29 مارس 2010 00:09
وافق رئيس الوزراء التايلاندي أبهيسيت فيجاجيفا أمس على لقاء زعماء حركة الاحتجاجات المناهضة للحكومة في خطوة تهدف إلى نزع فتيل التوترات المتزايدة وتجنب وقوع مواجهة.
ورفض أبهيسيت مرارا الدعوة لإجراء انتخابات جديدة، مما أثار إحباط المحتجين من "أصحاب القمصان الحمراء" الذين يؤيدون رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا، لكنه وافق على لقاء زعمائهم إذا ابتعد المتظاهرون الذين يقدر عددهم بعشرات الآلاف عن القاعدة العسكرية التي اتخذها مقرا له. وكان من المرتقب أن تبدأ المحادثات اعتبارا من صباح أمس. ولا يتوقع المحللون أن يوافق فيجاجيفا على المطلب الأساسي للمتظاهرين وهو حل البرلمان.
وأكد ساتهيت وونجنونجتوي أحد أعضاء حكومة أبهيسيت خلال مؤتمر صحفي متلفز أن "الحكومة أكدت استعدادها للحوار". وأضاف "أن الحكومة ترغب في تهدئة الأمور. لقد عرضنا اقتراحا ووافق عليه المتظاهرون، إنه مؤشر جيد ومناسبة جيدة للخروج من الأزمة".
وفي وقت سابق حذر رئيس الوزراء ابهيسيت فيجاجيفا من أنه لن يتفاوض تحت الضغط مع المتظاهرين، لكن بدون أن يستبعد أن تجري مفاوضات "في جو ايجابي". لكن هذه المداولات يمكن أن تفشل سريعا لأنه لا يبدو أن مسؤولي حركة "القمصان الحمر" المؤيدة لرئيس الوزراء التايلاندي السابق يميلون نحو تسوية.
وكرر أحد كوادر القمصان الحمر ناتاوت سايكوا القول "لدينا هدف وهو حل البرلمان". وأضاف "إذا كانت نتيجة المحادثات جيدة، فذلك سيعني أننا ربحنا. وفي الحالة المعاكسة سيكون علينا أن نتخذ قرارا حول الخطوة التالية".
ويطالب المتظاهرون من أنصار رئيس الوزراء التايلاندي السابق تاكسين شيناواترا المقيم في المنفى "القمصان الحمر" بانتخابات مبكرة وباستقالة رئيس الحكومة الذي يتهمونه بخدمة النخب التقليدية الملكية في بانكوك.
ويأمل الكثيرون أيضا في عودة تاكسين الذي أطيح به في العام 2006 إثر انقلاب والمقيم في المنفى منذ سنتين لتجنب دخوله السجن. وقد خسر أنصار شيناوترا الكثير من مصداقيتهم في أبريل 2009 حين تطورت التظاهرات إلى مواجهات، ما أوقع قتيلين .
وأظهروا حتى الآن أن تجمعاتهم سلمية في شوارع العاصمة، حيث وقعت سلسلة هجمات بالقنابل لم تتبناها أي جهة. وأصيب 10 أشخاص بجروح منذ السبت بينهم أربعة عسكريين إثر إلقاء قنبلة على ثكنة للجيش تجري فيها إدارة الأزمة. والسبت تدفق "القمصان الحمر" سيرا على الأقدام أو على دراجات نارية أو في سيارات نحو عدة نقاط تجمع في العاصمة حيث يحتشد العسكريون منذ 15 يوما وبينها معابد بوذية. وإزاء ضغط حوالى 80 ألف متظاهر ، اضطرت القوات الأمنية لمغادرة أربعة مواقع على الأقل في قرار وصفه نائب رئيس الوزراء سوتيب توجسوبان بأنه مجرد "اعادة تموضع". وقال في مؤتمر صحفي في ثكنة الجيش في الضواحي الشرقية لبانكوك حيث تزاول الحكومة نشاطها خلال التظاهرات "في الوقت الحاضر عليهم المغادرة لتجنب مواجهة". وتابع "لا أحد يفقد ماء الوجه ، لكننا نريد الحفاظ على النظام والقانون". وصباح الأحد كان لا يزال هناك حوالي 60 ألف من المحتجين في بانكوك.
المصدر: بانكوك