منى الحمودي وناصر الجابري (أبوظبي)
أكد عدد من رؤساء الوكالات والهيئات والمراكز الفضائية في الدول العربية أن تأسيس المجموعة العربية للفضاء خلال المؤتمر العالمي للفضاء، يأتي تجسيداً لنهج دولة الإمارات وجهودها المتواصلة لتعزيز التعاون العربي المشترك والتنسيق في كافة المجالات، بما من شأنه أن يرسم ملامح المستقبل المشرق للقطاع الذي يعد اليوم من أبرز القطاعات التنافسية والاقتصادية والعلمية دولياً.
وحدد الخبراء في تصريحات لـ«الاتحاد» 6 آثار ناجمة عن المجموعة العربية، منها تحديد احتياجات البيئة العربية من الفضاء، وتطوير الكفاءات الشابة العربية في المجالات العلمية والتقنية، وتعزيز مكانة العرب ضمن استثمارات الاقتصاد الفضائي المستدام، إضافة إلى إطلاق التطبيقات الفضائية بالتكلفة المالية الأقل، وتفعيل التكنولوجيا الحديثة في البرامج الفضائية المستقبلية، وتعزيز الوعي العام بالقطاع الفضائي باعتباره مصدراً ملهماً لدراسة المواد العلمية.
الأحبابي: تعزيز الإمكانات
أكد الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، أن المجموعة العربية للفضاء تأتي بهدف تعزيز قدرات الدول العربية في القطاع الفضائي وتعزيز إمكانياتها المطلوبة للنجاح في القطاع، وبحث مختلف التحديات المشتركة التي تتطلب تضافر الجهود والتعاون وتوحيد الرؤى لمواجهتها وتجاوزها.
وأضاف: يوجد حراك فضائي عربي اليوم من خلال إطلاق المملكة العربية السعودية لهيئة الفضاء، إضافة إلى تأسيس البحرين لهيئة للفضاء، والرغبة التي أبدتها مصر والأردن لتعزيز الاستثمار في القطاع الفضائي، كما تعمل بقية الدول على إيجاد الخطط الاستراتيجية التي من شأنها تعزيز حضورها الفضائي، ونحن في الإمارات ندعم جميع الخطوات التي تؤدي إلى إيجاد قطاع فضائي مستدام في الوطن العربي.
وأشار إلى أن الوكالة تعمل على مساعدة الدول حالياً على الحصول على عضويات في الهيئات الدولية والمنظمات الفضائية والتي ستتيح مشاركة هذه الدول في صناعة القرارات العالمية المستقبلية، ويكون لهم الحضور البارز الدولي والذي سيشجع المستثمرين على التباحث مع هذه الدول وتطبيق أفضل السبل الممكنة من التعاون الاستراتيجي الذي يدفع بالقطاعات الفضائية الناشئة لأن تكون رائدة وحاضرة.
ولفت إلى أن هذا الهدف يأتي انطلاقاً من رؤية دولة الإمارات وتوجيهات القيادة الرشيدة الداعمة للعمل العربي المشترك، وتسخير كافة الإمكانات الناجحة بذلك، فالنجاح في القطاع الفضائي يعتمد بشكل كبير على التكتلات والتجمعات الوحدوية التي من شأنها نقل الخبرات وتبادلها وإشراك الكفاءات، بما يطور من البنية التحتية للدول.
وبين أن مشروع القمر الصناعي العربي سيتم تنفيذه في دولة الإمارات بمشاركة عدد من الخبراء والمهندسين والعلماء من مختلف الدول العربية، حيث سيتم تحديد مهام للقمر الصناعي منها دراسة الغلاف الجوي وبحث مصادر المياه والمعادن، ومن المتوقع أن يتم إطلاقه بعد 3 سنوات، وهو نواة للتعاون وتبادل الخبرات والمزيد من المبادرات التي ستتم مستقبلاً.
وأوضح أنه من المحتمل استضافة المركز الوطني للعلوم والتكنولوجيا بجامعة الإمارات مقراً لتنفيذ القمر الصناعي، والذي سيؤكد قدرة الدول العربية على دخول قطاع الفضاء بوجود الإرادة والرؤية المشتركة بضرورة التنسيق والتعاون لمواجهة مختلف التحديات، ولترسيخ المكانة اللازمة والبارزة التي تضع الدول العربية بين الدول المستثمرة في قطاع الفضاء المستدام.
فرصة للتلاقي
من جهته، أكد الدكتور شيكوش عبدالوهاب، مدير دراسات البرامج الفضائية والتنمية الصناعية في الوكالة الفضائية الجزائرية، أن المؤتمر يمثل فرصة لكل الدول للاطلاع على مشاريع الفضاء في المنطقة ودولياً، ويعتبر فرصة خاصة للتلاقي ما بين الدول العربية التي تمتلك نشاطاً في هذا القطاع، وتحقيق رؤية تكوين مجموعة استشارية بين الدول العربية لتجتهد مع بعضها، تقنياً وفي البرامج وبعض المشاريع التي تحقق منفعة.
تطوير البحوث
من جانبه، قال غالب فاعور مدير المركز الوطني للاستشعار عن بعد في لبنان: اليوم تنطلق مبادرة عربية من دولة الإمارات وبدعم من وكالة الإمارات للفضاء تسعى لتوطيد التعاون وتعزيز المشاركة في مجال استخدامات استكشاف الفضاء. وأضاف: هذه المبادرة تعتبر مبادرة استشارة تهدف لتنسيق التعاون بين جميع الدول بهدف تطوير البحوث في مجال استكشاف الفضاء، ونحن حالياً في مرحلة إعداد برامج وخطة عمل لإطلاق المزيد من الجهود والتي تعتبر مهمة لإيجاد موقع قوي للدول العربية في مجال التكنولوجيا والفضاء التي أصبحت فيها تكتلات واضحة للدول الأوروبية، كما هي فرصة لتعزيز دورنا العربي في هذا المجال. وأشار إلى العوامل التي تضمن تعزيز وجود الدول العربية في قطاع الفضاء، وهي وجود رؤية عربية من قبل صانعي القرار، وتعزيز البحث العلمي والإنتاج وربطه بالقطاعات الإنتاجية، ضارباً مثالاً على دولة الإمارات التي تعتبر مثالاً نموذجياً على ذلك.
شاكر الرباطابي: تحقيق الرفاهية
واعتبر الدكتور المهندس شاكر الرباطابي، أمين عام اللجنة الوطنية السودانية للفضاء، أن المؤتمر منصة هامة للالتقاء بشركاء الفضاء المختلفين من جميع دول العالم، سواء كانوا منظمات دولية، مقدمي خدمات، شركات أو مستثمرين، وأيضاً فرصة التقاء الإخوة العرب، حيث نسعى لتكوين منظمة عربية من خلال قياديي القطاع في هذه الدول، لتحقيق التقدم وتقليل التكلفة وتعظيم الفائدة، من أجل رفاهية ومصلحة المواطن العربي.
محمد إبراهيم: تكتلات لمواجهة التحديات
قال الدكتور محمد إبراهيم محمد رئيس قطاع تنفيذ مختبرات الأقمار الصناعية - برنامج الفضاء المصري: تواجه العديد من الدول مختلف التحديات نظراً لعدم وجود تكتلات لمواجهة التحديات المختلفة، حيث تأتي المجموعة العربية لتساهم في تسريع وتيرة العمل بمختلف الأعمال القائمة في قطاع الفضاء والاستفادة من الخبرات والتجارب في الدول التي بدأت في تطبيق مفهوم الاستثمار الفضائي.
علي الخصاونة: ممر للتقنيات
من ناحيته أكد الدكتور علي محمد الخصاونة، مدير المركز الإقليمي لتدريس علوم وتكنولوجيا الفضاء ومدير عام المركز الجغرافي الملكي الأردني، أن العالم يسير باتجاه الدخول في تحالفات ومجموعات للنجاح في مجال الفضاء، ولذلك من هنا تكمن أهمية المجموعة باعتبارها ممراً للتقنيات المهمة عالمياً وللتعرف والبدء بالمبادرات التي تشمل التكنولوجيا الحديثة والتي لها الأهمية على عدد من القطاعات الحيوية. واستحضر الخصاونة مقولة إنه لا مكان في الأرض لمن لم يجد له مساحة بالفضاء كدلالة على الأهمية المتزايدة لقطاع الفضاء، والخطوات التي تقوم بها مختلف الوكالات العالمية ومنها وكالة الفضاء الأوروبية، وتعتمد بشكل رئيسي على أهمية العمل المشترك والأبحاث المتواصلة للوصول إلى أفضل الحلول التي تتناسب مع خصوصية كل دولة.