أبوظبي (وام)
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله».. تنظم «وكالة الإمارات للفضاء» اليوم فعاليات النسخة الثانية من «مؤتمر الفضاء العالمي»، الذي يُعد أكبر تجمع لقادة القطاع الفضائي وتستضيفه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويشهد المؤتمر على مدار 3 أيام حضور أكثر من 15 من رؤساء أهم وكالات الفضاء حول العالم، إلى جانب مديرين تنفيذيين من شركات رائدة في مجال الفضاء والطيران، فضلاً عن ممثلي الهيئات والمنظمات والمؤسسات الحكومية، وأبرز الباحثين والأكاديميين. ويناقش المؤتمر السياسات والاستراتيجيات المرتبطة بالقطاع وأبرز المشاريع الفضائية، إضافة إلى استعراض أحدث ما وصلت إليها تكنولوجيا استكشاف الفضاء وسُبل تطوير الكوادر المؤهلة لقيادة القطاع.
وقال الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء: إن المؤتمر يسعى من خلال جلسات العمل المتنوعة إلى تغطية جميع المواضيع ذات الصلة بالقطاع الفضائي العالمي، إلى جانب تشجيع جميع الأطراف على تبادل الخبرات والآراء حولها بشكل يؤدي إلى تطوير أشكال مستقبلية من التعاون فيما بينها، حيث يعتبر التعاون هو السمة الأساسية التي يعتمد عليها نمو القطاع على مستوى العالم.
وينظم أكثر من 50 جلسة متخصصة تتوزع على أيامه الثلاثة، وتبحث في عدد من أبرز المواضيع التي تتصدر اهتمامات القطاع الفضائي على مستوى العالم، من بينها تعزيز مساهمة القطاع الفضائي في الاقتصاد العالمي، وتطوير برامج فضائية متقدمة، وتشكيل الشراكات ووضع السياسات والتشريعات الفضائية، إضافة إلى استدامة البيئة الفضائية واستغلال المصادر الفضائية والتعدين، فضلاً عن حماية البنية التحتية الوطنية والمشاريع الفضائية الجديدة للدول.
ويضم الحدث مجموعة متنوعة من الأنشطة الرامية إلى إلهام الشباب وتشجيعهم على توسيع معرفتهم حيال الفرص المتاحة في القطاع، حيث ينظم «منتدى قادة الفضاء الشباب» الذي يسعى لتمكين الشباب وتنمية مقدراتهم للمساهمة في قطاع الفضاء العالمي، ويبحث سبل رعاية وتشجيع الشباب ذوي الإمكانات في قطاع الفضاء من أجل المساهمة في تنمية مسيرتهم المهنية في هذا المجال، والارتقاء بالمواهب التي تتمتع بها دولة الإمارات. وتجدر الإشارة إلى أن قيمة قطاع الفضاء العالمي تصل إلى نحو 350 مليار دولار أميركي، والذي تشكل الأنشطة الفضائية التجارية فيه نسبة 76% من الاقتصاد الفضائي العالمي. إذ يسعى العديد من اللاعبين العالميين إلى التعاون وتشكيل الشراكات، حيث تقوم دولة الإمارات بقيادة منطقة الشرق الأوسط من ناحية الدفع بالنشاطات الفضائية وتطوير الاتفاقيات الفضائية العالمية.
«لوكهيد مارتن»: موعدنا على سطح القمر
أكدت ليزا كالاهان نائب الرئيس والمدير العام لقطاع الفضاء التجاري في شركة لوكهيد مارتن، أن منجزات برنامج الإمارات الفضائي تمثل مصدراً للفخر والاعتزاز، حيث نعيش عصراً جديداً لاستكشاف الفضاء، خاصة أن برامج الفضاء حول العالم تساعد على تعزيز الابتكار التقني وتطوير العلوم وتشجيع الطلاب على بناء مسيرة مهنية في المجال التكنولوجي. وقالت في حوار لـ«الاتحاد» بالتزامن مع انطلاق مؤتمر الفضاء العالمي في أبوظبي اليوم: سيتم إرسال رائد فضاء إماراتي إلى الفضاء لأول مرة في سبتمبر القادم، حيث سيتوجه إلى محطة الفضاء الدولية لإجراء اختبارات وأبحاث علمية لصالح المدارس والجامعات الإماراتية، وقريباً في عام 2020، سيصبح مسبار الأمل لاستكشاف المريخ أول مركبة فضائية شرق أوسطية تنطلق إلى الكوكب الأحمر. وأضافت: لا يكون الاستكشاف العلمي في أحسن حال إلا عندما تتكاتف جهودنا كمجتمع دولي واحد، ومحطة الفضاء الدولية هي أفضل مثال في هذا السياق، حيث أطلقت أكثر من 75 دولة برامج فضائية خاصة بها منها دولة الإمارات، وهذا العدد يتزايد مع مرور الوقت، كما نشهد فجراً جديداً في عالم الفضاء وزمناً رائعاً للعمل في هذه الصناعة؛ فالابتكارات أضحت تسير بسرعة فائقة والاكتشافات تتوالى يوماً بعد يوم، بدءاً من الهبوط على المريخ إلى دراسة الكويكيبات، كما نحن اليوم على أعتاب العودة مجدداً إلى القمر، ليس فقط بغرض الزيارة وإنما البقاء. ولفتت إلى أن التقديرات تؤكد أن صناعة الفضاء العالمية يمكن أن تتجاوز 1 تريليون دولار بحلول عام 2040، كما رأينا في السنوات الـ5 الأخيرة أكثر من 900 من الشركات الناشئة والمنضمين الجدد إلى صناعة الفضاء، مما يتطلب الحاجة إلى المزيد من الابتكار والتكنولوجيا، والمزيد من الأشخاص الموهوبين، فالفضاء معقد لكن العمل الجماعي سيضمن تحقيق أفضل النتائج.
وأوضحت أن هدف الشركة العالمية هو بناء أقمار صناعية أسرع مرتين وبنصف التكلفة، حيث يتم العمل على تغيير الطريقة التي نبني بها الأقمار الصناعية، حيث كنا من أوائل مستخدمي الطابعات ثلاثية الأبعاد وتصاميم الواقع الافتراضي والواقع المعزز وأتمتة المصانع، وفي هذا الإطار نحن نبني القمر الصناعي «مصنع المستقبل» بتكلفة قدرها 350 مليون دولار في مدينة دنفر بولاية كولورادو، كما استثمرنا 1.5 مليار دولار على مدى السنوات الـ5 الماضية في أعمالنا ضمن مجال الفضاء لأننا نعلم أننا بحاجة إلى تحقيق أداء أسرع وأفضل في التصميم والإنتاج.
وأشارت إلى أن الأقمار الصناعية تزخر بميزات قوية، لكنها تتوقف عن التطور حالما تصبح في الفضاء، وهذا الأمر سيتغير حيث يتم العمل حالياً على جيل جديد من الأقمار الصناعية الذكية التي ستعمل في الفضاء مثل الهواتف الذكية، فسوف نتمكن من تحميل تطبيقات جديدة وتغيير مهامها في المدار ودمج تقنيات الذكاء الاصطناعي فيها، وتعزيز قدراتها الدفاعية السيبرانية، وهذا يعني أن الأقمار سوف تتكيف مع ظروف الأسواق المتغيرة أو المهام المتبدلة، ما يمكن المستخدمين النهائيين من تحقيق قيمة أكبر بكثير من تلك الأقمار.
بناء مركبة فضاء
وبينت أنه يتم حالياً العمل في قاعدة «كيب كانافيرال» بولاية فلوريدا على بناء مركبة الفضاء التي ستحلق بالبشر إلى القمر مجدداً، وتُدعى «أوريون» وهي مركبة ناسا الاستكشافية من الجيل التالي وسوف يتم إطلاقها في العام المقبل ضمن رحلة تجريبية غير مؤهلة بطاقم بشري لتدور حول القمر وترجع إلى الأرض، وثم سيتم إطلاقها في رحلة أخرى مؤهلة بطاقم من رواد الفضاء، كما نقوم ببناء نماذج أولية لموطن فضائي قمري لصالح وكالة ناسا التي نتعاون معها أيضاً لتعزيز مستقبل استكشاف القمر.