19 ابريل 2008 23:49
قبل أن يقرر الشخص بدء مشروع تجاري، واتخاذ خطوات فعلية نحو مشروعه، يجب عليه في البداية أن يدرس مشروعه جيدا ويستشير ذوي الخبرة والدراية· ويجب أن يضع نصب عينيه أن الشخص لا يمكن أن يتحول إلى تاجر بين عشية وضحاها، وإنما المسألة تحتاج إلى صبر ومثابرة، ودراسة كل خطوة بدقة وروية·
إن قصص نجاح كبار تجار السوق، عبرة لمن يريد أن يسلك درب التجارة، وإنما بدأوا بمشروع صغير صبروا عليه سنين عديدة حتى كبر المشروع وصاروا على مر الأيام من أصحاب التجارة والأموال، بعد أن تشربوا المهنة واحترفوا التجارة·
يعتقد البعض أنهم إذا أرادوا دخول هذا المجال فيجب أن تكون بدايتهم بمشروع ضخم، حتى يكون العائد المالي كبيرا أما إذا كان المشروع صغيرا فلا فائدة ترجى منه والعكس صحيح·
أول خطوة لتعلم وخوض هذا الجو تبدأ من مكان واحد لجميع رجال وسيدات الأعمال الذين بدأوا من نقطة البداية حتى وصلوا إلى الاحتراف والامتهان والتطور والإبداع في مجالاتهم ألا وهي التجارة المبدئية أو الصغيرة·
قد تظن للوهلة الأولى عندما تخطر لك هذه الفكرة بأنها أتت في وقت وزمان معين وانتهت ولكن هذه الفكرة التي تجاهلناها كانت بداية كل رجل وسيدة أعمال ناجحين في مجالاتهم لأنهم أجادوا التحكم بها والتمرس فيها·
وكلما كان المشروع صغيراً في البداية كانت النتائج محمودة، حتى لا تتكبد خسائرها الفادحة· وكلما كان المشروع مثل ما نقول ''على قد التاجر'' وبسيطا وصغيرا ويدر مبالغ بسيطة،كان أفضل للتاجر، ليستطيع التحكم بالمشروع وتقدير قيمة ما يجنيه ويكون عنده إيمان ويقين بأن لا شيء يأتي دون عناء وجهد·
وإذا ما أخطأ مرة أدرك خطأه في المرات القادمة، حتى يتجاوز العقبات ليصبح ممتهنا يحسب لكل خطوة حسابها·
هكذا هو الإنسان فعندما خلقنا الله عز وجل خلقنا أطفالا لم نكن نعرف كيف نتكلم ولا نتحرك ولا نمشي فهو عز وجل لم يوجد الصفات التي نمتلكها مرة واحدة، وإنما كلما أعطانا شيئا وأجدنا التحكم به أعطانا الشيء الآخر، حتى نجيد التحكم به ودمجه مع الصفة التي قبلها وهكذا حتى أصبحنا أناساً نمتلك عدة أشياء وهكذا هي الحياة، وهذا هو سر أكبر نجاح رجال وسيدات الأعمال·
عبدالله جاسم