الأزمة اليونانية تعرقل مساعي بلغاريا للانضمام إلى «منطقة اليورو»

تعرقل الأزمة المالية في اليونان مساعي بلغاريا للانضمام لمنطقة اليورو. ونقلت تقارير صحفية أمس عن رئيس وزراء بلغاريا بويكو بوريسوف قوله إن هذا “أكثر وقت غير مناسب” لذكر موضوع انضمام بلغاريا إلى آلية العملة الأوروبية، فيما رفضت منطقة اليورو مبدأ إقصاء دول من المنطقة الذي اقترحته ألمانيا. وذكر بوريسوف أن القواعد المشددة لمنطقة اليورو تصعب مساعي بلغاريا بشكل إضافي. وقال “آمل ألا تتم معاقبتنا بسبب اليونان، لأن هذا هو الحال حالياً”. يذكر أن بلغاريا انضمت إلى الاتحاد الأوروبي عام 2007، وترتبط عملتها “ليف” باليورو. وتسعى الحكومة المحافظة في صوفيا إلى التقدم رسميا بطلب انضمام إلى آلية عملة الاتحاد الأوروبي منتصف العام الجاري. من جانبه، أعلن رئيس منطقة اليورو جان كلود يونكر أنه يعارض احتمال إقصاء دولة عضو في منطقة اليورو كما تطالب ألمانيا، لأن ذلك قد يتسبب في “موجة مضاربة ضخمة”. ورداً على سؤال حول هذا الاحتمال، قال رئيس وزراء المالية في منطقة اليورو “هذا ليس خياراً، بل حتى أنه ممنوع، لا يمكن الخروج من منطقة اليورو هكذا”. وأضاف رئيس وزراء لوكسمبورج “أنا أعارض هذه الفكرة التي تخالج البعض في ألمانيا ليتمكنوا، في شكل عقوبة، من اقصاء دولة عضو في منطقة اليورو”. وأضاف أن “من يمنح نفسه حق الاقصاء يمنح نفسه أيضاً الحق في المغادرة من تلقاء نفسه. لكن اذا أقصي بلد غداً وتمكن بلد آخر من الانسحاب (من منطقة اليورو) لأنه يرغب في ذلك، فإننا سنشهد موجة مضاربة ضخمة”. وقال جان كلود يونكر”سيأتي حينها يوم تجري فيه المضاربة لاقصاء دولة عضو من المنطقة ويوم آخر ستتم فيه المضاربة حول انسحاب دولة أخرى طوعاً”. وأكدت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في منتصف مارس ضرورة تمكن منطقة اليورو من اقصاء احد اعضائها كملاذ أخير ان لم تتوافر فيه شروط الانتماء الى العملة المشتركة. ويقتضي هذا القرار تعديل المعاهدات الاوروبية. لكن لم يتم التطرق إلى هذا الموضوع في بروكسل خلال إبرام القادة الأوروبيين اتفاقاً حول إجراءات مالية لمساعدة اليونان إذا اقتضت الضرورة. من جانبه، قال وزير المالية اليوناني جورج باباكونستانتينو إن اليونان لم تتخذ بعد قرارا نهائيا لإصدار سندات هذا الأسبوع. وكان باباكونستانتينو يتحدث بعد ان ذكر تقرير لصحيفة “فاينانشال تايمز” أن اليونان تعتزم طرح سندات باليورو بقيمة بضعة مليارات في الأيام المقبلة. وقالت الصحيفة الجمعة نقلاً عن بتروس كريستودولو رئيس وكالة ادارة الدين العام في اليونان إن أثينا تريد اقتراض حوالي خمسة مليارات يورو (6,67 مليار دولار). ونسبت الصحيفة إلى كريستودولو قوله “نريد العودة إلى السوق خلال شهر مارس”. وقال وزير المالية باباكونستانتينو إنه لم يتم حتى الان اتخاذ قرار في هذا الشأن. والبيع القادم للسندات سيكون أول اختبار لثقة المستثمرين بعد ان اتفق زعماء الاتحاد الأوروبي يوم الخميس الماضي على إقامة شبكة أمان لمساعدة اليونان إذا فشلت في الحصول على حاجاتها من الاقتراض من الأسواق. ويتعين على اليونان ان تقترض حوالي 16 مليار يورو بحلول أواخر مايو أيار فقط لإعادة تمويل ديون يحين موعد استحقاقها. والمرة السابقة التي باعت فيها اليونان سندات كانت في الرابع من مارس عندما جمعت خمسة مليارات يورو.