عبد الله أبو ضيف (القاهرة)
أكدت كريستيل صغبيني رئيس مجلس إدارة شركة سانوفي، المنتجة لعقار «كلوروكين» -الذي أقر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن استخدامه لعلاج فيروس كورونا المستجد، حقق بالفعل نتائج واعدة وقدرة فعالة في التجارب المعملية الأولية في فرنسا- ضرورة إجراء مزيد من الدراسات والأبحاث السريرية قبل اعتماده في علاج الفيروس.
وقالت كريستيل في تصريحات لـ«الاتحاد» إن الشركة تبذل قصارى جهدها وتعمل بأقصى طاقة ممكنة لديها لتوريد الاحتياجات في أنحاء العالم كافة، مضيفة: «إن الدراسات والأبحاث السريرية على نطاق واسع هدفها تأكيد الفوائد والمخاطر من استخدام الدواء في مواجهة الفيروس». وكشفت كريستيل أن (سانوفي) تعمل لتطوير لقاح لمنع انتشار الفيروس.
وتوقف العالم أمام إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأول، موافقته على استخدام لقاح مرض الملاريا الشهير «كلوروكين» لعلاج المصابين بفيروس «كوفيد-19». وفي مؤتمره الصحفي، أكد ترامب أن اللقاح أثبت فعالية عالية في علاج الفيروس، ضمن سياسة تطوير العقاقير الآمنة والفعالة التي تتبعها الولايات المتحدة الأميركية. وقال إن «لقاح فيروس كورونا سيكون متاحاً قريباً».
وجاء إعلان ترامب، فيما تحولت مختبرات الأبحاث وصناعة الأدوية في أنحاء العالم إلي خلية نحل بحثاً عن لقاح للفيروس باستخدام تقنيات مختلفة، كما تبنت عدة شركات أدوية كبرى علاجات للفيروس.
ولقاح الملاريا، ليس الوحيد الذي يتحدث عنه العالم، فهناك نحو 20 دواء تعمل عليها شركات دولية لمواجهة فيروس «كوفيد-19» حسبما أشارت منظمة الصحة العالمية.
وأفاد استشاري الوبائيات في المنظمة الدكتور أمجد الخولي لـ«الاتحاد»، بأنه تم التعرف على التركيب الجيني لفيروس كورونا الجديد، لكن طرح علاج في الأسواق يستغرق وقتاً لإجراء التجارب السريرية والتأكد من الفوائد والأضرار الجانبية، قبل منظمة الصحة العالمية.
وإلي جانب «كلوروكين»، هناك أيضاً دواء فيروس إيبولا وهو «ريمسديفير»، الذي قالت منظمة الصحة العالمية إنه يظهر علامات على أنه يساعد في علاج «كوفيد-19».
و«ريمسديفير» دواء تجريبي تم اختباره لعلاج فيروس إيبولا، رغم أن بعض الدراسات وجدت أنه غير فعال. وتم تطويره بواسطة الشركة الأميركية «جيلياد».
وقال رياض أرمانيوس، وكيل شركة جيلياد في مصر وأفريقيا: «إن عقار ريمسديفير وصل بالفعل لمرحلة متقدمة، ومن المحتمل إعلان نتائج الدراسات القائمة في المعامل بنهاية شهر أبريل»، مشيراً إلى أن الدراسات بدأت منذ 27 فبراير الماضي على نحو ألف مريض بكورونا متطوع من الحالات المتوسطة والحرجة في أنحاء مختلفة ضمت الصين والولايات المتحدة.
وأضاف أرمانيوس: «إن الدواء يخضع لتجارب سريرية تحت إشراف هيئة الغذاء والدواء الأميركية، بما يسهل تسجيله وطرحه في الأسواق خلال أشهر قليلة»، مشيراً إلى أن الشركة أنتجت بالفعل على مسؤوليتها الدواء ليتم توفيره بكميات هائلة بمجرد نجاح الدراسة الخاصة به، والتأكد من فعاليته في علاج مرضى «كوفيد-19».
وأوضح أن فترة العلاج لا تتعدى 10 أيام فقط، عبر 11 جرعة يتم حقنها يومياً في الوريد، على أن يأخذ أول يوم حقنتين كجرعة أولى.
وفي الصين، أعلنت بكين رسمياً أنها قررت استخدام الدواء «أفيجان»، الذي طورته اليابان لعلاج الإنفلونزا في معالجة الأشخاص المصابين بفيروس كورونا، حيث استغرق بين 4-11 يوماً حتى تغيرت نتائج المصابين من فيروس كورونا من إيجابية إلى سلبية بعد تلقيهم العقار.
وفي ألمانيا، تسابق شركة «كيور فاك» الزمن، لتطوير لقاح قادر على القضاء على الفيروس، وأشارت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لين، في تغريدة لها على «تويتر»، إلى أن المفوضية تتعاون مع الشركة الألمانية، موضحة أن بروكسل منحت الشركة 80 مليون يورو.
وفي هذه الأثناء، حصل باحثون أستراليون على الضوء الأخضر من أجل إجراء التجارب السريرية على علاج ابتكروه لفيروس كورونا. ويتمثل دواء هؤلاء الباحثين بعقاقير استخدمت سابقاً لعلاج الملاريا والإيدز في نحو 50 مستشفى بأستراليا.
ويقول الدكتور علي زكي، أستاذ علم الميكروبايولوجي في جامعة طب عين شمس في مصر ومكتشف متلازمة الشرق الأوسط التنفسية «كورونا» في السعودية عام 2012: «إن فيروس كورونا المستجد له نفس الأعراض الخاصة بفيروسي سارس وميرس، لاسيما أن الفيروسات الثلاثة تنتمي إلى فصيلة الكورونا»، مشيراً إلى أن تطوير اللقاحات الخاصة بالفصائل القديمة سيحقق فعالية كبرى. لكنه شدد على ضرورة تنفيذ الإجراءات الوقائية المتمثلة في غسل الأيدي جيداً بالماء والصابون لـ20 ثانية على الأقل.
وتؤكد الدكتورة هبه مصطفى، المتخصصة في جامعة جونز هوبكنز الأميركية، أنهم تمكنوا بالفعل من تسريع وتيرة اكتشاف كورونا، حيث أضحت النتيجة تظهر في يوم واحد، في حين كانت النتيجة تحتاج إلى 4 أيام كاملة في بداية الأزمة، وهو ما ساعد في انتشار الفيروس.
وأضافت الخبيرة العالمية لـ«الاتحاد» أن اختبارات الفحص التي طورتها بالتعاون مع زميلتها في الجامعة كارن كارول، ساهمت في إمكانية تشخيص نحو مائة شخص في يوم واحد، مع توقعات بالوصول إلى 180 شخصاً خلال الفترة المقبلة، مشيرة إلى أن ذلك يخفف الضغط على المعامل، ويتيح الكشف لأكبر عدد من المصابين في العالم، حيث يأملون في تقليل زمن التشخيص إلى 3 ساعات فقط حسب الاختبارات المعملية التي تشرف عليها.
وفي هذه الأثناء، أكدت ورقة بحثية صادرة عن مجموعة الإنفلونزا الوبائية العلمية في بريطانيا، أن الاحتمال الواقعي الوحيد للسيطرة على الفيروس هو تطبيق قواعد أكثر صرامة بشأن الابتعاد الاجتماعي.