27 مارس 2010 22:33
أقامت اللجنة المنظمة لمهرجان أيام الشارقة مساء أمس الأول بقاعة المؤتمرات في قصر الثقافة بالشارقة أمسية تكريمية للفنان الكويتي الكبير سعد الفرج، وذلك بمناسبة اختياره الشخصية العربية المسرحية المكرمة في الدورة الحالية للمهرجان.
حضر الأمسية عبدالله العويس مدير عام دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة ومحمد بن جرش مدير عام مسارح الشارقة وأحمد بورحيمة مدير مهرجان أيام الشارقة المسرحية، بالإضافة إلى لفيف من المسرحيين والإعلاميين ومحبي ومتابعي الفنان سعد الفرج.
قدم للأمسية الإعلامي محمد عبدالله الذي تحدث عن المسيرة الفنية الحافلة والمتشعبة والعريقة للفنان سعد الفرج، قائلاً « إنه لشرف كبير أن ينضم إلى عقد جائزة الشارقة للإبداع العربي المسرحي نجم وفارس وعملاق ومدرسة وتاريخ، تعجز كل الأوصاف والكلمات أن تطال قامته، لأنه فنان عربي أصيل حفر اسمه في أعماق القلوب والوجدان، ولم يشأ أن يبرح الذاكرة العربية، التي حفظت أعماله الفنية الخالدة، على مدى نصف قرن من الزمن» وأضاف « منذ صعود الفنان الكبير سعد الفرج خشبة المسرح لأول مرة في مطلع ستينيات القرن المنصرم، في مسرحية «صقر قريش»، وحتى آخر عمل فني له وهو مسلسل «تورا بورا» العالمي الذي سوف نشاهده في شهر رمضان القادم، منذ تلك البداية المبكرة، وحتى هذه اللحظة لم يحد الفرج عن قناعاته ومبادئه ومواقفه، بالرغم من كل المتغيرات والأحداث الكبرى التي شهدها وطنه وعالمه العربي». واختتم عبدالله حديثه بالإشارة إلى أن تكريم الفنان القدير سعد فرج من دولة الكويت يأتي في نفس السياق والاهتمام الذي كرمت به دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة كلًا من المغفور له بإذن الله سعد أردش من مصر، والفنانة المغربية ثريا جبران، والفنانة اللبنانية نضال الأشقر، وذلك انطلاقاً من توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ورعايته التي يوليها للإبداع والمبدعين المسرحيين في الوطن العربي.
تحدث بعدها الفنان سعد الفرج الذي أبدى سعادته وبهجته بهذا التكريم قائلاً « يشرفني أن يأتي هذا التكريم من رأس هرم السلطة في إمارة الثقافة والمسرح والإبداع، فكل الشكر لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على تكريمه لي في هذه الأيام المسرحية العزيزة على قلبي والتي تنفرد بلا منازع على مستوى الخليج والعالم العربي، هذه الأيام التي لم تكن لتحظى بهذا الصيت وهذه المكانة لولا إيمان سموه بدور ومكانة الثقافة بشكل عام وبالمسرح بشكل خاص».
وتحدث الفرج بعدها عن بدايات تعرفه والتحاقه بعالم المسرح المثير والساحر مشيراً إلى أنه خرج من قرية صغيرة ونائية في الكويت اسمها» الفنطاس». وقال « كان حلمي الدائم أن أخرج إلى مجتمع المدينة الأكبر والأكثر حراكاً والتصاقاً بعالم الفنون والمسرح، فبدأت بمحاولات بسيطة في الكتابة المسرحية التي أردت أن أترجم من خلالها قصص التاريخ والأساطير التي كان يسردها لنا الملاّ ناصر الحنيف الذي كان يدرسنا علوم الدين في فترة الطفولة» وأضاف «كنا في بداية الخمسينيات من القرن المنصرم نشاهد الأفلام السينمائية التي كانت تعرضها شركات النفط في الكويت، وأسهمت هذه المشاهدات في إثارة خيالنا الفني والدرامي، فانضممت في العام 1958 للمسرح الشعبي حتى جاءنا ساحر المسرح زكي طليمات الذي تتلمذنا على يديه جميعاً وتعرفنا من خلاله إلى قيمة وخطورة فن المسرح».
ثم تحدث الفرج عن الفترة التي غادر فيها الكويت لدراسة فنون المسرح والتلفزيون ابتداء من دراسته في القاهرة ومروراً بلندن وعمله في إذاعة ال بي بي سي، حتى ذهابه إلى الولايات المتحدة وحصوله على دبلوم في الدراما التلفزيونية والمسرحية.
واختتم الفنان الكبير حديثه بالإشارة إلى أن وجود عنصر الحرية شرط مهم لاستمرارية وخلود وتواصل الفعل المسرحي، وقال إن للمسرح دوراً كبيراً في تعميق ثقافة ووعي الشعوب، ونوه إلى أن فوزه بجائزة الشخصية المسرحية العربية هو تكريم لكل المسرحيين في الكويت، كما أنه تكريم للعمل والمسار المسرحي الصحيح الذي يتطلب الإبداع والجهد والتضحية والإيمان بقيمة وأهمية المسرح.
المصدر: الشارقة