أبوظبي (الاتحاد)
أكدت بطلتنا شيخة القاسمي أنها سعيدة بأن تكون جزءاً من الألعاب العالمية التي تستضيفها أبوظبي، مشيرة إلى أن الحدث يعد فرصة مذهلة بالنسبة للإمارات، حتى تسلط الضوء على الخطوات الواسعة التي قطعتها لتحقيق التضامن والتكاتف بالنسبة لأصحاب الهمم في المجتمع، كما أن أصحاب الهمم عليهم دور بالغ الأهمية لأدائه في المجتمع، والآن يقفون جنباً إلى جنب مع زملائهم من بقية أفراد المجتمع، لقد تحطمت الحواجز من خلال التضامن الذي يشمل المدارس والجامعات والأعمال وحتى المنازل في أرجاء الدولة.
وقالت: أكدت القيادة الرشيدة على التزامها الكامل لبناء مجتمع متضامن ومتكاتف، يضمن لكل فرد فيه الفائدة على أوسع نطاق على المدى الطويل، ومن خلال تقديم أروع النماذج التي تؤكد على الالتزام بتحقيق أهداف التضامن، فإن قيادتنا الرشيدة تلهم الدولة بأكملها، وبنفسي أقدم نموذجاً حقيقياً للمكاسب التي نحصدها من التضامن، وعدم تحويل الإعاقة إلى عذر للتخلي عن أصحاب الهمم أو عزلهم، سواء في التعليم أو خلال حياتهم اليومية، ومن منطلق أنني تخرجت من مدرسة الشارقة الإنجليزية، والمدرسة الدولية للعلوم والفنون في دبي، فقد أمضيت سنوات دراستي إلى جانب زملاء لم يكونوا من ذوي التحديات الذهنية، ولم يحدث أن كنت منعزلة، أو أنني أدرس وحيدة، وإنما كنت على الدوام موضع ترحيب بين زملائي من الطلاب في الصف الدراسي، والذين أصبحوا أصدقائي.
واليوم رغم إقامة حفل الختام الرسمي لـ «أبوظبي 2019»، فإن قصتنا ما تزال في بدايتها ونسعى لمواصلة السير قدماً نحو الأمام.
وأضافت: تأثرت خلال مرحلة التعليم، وتطورت شخصيتي، بفضل تواجدي بين أشخاص من مختلف الجنسيات والأعمار، وزملائي أيضاً استفادوا من تواجدهم في الدراسة معي بالقدر ذاته.
وقالت شيخة القاسمي التي تحدثت بمناسبة اليوم العالمي لمتلازمة داون: أبلغ 22 عاماً، وأمارس فنون الدفاع عن النفس، وأحمل الحزام الأسود في الكاراتيه، أعيش في الشارقة، وأنا أخت وابنة وحفيدة، لديّ أيضاً حالة «متلازمة داون»، وهذه الكلمات القليلة تلخص حالتي، ولكنها لا تحدد شخصيتي، إنها جزء من حياتي، ولكنها لا تمثل حاجزاً لحياتي، وقدرتي على تحقيق أحلامي، والتغلب على مخاوفي، أو تمنعني من أن أحيا حياتي إلى أبعد الحدود.
وأضافت: استقبلت الإمارات أكثر من 7500 رياضي من الأبناء والبنات والأمهات والآباء للمشاركة في الأولمبياد الخاص الألعاب العالمية «أبوظبي 2019»، وأظهر كل واحد منهم قدرة هائلة على اختيار الرياضات التي يشاركون فيها، وتمكن بعضهم من التفوق وحصد الانتصارات، فيما لم يصل بعضهم الآخر إلى مراحل متقدمة، ولكن المؤكد أن كلاً منهم حقق أحلامه من خلال تمثيل أصدقائه وعائلته وبلده في حدث عالمي، وأثبت الأولمبياد الخاص منذ تأسيسه قبل 50 عاماً أن التحديات لا تحد من إمكانات وكفاءات أحد، وهذا ما أكدته الملاعب والمسابح ومختلف المواقع التي شهدت منافسات الألعاب العالمية طوال أسبوع.
وقالت: آرائي حول التضامن لم تتغير على الإطلاق، إنه شيء أشعر به، وأختبره واستمتع به على الدوام، لطالما كانت حياتي قائمة على مبادئ التضامن والتكاتف، ولم يسبق أن تلقيت معاملة مختلفة من عائلتي، بسبب متلازمة داون، ولم ينظر إلى الحالة بوصفها عائقاً سواء من جانبهم أو من جانبي، وكانوا على الدوام داعمين لخياراتي، وتلقيت التشجيع والدعم عند اتخاذ قرار ممارسة الفنون القتالية، وبناءً على اختياري ممارسة الرياضة، تمكنت من التواصل مع العديد من الرياضيين والأشخاص من ذوي التحديات الذهنية وغيرهم.
وتابعت: بعدما فزت بالحزام الأسود من مركز شوتوكان الياباني للكاراتيه، انضممت إلى فريق الأولمبياد الخاص، وشاركت في الفنون القتالية محلياً ودولياً، ومع استضافة الإمارات للألعاب العالمية، تملؤني مشاعر الفخر، والمشاركة بمثابة حلم يتحول إلى حقيقة، كما أمضيت أوقاتاً رائعة أثناء تحكيم منافسات الجودو خلال الألعاب العالمية والمشاركة في تحدٍ جديد في حياتي الرياضية.