رشا طبيلة (أبوظبي)
شباب إماراتيون، يتطلعون ليكونوا قادة المستقبل في قطاع المياه والكهرباء من خلال انضمامهم لبرنامج تدريب الخريجين مدته 18 شهراً الذي أطلقته شركات قطاع المياه والكهرباء والمنضوية تحت مظلة مؤسسة أبوظبي للطاقة، بهدف إعداد كوادر وطنية وقيادية مؤهلة للعمل في القطاع.
وتم إطلاق البرنامج في نوفمبر 2019، بعد مراجعة تفصيلية لاحتياجات قطاع المياه والكهرباء بأبوظبي من الكفاءات الموهوبة، إضافة إلى تطوير استراتيجية راسخة لإعداد وتهيئة الكوادر المؤهلة خصيصاً للعمل في صناعة الطاقة.
ويتكون البرنامج من مرحلتين، التدريب على الالتحاق بالعمل لمدة 6 أشهر، والتدريب الميداني لمدة 12 شهراً، بما في ذلك تدريب خارج الدولة لمدة أسبوع لدى إحدى أهم شركات الطاقة الرائدة في العالم.
ويهدف البرنامج لإعداد الجيل القادم من الكوادر الوطنيّة الذين يسهمون في عملية التحوّل في قطاع المياه والكهرباء في الإمارة وبما يحقق تطلعاتها المستقبلية.
وتم اختيار المشاركين بالبرنامج بناءً على أدائهم الأكاديمي وإنجازاتهم المتميزة، إضافة إلى سلسلة من المقابلات والتقييمات السلوكية والتقنية.
وعند إكمال البرنامج بنجاح، يجري تعيين المشاركين بمواقع عمل ووظائف تتطلب مهارات عالية في إحدى شركات مؤسسة أبوظبي للطاقة.
تطوير المهارات
تقول المتدربة عائشة الحمادي: «انضمامي لهذا البرنامج يساعدني في تطوير مهاراتي الشخصية والتقنيّة للعمل في قطاع الطاقة والكهرباء، ويمكنني من تحقيق طموحي بالعمل في إحدى الشركات الوطنية الرائدة في أبوظبي، وهو أمر أتطلع إلى تحقيقه باهتمام وعزيمة».
وتضيف الحمادي: «إلى جانب تطوير المهارات الشخصية والتقنية، فإن البرنامج يسلط الضوء على أهم الخصائص المهنية والقدرات التنافسية التي ينبغي امتلاكها في القرن الحادي والعشرين، مثل القيادة ونهج التفكير الإبداعي، وهي أمور تتطلبها جهات العمل عالمية المستوى».
بدورها، أكدت المتدربة فاطمة النعيمي أنه من أجل النجاح في مكان العمل يجب أن تتوافر المهارات اللازمة التي يتطلب الحصول عليها الخضوع لتدريبات وتوجيهات متخصصة.
وتضيف: «أعتقد أن هذا البرنامج هو الحيّز المثالي لذلك، فالمهارات التي يقدمها لنا تختلف عن ما تعلمناه في الجامعة، لأنه يقدم الخبرة العملية وخلاصة تجارب المهنيين والخبراء الذين نعمل معهم، خصوصاً الخبراء الميدانيين خلال فترة التدريب».
وتشير المتدربة فرحة البريكي إلى ما يتم تعلمه خلال فترة التدريب، وتقول: «يركز هذا البرنامج على مواضيع ومستويات مختلفة من التدريب العملي والمهني، على سبيل المثال التفكير الاستراتيجي، حيث لم أكن أعلم نطاق أهمية التفكير الاستراتيجي للموظفين، خاصة على المدى البعيد».
وتضيف: «أعتقد أن هذا الموضوع من أهم المجالات والجوانب المعرفيّة التي أستمتع بها هنا، حيث إن اطلاعي على أهمية التفكير الاستراتيجي وكيفية تطبيقه في مكان العمل يمكنني من تولي مهام قيادية ذات أهمية استراتيجية للشركة التي سأعمل بها بعد التخرج من هذا البرنامج».
وبدوره، يقول المتدرب سعيد العامري: «حافزي للانضمام إلى هذا البرنامج هو أن يكون لديّ مسار مهني قوي وأن أكتشف تحديات جديدة في قطاع الطاقة».
ويضيف: «أعتقد أن الوقت حان لتحمل المسؤولية تجاه وطني وأن أصبح واحداً من قادة المستقبل في قطاع الطاقة».
ويشير العامري إلى أن أهم المحطات التي تهمه وتحفز اهتمامه بهذا البرنامج هي مرحلة التدريب خارج الدولة.
من جهته، يقول المتدرب، عادل المرزوقي: «يتيح لي هذا البرنامج الفرصة للتفاعل مع أفرادٍ من خلفيات تعليمية مختلفة، وتلقي الكثير من المعلومات من المتخصّصين خلال زيارات للجهات العاملة في القطاع محلياً ودولياً».
ويضيف: «يمدّني هذا البرنامج بالأدوات والوسائل الصحيحة، التي يجب استخدامها في حياتي المهنية، مثل التفكير الاستراتيجي والتخطيط والتفكير الإبداعي والتحليلات الاستراتيجية المختلفة، إضافة إلى تحليل المخاطر».
ويقول المتدرب عبدالله مبارك المهيري: «يعتبر البرنامج منصة رائعة لتطوير الشباب الطامحين للعمل في شركات قطاع المياه والكهرباء وأخطط للتعرف على مجال إدارة الأصول في المستقبل».
ويضيف: «يساعدني البرنامج في تطوير وصقل المهارات، إضافة إلى توسيع شبكة العلاقات لتحقيق نجاح باهر، حيث خضعنا لتدريب حول تطوير المهارات، وأتطلع إلى المرحلة التالية من البرنامج التي تتمحور حول التدريب العملي في شركات القطاع».
الدفعة الأولى
شارك عدد من المسؤولين التنفيذيين من الشركات الرائدة في قطاع المياه والكهرباء بأبوظبي في ملتقى خاص للترحيب بالدفعة الأولى من برنامج تدريب الخريجين، والتي تضم 95 متدرباً ومتدربة من الخريجين الإماراتيين الشباب، في أكاديمية سوق أبوظبي العالمي.
وقال جاسم حسين ثابت، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لمؤسسة أبوظبي للطاقة: «يراعي برنامج تدريب الخريجين في تصميمه التطوّر المهني طويل الأمد للمتدربين، حيث تم وضعه بشكل فريد يضمن حصول الجيل المقبل من الشباب الإماراتي العاملين في قطاع المياه والكهرباء على الدعم اللازم والخبرة الفنيّة والتعلم المتخصّص، فضلاً عن توفير فرص حقيقيّة وفعّالة للارتقاء الوظيفي من خلال التفاعل المهني والمباشر مع الرعاة والموجهين والزملاء».
وقال نبيل المصعبي، المدير التنفيذي للموارد البشرية والاتصال في مؤسسة أبوظبي للطاقة: «إن مؤسسة أبوظبي للطاقة مُكلفة بتحقيق التحول في قطاع المياه والكهرباء في إمارة أبوظبي ليصبح أكثر كفاءة وفعالية، ويحقق القيمة ويلائم المستقبل، وهذا الأمر يتطلب إعداد كوادر وطنية قادرة ومؤهلة بالمهارات والقدرات التنافسية المناسبة لقيادة عملية التحول هذه».