السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ورشة تصليح الكراسي تعين المعاقين على خدمة أنفسهم

ورشة تصليح الكراسي تعين المعاقين على خدمة أنفسهم
19 فبراير 2011 21:35
خولة علي (دبي) - تنمية جميع الأفراد بشكل متساوٍ هي أهم وظائف المجتمع لاستثمار طاقاتهم ودفعهم قدما نحو العمل، بما فيهم طبعا المعاق الذي نجده اقتحم جميع مجالات الحياة، ووقف بكل ثقة وثبات، متسلحا بالإرادة والتحدي عازما على المضي قدما نحو غايته، ليشق طريقة بكل صبر وإصرار. فالحياة تتطلب المزيد من إثبات الذات وشحن الهمة لتخطي العراقيل، وتذليلها من خلال تطويع وتوفير بعض الوسائل التي تعين المعاق على الحركة والنشاط والقيام بوظيفته على أكمل وجه، حتى يستطيع أن يمضي وينطلق دون خوف من أن تخونه وسائل النقل التي أصبحت جزءاً لا تتجزأ من حياته اليومية. يدفعها بيده أينما اتجه، ينطلق بكل حرية، غير آبهٍ بإعاقته التي لا يراها، إلا في حال أصابها عطب ما، عندها يكون الوضع مختلفا، فيجب أن يتصرف مع الموقف بحذر، ويكون على أهبة الاستعداد لأن يتعامل مع أي موقف قد يتعرض له، من خلال أخذ فكرة وافية عن هذه الوسيلة التي يجب أن يكون ملما بها عارفا بتقنية التعامل معها، حتى تكون المهمة سهلة أمامه. ولهذه الأسباب، أقام نادي الثقة للمعاقين «ورشة تصنيع الكراسي»، من باب الأخذ بيد المعاق نحو رحاب أوسع من باب تعلم تقنية تصليح الكراسي، والتي بلا شك ستعود بالفائدة عليه. حول هذه الورشة يحدثنا حيدر طالب مدير إدارة مشاريع الثقة، قائلا: لا يمكن أن يتصور البعض مدى التصاق وارتباط الكرسي المتحرك بالمعاق الحركي، والذي أصبح جزءا منه لا يستطيع الاستغناء عنه، ولا يستطيع أن يفكر ولو للحظة، كيف ستكون حياته من دونه. لذا جاءت ورشة تصليح الكراسي ومعدات المعاقين لتلبي حاجة ملحة من قبل المعاقين الذين يواجهون صعوبة في البحث عن ورشة تقوم بتصليح كراسيهم المتحركة، لذا يلجؤون إلى ورش تصليح السيارات التي قد تقوم بهذه المهمة، ولكن في أحيان كثيرة يكون العمل غير مدروس بطريقة صحيحة، ويفتقد إلى الإتقان، مما يوقعهم في المشاكل مجددا، مما يدفع بعض المعاقين إلى التعايش مع عطب الكرسي، ويحاول أن يأقلم نفسه مع هذه المشكلة، وآخرون يستغنون عن كراسيهم بشراء أخرى جديدة، مما يثقل ذلك كاهلهم، ونظرا لاستغلال بعض الشركات المتخصصة في بيع أجهزة المعاقين بأسعار خيالية تفوق إمكانية المعاقين وتستغل حاجتهم الماسة إليها. يتابع حيدر طالب: اتخذت إدارة نادي الثقة للمعاقين، ومجلس إدارة مشاريع الثقة قرار بإنشاء ورشة لتصليح الكراسي ويضم محلا لبيع الكراسي، تحت مسمى «عجلة الثقة لبيع الكراسي وورشة الثقة» لتصليح الكراسي، هذه الورشة يتم من خلاله تصليح الكراسي لكافة المعاقين سواء الأعضاء في النادي أو حتى من خارج النادي، فالكل يمكنه أن يستفيد من هذه الخدمة المجانية في ورشة التصليح. وبذلك حاولنا أن نقدم خدمة للمعاق، على ضوئها يمكن أن نساهم في تذليل بعض الصعوبات التي قد يتعذر عليه التعامل معها. ويرى طالب قائلا: ومن الجميل في الأمر أن الورشة ليست فقط للتصليح، وإنما أيضا يقام فيه دورات تدريبية للمعاقين في كيفية تصليح معداتهم وأجهزتهم، مما يكسبهم مهارة فنية ومهنية في التعرف على تقنية الكراسي وكيفية التصرف في حل عطبه أو تعرضه لبعض الأعطال، فمن الضروري جدا أن يكون المعاق ملما بهذا العمل الذي سيعود عليه بالفائدة. حيث قمنا بتدريب خمس معاقين في الورشة استطاعوا أن يثبتوا جدارتهم في العمل، واكتسبوا هذه الحرفة، والآن لدينا في الورشة معاق حركي وهو الذي يقوم بعملية إصلاح الكراسي ومعدات المعاق، وله مساعد من فئة الإعاقة الذهنية. ويضيف طالب قائلا: وبالنسبة لقطع غيار المعدات فعادة ما يتم جلبها من خلال تبرع مدينة الشارقة للخدمات ومراكز الثقة بعدد كبير من الأجهزة القديمة والمستهلكة، حيث قمنا بفكها وإعادة تركيبها كقطع غيار الكراسي، وكل عمل لا بد أن تتخلله بعض الصعوبات والعراقيل التي بقدر صعوبتها، إلا أننا نجد أن العاملين في الورشة يبلون بلاءا حسنا، وتكمن هذه الصعوبة في كيفية التعامل مع مختلف أنواع الكراسي المصنعة من مصانع مختلفة، فكل منها لها طريقته وتقنياته التي تختلف عن بعضها البعض، فهذا التنوع أحيانا يسبب إشكالية في الورشة. ولقد سعينا إلى تذليل بعض الصعوبات من خلال الاتفاق مع شركة إيطالية متخصصة في احتياجات المعاقين، حيث يتم جلب بعض الكراسي والمعدات وقطع الغيار منها، ولكن نحن نأمل أن ينشأ مصنع متخصص في صناعة معدات وأجهزة المعاقين، في أرض الدولة، لما في ذلك حاجة ماسة للكثير من هذه الفئة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©