دبي (يوسف العربي)
تتربع خدمات الإنترنت الفضائي ذات النطاق العريض من «ياه كليك» عبر القمرين الصناعيين التابعين لشركة «الياه سات» في المرتبة الأولى أفريقياً، بحسب فرهاد خان، الرئيس التنفيذي لشركة «ياه كليك» الذي أكد أن الشركة عازمة على سد الفجوة الكبيرة بين الطلب المتنامي على الخدمة ومحدودية قدرة المزودين التقليديين على التوسع في أفريقيا والشرق الأوسط.
وقال خان في حوار مع «الاتحاد» على هامش مشاركته في معرض «كابسات 2019» الذي اختتم فعالياته الأسبوع الماضي في دبي، إن «ياه كليك» تمتلك الفرصة الأكبر للتوسع والانتشار داخل الأسواق التي تعمل بها، ولاسيما في القارة السمراء نظراً لتفوقها اللافت على مختلف الصعد المتعلقة بمساحة التغطية، وتنافسية الأسعار، وقدرتها الفائقة على تقديم خدمات اتصالات معتمدة من دون انقطاع، فضلاً عن تقديم الخدمات المفصلة للعملاء، وسهولة تركيب الأجهزة، وتوفير الدعم الفني لها على مدار الساعة.
ولفت إلى أن تقديم الخدمة عبر النطاق «كيه إيه» عبر القمرين الصناعيين «الياه سات 2»، و«الياه سات 3» منحها ميزة تقنية عالية التنافسية تتعلق بحجم جهاز الاستقبال المطلوب وتكلفته، حيث يبلغ متوسط تكلفة جهاز استقبال خدمات «ياه كليك» نحو 240 دولاراً مقابل 1000 دولار لدى مزودي الخدمة التقليديين، كما يتميز الاتصال الفضائي عبر نطاق «كيه إيه» بالسرعة والطاقة الاستيعابية الكبيرتين، مقارنة بالنطاق «كيه يو» الذي يتطلب أجهزة استقبال كبيرة الحجم. وأكد خان، أن الشركة تتمتع بأداء قوي، وليس لديها خسائر على الإطلاق، مؤكداً أنها ستحظى بشهرة واسعة مستقبلاً. وأضاف:«الوضع المالي للشركة ممتاز بالفعل، ويكمن هدفنا الرئيس في تحقيق أكبر قدرة استيعابية ممكنة في أفريقيا لتحقيق نمو في العوائد والحصص السوقية». وأشار إلى أن تبعية الشركة لـ«الياه سات» المملوكة لـ«مبادلة للاستثمار» يمنحها ميزة تنافسية كبيرة من خلال الاستفادة من السمعة الدولية المرموقة لمبادلة، كما يعزز ذلك من فرص توسع «ياه كليك» في مجالات الرعاية الصحية والتعليم.
توسع
وأوضح أن خدمات «ياه كليك» تغطي حالياً أكثر من 40 دولة في منطقة الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، منها 28 دولة في أفريقيا، أما حصة الإيرادات فمتساوية تقريباً بين منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا. وتعتزم «ياه كليك» إطلاق خدمات الإنترنت الفضائي ذات النطاق العريض في 19 سوقاً أفريقياً خلال العام 2019، حيث انتهت الشركة من توفير الخدمة في 6 من هذه الأسواق حتى الآن، في وقت تغطي فيه الخدمة نحو 60% من سكان القارة السمراء.
وقال خان:«نطمح إلى بلوغ مكانة رائدة في جميع الدول الأفريقية التي نغطيها، وكذلك في جميع مناطق عملنا بما فيها جنوب شرق آسيا، حيث نرى الفرصة سانحة للنمو في ظل اتساع شريحة السكان التي تدرك أهمية الإنترنت على نحو مطرد، في ظل محدودية مزودي الاتصالات التقليديين «GSM» على مواكبة هذا النمو».
وأضاف أن شريحة من العملاء أغفلوا لسنوات خدمة الإنترنت ذات النطاق العريض عبر الأقمار الصناعية بفعل تصوراتهم السلبية تجاه خدمات الأقمار الصناعية، وهو أمر اختلف كثيراً مع ظهور تكنولوجيا النطاق الترددي «كيه إيه» التي يمكن من خلالها توفير الخدمة بأجهزة استقبال صغيرة، وبتكلفة معقولة جداً بالمقارنة مع الحلول البديلة الأخرى. وأوضح أن أهداف «ياه كليك» تنسجم وتتلاقى مع أهداف الحكومات في أفريقيا والتي تسعى حالياً لزيادة رقعة انتشار الخدمة ووصولها للمرافق الحكومية من مدارس ومستشفيات، ومراكز تقديم الخدمات الحكومية في المناطق التي لا يغطيها مزودو الخدمة التقليديون.
نطاق التغطية
وحول الخطط التوسعية المستقبلية قال خان،: «سيبقى عدد الدول التي نغطيها ثابتاً حتى نهاية العام 2020، لارتباطها بالقمرين الصناعيين الحاليين، وخلال المرحلة اللاحقة ستكون الشركة أمام عدة خيارات أحدها إطلاق قمر صناعي جديد، أو الاعتماد على طاقات استيعابية متوفرة لدى أقمار أخرى تصل إلى المناطق التي يتم استهدافها.
وقال إن «ياه كليك» تتعامل حالياً مع أكثر 50 موزعاً على مستوى أفريقيا، فيما يصل إجمالي عدد الموزعين إلى ما يقارب الـ 65 موزعاً في مختلف أنحاء العالم.
وأضاف خان، إن «ياه كليك» تعتمد على دخول الأسواق الجديدة عبر مزودي الخدمات والموزعين المعتمدين، حيث ترى أنها الطريقة الأكثر فعالية وكفاءة، مضيفاً:«ما نخطط له في الواقع هو أن نكون قريبين أكثر منهم بما يضمن تحسين إدارتهم لشؤون العملاء، وتمكينهم من إدارة القنوات بشكل أفضل والنمو الأسرع للقدرة على استيعاب حجم الطلب».
وأوضح أن أبرز ما يميز منتجات شركة «ياه كليك» وخدماتها الجودة، والسرعة العالية، بالإضافة إلى الأسعار المنافسة؛ فمع مشغلي الأقمار الصناعية التقليديين، تصل تكلفة تركيب خدمة الإنترنت إلى 1000 دولار مقابل تكلفة تتراوح بين 240 أو 250 دولاراً في «ياه كليك»، وهو سعر معقول للغاية مقارنةً بالاتصالات الخلوية واتصالات الجيل الثالث. وبالنسبة للأجهزة أيضاً، قال خان إن الشركة استطاعت أن تحقق إنجازاً مهماً يتمثل في تخفيض نطاق أسعارها بنسبة تناهز 50% في غضون عامين.
شراكات استراتيجية
وقال إنه من بين أهم الشراكات الاستراتيجية التي أبرمتها الشركة منذ إنشائها المشروع المشترك مع «هيوز نتورك سيستمز» (هيوز)، المتخصصة في مجال توفير تكنولوجيا وخدمات النطاق العريض عبر الأقمار الصناعية.
وأوضح أن هذه الشراكة تغطي أسواق «ياه كليك» الحالية، وحيث يتم الاستفادة من مكانة «هيوز» في قطاع التكنولوجيا لتحقيق الرؤية الرامية إلى إيجاد حلول تناسب الأسواق بما في ذلك أسواق الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وأفريقيا، وذلك نظراً للاختلاف الكبير بينها وبين الأسواق الأوروبية والأميركية التقليدية.
وتعتمد «ياه كليك» على «هيوز» في تطوير تقنيات تسهم في توفير عروض تراعي وتلبي احتياجات هذه الأسواق الناشئة.