأسر، ففيه تعلن الأسرة حالة الطوارئ، وتكرس استعداداتها واهتماماتها نحو توفير المناخ الصحي للأبناء لخوض الامتحانات النهائية. وهناك حقيقة واضحة أن كثير من الطلاب لا يعبأون بالدراسة الجادة والمذاكرة الحقيقية إلا قبيل الامتحان بأسابيع قليلة! فيحاولون استدراك ما سلف من الإهمال، فنجدهم ينعزلون، ويجتهدون، ويسهرون طويلاً، وكثيراً منهم يصيبه الارتباك والقلق والتوتر وربما الهلع والخوف من شبح الامتحانات، و يخطئون كثيراً في التعامل السليم مع الظرف، فيذهب كثير من الوقت والجهد هباءً دون فائدة. ومن ثم ترتبك استعداداتهم ويصيب البعض منهم المزيد من التوتر والقلق والإحباط أحياناً. فالاستعداد للامتحان أمرٌ يعتمد على الطالب أوَّلاً وأخيراً، ومن ثم على الأسرة أن تحاول إبعاد كل مسببات التوتُّرَ والقلقَ، وأن يتحلى الطالب بالشجاعة، والصبر، والهمة العالية، والثقة بالنفس، والتفاؤل بالنجاح. وعلى الجميع أن يدرك أن التوتر والقلق اللذين يعاني منهما التلاميذ قبيل وخلال فترة الامتحانات، أمر طبيعي وصحي إن لم يكن ذلك مبالغ فيه، وإن لم يعطل القلق أو التوتر قدرة الطالب على المراجعة والاستيعاب، وقد يكون دافعا مهماً للاجتهاد والمراجعة، إذا كان بدرجة معقولة، أما إذا زاد عن حده فيصبح بذلك حالة مرضية، ومن ثم يكون من الأهمية تنظيم الوقت والجهد لإنجاز المراجعة حسب المادة وتقسيم المواد الصعبة إلى مراحل.
إن دور الأسرة مهم للغاية خلال فترة استعداد الأبناء للامتحانات النهائية، والمسؤولية في شقها الأكبر تعود إلى الأم في تهيئة الأجواء الدراسية المناسبة للأبناء وتوفير المناخ الملائم لهم خلال فترة الامتحانات والتي تمثل منعطفا مهما في حياة التلميذ. إن أوقات المراجعة وكيفية تنظيمها تتوقف على طبيعة البيئة التي يعيش فيها التلميذ، فإذا كانت تتسم هذه البيئة بالهدوء، فلا مانع من المراجعة في أي وقت يختاره"، وبالتالي فمسألة تحديد وقت المذاكرة تتوقف على التلميذ ومعرفته بطبيعة بيئته التي يعيش بها. لكن المسؤولية في جانبها الأكبر تعود إلى الأم في تهيئة الأجواء الدراسية المناسبة للأبناء وتوفير المناخ الملائم لهم خلال فترة الامتحانات والتي تمثل منعطفاً مهماً في حياة التلميذ، وذلك من خلال تجهيز مكان صحي خاص للمراجعة، وأن يكون بعيدا عن الضوضاء وأجهزة التسلية التي قد تبعده عن الدراسة وإبعاده عن المشروبات المنبهة والاستعاضة عنها بالمشروبات المفيدة من العصائر التي تكثر فيها الفيتامينات وكذلك تجنيبه السهر المتواصل الذي قد يفقده التركيز ويؤدي به إلى النعاس داخل قاعة الامتحان والإكثار من فترات الراحة حتى لا يتم إرهاق جسده ونظره لكثرة المراجعة. كما تقع على الأب مسؤولية كبيرة في مساندة دور الأم داخل الأسرة وذلك من خلال متابعة الأبناء داخل وخارج المنزل ومحاولة مساعدتهم بشتى السبل في المراجعة والاستعداد للامتحانات، بالإضافة إلى ضرورة تحفيزهم بما سينالونه بتفوقهم ونجاحهم في الامتحانات لما للتشجيع من دور كبير في دعم العملية التعليمية. وعلى الأبناء الطلاب أن يعلموا أن هناك حدا أقصى لساعات المراجعة، لأن تجاوزها يؤثر بالطبع على جدوى المراجعة، فكلما كان التلميذ منتبهاً في الفصل ومجداً، أصبح من السهل عليه استرجاع المعلومة بشكل أسرع، فهي عملية طبيعية، لأن التكرار والتركيز يساعدان بشكل كبير في التذكر وتحقيق النجاح والتفوق. ومن ثم تصبح مسألة وضع برنامج يومي للمراجعة أمراً مهماً، يتضمن على وجه الدقة ساعات الدراسة وفترات الاستراحة والطعام والنوم والترفيه. وتعد مراجعة الأيام الأخيرة، واليوم الذي يسبق الامتحانات في منتهى الأهمية، وتتوقف على عملية التذكر، وهي عملية نفسية بالدرجة الأولى، فلا بد من أن يثق التلميذ بنفسه، وأنه قد قام بواجبه على أكمل وجه، فبالإيمان والتركيز والثقة في النفس يستطيع التلميذ التذكر بسهولة، وللقضاء على الشعور بالنوم والكسل على التلميذ التقليل من الأكلات الثقيلة والاعتماد على الوجبات الخفيفة والحرص على عدم امتلاء المعدة وشرب المياه والسوائل كثيراً، فكل ذلك من شأنه التقليل من الإحساس التي تسبب عواقب سلبية وخيمة على المخ والجهاز العصبي، وتسبب الاعتمادية والإدمان. ومن ثم عليهم ضرورة تنظيم الوقت وتحديد الكمية المطلوبة لإنجاز كل مادة، والمواعيد المناسبة للمراجعة حسب المادة وتقسيم المواد الصعبة إلى مراحل، بحيث لا تنتقل من مرحلة إلى أخرى إلا عندما يتم إخضاع الذات لامتحان ذاتي يطمئن من خلاله التلميذ بأنه استوعب كل ما هو مهم في تلك المادة، وأنه سوف يلاحظ ذلك من خلال قراءته أن هناك بعض الأجزاء من المادة تظل بحاجة إلى مراجعة لكي ترسخ في الذهن، ومن ثم على التلميذ أن يحدد أرقام الصفحات التي تحتاج إلى مراجعة على ورقة، وتحديد الوقت المناسب للعودة إليها. ومراجعة النقاط المهمة قبل الشروع في المراجعة التفصيلية الشاملة، ومن الوسائل الفعالة للمذاكرة، تلخيص الموضوعات المهمة كتابة ووضع كل ملخص على بطاقة منفصلة، والاحتفاظ بالبطاقات في علبة يمكن أن تكون جزءا من حقيبة المادة، مع ترقيم كل بطاقة وتسجيل الرقم على الموضوعات في الكتاب.
المصدر: أبوظبي