السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جوائز لـ 3 أفلام في ختام مهرجان جامعة زايد السينمائي

جوائز لـ 3 أفلام في ختام مهرجان جامعة زايد السينمائي
26 مارس 2010 20:39
مفاجأة حفل اختتام مهرجان جامعة زايد السينمائي الأول الذي نظم على مدى ثلاثة أيام تحت شعار “من الطلاب إلى الطلاب”, حضور عدد من الطلاب الخريجين الذين وصلت أفلامهم للنهائيات، فالمهرجان تلقى نحو 70 فيلماً اختارت منها لجنة التحكيم 12، 6 في فئة الأفلام الروائية و6 في فئة الأفلام الوثائقية، وقد فاز بالمرتبة الأولى الخريج من “جامعة سيدة اللويزة” في لبنان ناجي جوزيف بشارة عن فيلمه “حديث إلى الدماغ”، وفاز في المرتبة الثانية كل من القطرية شروق شاهين عن فيلمها “سيدة الوردية” عن فئة الأفلام الوثائقية وأمجد الرشيد من الأردن عن فيلمه “يوم مرّ... يوم أمرّ” عن فئة الأفلام الروائية. وكانت جائزة الجمهور للفيلم الأردني “يوسف” للخريج عبد السلام الحاج، إذ بعد عرضه في افتتاح المهرجان تكرّر طلب عرضه أكثر من مرة، فعرض ثلاث مرات في اليومين الأولين، لذا لم يتم عرضه في الاختتام. سلم الفائزين جوائزهم، رئيس جامعة زايد الدكتور سليمان الجاسم وقد تمثلت بمجسم صغير يحمل اسم المهرجان “ZUFF” وهو اختصار لـZayed” University Film Festival”. كما منحهم المهرجان شهادة تقدير وجوائز مالية رمزية تشكل نوعا من الدعم لهم. وأعلنت اسماء الفائزين الطالبة ريم فاخر الماجد التي نظمت المهرجان من الألف إلى الياء مع شريكتها في مشروع التخرج إليازية الفلاسي. وقد تم عرض أفلام الرابحين الثلاثة الذي وصل اثنان منهم إلى حفل اختتام المهرجان من المطار قبل ساعة من بدئه.. ولم يكن متوقعاً حضورهم، كما حضر عدد من المخرجين الإماراتيين الذين وصلت أفلامهم للنهائيات. وأجمع الدكاترة في الجامعة على أن المهرجان الذي هو مشروع تخرج طلابي خرج إلى الجمهور بمستوى عال في التنظيم والتخطيط والتواصل، وقال رئيس الجامعة الدكتور سليمان الجاسم للاتحاد أن هذا المهرجان هو الأول لأنه سيكون هناك ثان وثالث و...، فمع نجاحه تحمست الإدارة في الجامعة لاستمراريته، خصوصاً أنه يعرض للتنافس أفلاماً سينمائية قصيرة للطلاب تتم دعوتهم من خلال جامعاتهم. وقال الدكتور الجاسم “طبعاً بدأ هذا النشاط في الجامعة مجموعة طالبات لتخرجهن وأتمنى أن يستمر هذا المهرجان لأنه شكّل مؤشراً للكفاءة والمهارة الموجودة عند طالباتنا في جامعة زايد، وأترك لكم أنتم الصحفيون الحكم على مستوى هذا العمل الذي استمر لثلاثة أيام ضمت ما قامت به الطالبات من تجهيز وإعداد، وهذا يؤكد قدرتهن وروح المبادرة والإبداع والتفكير السليم، وأتمنى لهن أن يكن مستقبلاً نجوماً – إن شاء الله- يدرن الكثير من المحافل العالمية، فالإمارات أصبحت مركز استقطاب في مجالات متنوعة، في الإعلام والثقافة والأفلام والفنون الموسيقية، ونعتقد أن أولئك النجوم سيكن ممن سنعتمد عليهن مستقبلاً في جامعة زايد”. كنيسة في قطر وكانت لنا فرصة قبل بداية حفل الاختتام بلقاء الخريجين الشباب من فائزين ومشاركين، وفي حديث للاتحاد مع شروق عبد الله شاهين الفائزة عن “السيدة الوردية” وهو فيلم وثائقي ذو طابع صحفي يرصد الآراء المختلفة حول بناء أول مجمع كنسي في قطر وردود الأفعال حوله من رجال دين وقطريين ومسيحيين مقيمين في قطر، قالت “كان لافتتاح كنيسة في قطر ردود أفعال متنوعة منها المتحفظ ومنها القابل بالموضوع، وفي الواقع لم تكن فقط كنيسة واحدة إنما مجمع كنسي يضم تسع كنائس، فرأيت أن الاعتراض والقبول موضوع لوثائقي واجهنا في تصويره صعوبات لأن مجتمعنا في الدوحة متحفظ بعض الشيء ومن الصعب التصوير في الأماكن العامة، فواجهتنا مشاكل مع الشرطة وبعض الناس ولكن الحمد لله سارت الأمور على خير في النهاية وتمكنت من إنجازه”. وتقول “لاحظت التوتر في المجتمع وردود الأفعال المتعارضة، وأنا في البداية كنت معارضة لفكرة بناء كنيسة في الدوحة، ولكن مع تنفيذ الفيلم مع زميلة لي وإطلاعي على آراء الناس وجدت الأمر عادياً وليس هناك مشكلة من بناء كنيسة لأنه أمر ديني وتعبد وليس شيئاً سيئاً فأردت توعية الناس حول الموضوع، غير أنني التزمت مهنياً بعرض كل الآراء بتوازن الموافقة والمعارضة”. وأردفت عن رأيها في المهرجان “لم أكن أتوقع كونه مهرجانا طلابيا أن يكون بهذا المستوى، فلدينا مهرجان جزيرة سينمائي في قطر، فوجدت أن هذا المهرجان يوازيه في التنظيم والإعداد إنما بالطبع على مصغّر. لم أتوقع مما رأيت أنه بالفعل مشروع طلاب. أنا قدمت فيلمي لمجرد المشاركة ولم أتوقع اختيار فيلمي من بين سبعين فيلما، وطبعاً حين وصلني الخبر قفزت في مكاني من الفرح، وأنا راضية بأن يكون بين الاثني عشر فيلماً، حتى لو لم أفز”. “يوسف” وقضايا المرأة عبد السلام الحاج من الأردن، يدرس ماسترز في جامعة البحر الأحمر للفنون السينمائية، وفيلمه “يوسف” هو جزء من الامتحانات التي يقوم بتقديمها، ويلامس فيلمه الصراع بين الأجيال وتأثير غياب الأم على العائلة في توليفة اجتماعية تظهر عاداتنا وتقاليدنا وتأثيرها على الشبان والشابات. ولفت عبد السلام إلى أنه أعد الكثير من الأفلام الوثائقية محورها المرأة وكان الطلاب يعيرونه باهتمامه بقضايا المرأة، وفي فيلمه الروائي لم يغيّب المرأة على الرغم من أن الشخصيتين الأساسيتين هما أب وابنه، غير أن عبد السلام قصد من خلال تشنج العلاقة بينهما وعدم التفاهم الحاصل إظهار مدى تأثير غياب المرأة – الأم جسدياً ومعنوياً على حياة الأسرة. واعتبر غياب المرأة في المنزل نوعاً من “الانكسار”. وقد أحب أن يظهر من خلال الفيلم “المجتمع بحواريه وناسه، بحبهم لبعض وكرههم لبعض”، بشكل وصفه بأنه “مضغوطاً” لأنه فيلم قصير ومدته 15 دقيقة، غير أن من حضر الفيلم تمكن من الشعور بسلاسة العرض والقدرة في تبسيطه للمواقف والأحداث من دون إيصال أي شعور بضغط لهذه الأحداث. وكان عبد السلام وصل لتوّه من مطار أبوظبي، ولم يكن قد عرف أن فيلمه تم عرضه ثلاث مرات بناء على طلب الجمهور. أيام مرة وتناول فيلم “يوم مرّ... يوم أمرّ” الفائز بالمرتبة الثانية عن فئة الأفلام الروائية، للطالب أمجد الرشيد من الأردن من جامعة البحر الأحمر للفنون السينمائية، حالة الفقر وما قد توصل إليه من دورة انتاج للفقر عبر شخصية أسمى، الفتاة الصغيرة (عشر سنوات من العمر) التي تساعد والدتها المريضة من خلال العمل في الشوارع بتنظيف الأحذية، وما تتعرض له من تحرش جنسي، وما دفعت بها الفاقة لإنتاج مزيد من المعاناة حين اضطرت إلى جلب أختها الأصغر منها معها للمساعدة في زيادة الدخل الهامشي عبر بيع العلكة. هي دورة أليمة تشبه الواقع، في رمزية عقد تافه من الأصداف نالته من المتحرش لتجد أن الفعل انتقل إلى أختها الأصغر مع ارتدائها لعقد مماثل مهدى إليها من الشخص ذاته. أسمى كانت تهرب من واقعها ومن تداعيات الفقر عبر إدمانها – على الرغم من صغر سنّها- لشمّ اللاصق السائل. وقال أمجد “حاولت من خلال الفيلم إظهار إلى أين قد يؤدي الفقر إذا لم نتنبّه لهم ونساعدهم كمجتمع، لأن ليس هناك إلا مستقبل أسود”. وقد جمع أمجد بين اختصاصين، فهو قد تخرج إدارة الأعمال التي رأى أنه ساعده في تخصصه الحالي في صناعة السينما (اخراج وانتاج). وقد تلقى خبر إمكانية المشاركة في المهرجان من الهيئة الملكية الأردنية للأفلام عبر البريد الإلكتروني، فتحمس لفكرة أن يكون المهرجان للطلاب فقدم فيلمه ولم يكن متوقعاً أنه سيصل للنهائيات. دماغ للغسل ناجي جوزيف بشارة من لبنان، الفائز بالمرتبة الأولى تحدث إلى الاتحاد قبل معرفة النتائج، وشرح عن فيلمه “حديث إلى الدماغ” Talk To The Brain، وقال عن فكرته حول غسل الأدمغة الذي سيطر كمنهج على النظام الموجود بدءاً من المدارس في السيطرة على الأدمغة وتدجينها، انطلاقاً من لبنان إنما معنى الفيلم هو في كل مكان في العالم وليس بالضرورة في النظام التعليمي فقط، وبالوسع النظر إليه سياسياً أيضاً. هذا الفيلم هو مشروع تخرج ناجي، الذي أشار إلى أن “نجاح الفيلم بفكرته يتعلق بمدى معرفته بالفكرة ومدى معايشته لها، وأنا أرى أن الإنسان يقوم بأفعال تتأتى عما وضع في دماغه منذ صغره، ومع أن أحداث الفيلم تحصل في المدرسة غير أن مضمونه ينساق إلى كل المجتمع زيادة في عدد الأفلام سنويا ترافقها تحسن في النوعية”. ولفت إلى أهمية توسيع رقعة العرض إلى عدد من البلدان كي يتمكن الفيلم من تحقيق ربح يسهم في عملية الإنتاج المتواصلة، معتبراً أن التوزيع عملية أساسية في دعم صناعة الأفلام. وقال “ما يحزن في عالم الفن في العالم، أن ليس بوسع الفنان في كل المجالات التعبير عمّا يريد إلا بعد أن يثبت نفسه لسنوات طويلة في مجاله”. وعن المشاركة في المهرجان، قال “المهرجان ومجرد انعقاده أعطاني حماسا لصناعة أفلام أكثر وتقديمها في المهرجانات”. وعن صناعة السينما في العالم العربي، قال “أرى حاليا أن صناعة السينما في لبنان وفي الدول العربية تتقدم بشكل واضح، ومثالاً في لبنان ومنذ انتهاء الحرب إلى اليوم، نرصد زيادة في عدد الأفلام المصنوعة ترافقها زيادة في تحسين نوعية هذا الإنتاج”. ارتقاب عالمي محمد عبد الله الصغران من كلية رأس الخيمة التقنية العليا الذي وصل فيلمه للنهائيات وعنوانه “ارتقاب”، وهو لعب في فيلمه على فكرة الزمن واختلاف الأمكنة من دون تحديدها لأنها تركز على المنحى الإنساني واختلاف أنواع الانتظار، ولد يرتقب لعبة من والده، ناس ترتقب الإعصار، سجين ينتظر الإفراج عنه، كل ذلك يحصل في الوقت ذاته الساعة السادسة مساء. والصغران كان قد فاز في فيلمه الأول “البحر يطمي” جائزة لجنة التحكيم الخاصة للطلبة الذي أقيم على هامش مهرجان دبي السينمائي الدولي. وقال للاتحاد “شاركت في المهرجان لإعطاء فيلمي فرصة للعرض لأن لا تشجيع بشكل عام للأفلام القصيرة، كما أن المهرجان جديد بنوعه والمشاركة به تعتبر مشاركة في التأسيس بحيث يكون فيلمي قد عرض في أول دورة له. كما أنني حضرت الأفلام الأخرى التي عرضت ما ينشئ تواصل وتفاعل وتبادل أفكار مع المشاركين”. اختار محمد الصغران السينما لأنها مجال صعب مميز بين التصوير للهواية والتصوير والإدارة الاحترافية، ولفت إلى تواجد مؤسسات داعمة في الإمارات لصناعة الأفلام، ولكنه اشتكى من أنه يدرس ويعمل ويصنع سنوياً فيلماً واحداً، بحيث إنه يحمل أكثر من مسؤولية تؤثر بشكل ما على الأداء في صناعة الأفلام حتى لو كانت قصيرة. يذكر أن الإعداد للفيلم استغرق معه شهرين بتصوير إذا جمعت مواقيته لثلاثة أيام متواصلة، ليخرج فيلماً إلى الجمهور بـ 15 دقيقة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©