حمار من شبع نهق...مثل شائع الانتشار في منطقة الخليج العربي ومصدره دولة الكويت الشقيقة يضرب لمن اغتنى بعد فقره، ثم بطر وطغى على النعمة ويذكر على سبيل المثال التهكم والسخرية والاستهزاء·
قصة المثل (21):
يقال إن جملاً وحماراً كانا في حوزة رجل فعجزا عن العمل أكبر منهما، فأطلق الرجل سراحهما فسارا في الخلاء حتى وصلا إلى وادٍ فرعيا فيه حتى شبعا، فقال الحمار للجمل 'فيني نهقة' أي أريد أن أنهق·
فرد عليه الجمل: أخشى أن يسمعك إنسان فيأخذنا إلى العمل والخدمة لديه·
فقال الحمار: لابد أن أنهق·· فنهق الحمار، فسمعهما عابر سبيل فساقهما إلى الخدمة، ولكن الحمار تعارض وتعاجز عن المشي، فحمله الرجل على ظهر الجمل، ففطن الجمل إلى حيلة الحمار وأراد الانتقام منه، فقال وهو يحمل الحمار على ظهره: 'فيني رقصه'، فقال الحمار: لا تفعل لأنك إذا رقصت سوف أسقط وأموت، فرد عليه الجمل: 'أنت حمار شبع ونهق'، ونهيقك جر عليّ البلاء فلا بد لي أن أرقص لأتخلص منك وأستريح ولتسقط وتأكلك الذئاب والكلاب الضالة، قبل أن يأكلني بنو آدم، فرقص الجمل واهتز بقوة فسقط الحمار عن ظهر الجمل فانكسرت رقبته ومات، وهذا جزاء من لا يقدر النعمة حق قدرها، ولا يعرف قيمتها، ولا يحافظ عليها، فهو لا يستحقها ولا يستحق أن ينعم بها·
خير تفعل شر تلقى
يقال هذا المثل لمن يلقى شراً جزاء حسن صنعه، أو لمن يجعل المعروف في غير أهله أو لمن لا يستحقه، وهذا المثل يذكرنا بالمثل العربي 'جزاء سنمار'·
قصة المثل (31):
بنى سنمار للملك النعمان قصراً إسمه الخوريق، وبعد أن انتهى من بنائه قال سنمار للملك: إني أعرف في هذا القصر موضع عيب إذا هدم تداعى القصر أجمع·
فقال الملك النعمان لسنمار: أما والله لا تقل عليه أبداِ يم رمي به من أعلى القصر فمات، وقال الشاعر في هذا المعنى:
جزاني جزاء الله شر جزائه
جزاء سنمار وما كان ذنبي
سوى رصة البنيان عشرين حجة
يعلي عليه بالقراميد والسكب
رصه:الصق بعضه إلى بعض
حجة :سنة
وفي أمثالهم يقولون أيضاً 'جزاء جزاء سنمار' 'جزاء سنمار'·
ووردت القصة بشكل آخر في كتاب روائع الأمثال الشائعة (41)·
إن سنمار الرومي بنى قصر (الخورنق' للنعمان من أمريء القيس، فقتله لئلا يعمل مثله، وقيل أن سنمار بنى (اظلم) وهو حصن أحيحة بن الجلاح، فلما فرغ منه قال أحيحة: لقد أحكمته·
فقال: إني لأعرف فيه حجراً لو نزع لتقوّض من عند آخره، فسأله عن الحجر فأراه موضعه، فدفع أحيحة سنمار من علم الألطم فخر ميتاً·
وقيل أيضا أن سنمار قال بعد أن أنهى بناء الخورنق، أنه يستطيع بناءه بشكل يجعله يدور مع الشمس حيث ما دارت، فقتله النعمان خشية أن يبني لغيره هذا البناء·