أحمد النجار (دبي)
على غرار الشعب الإيطالي الذي حطم الملل والعزلة الصحية بالأغاني والعزف على السلالم والنوافذ وتبادل الأحاديث والنكات عبر الشرفات، انقسمت أذواق وأمزجة شعوب أخرى بين متابعة برامج «نتفليكس» أو تمضية الوقت على يوتيوب وصفحات «سوشيال ميديا».. ومحلياً في الإمارات مع تفعيل نظام «العمل عن بُعد» وتوقف مؤقت لأنشطة الترفيه في حدائق ونوادٍ ومواقع جذب سياحي، لتجنب الاختلاط، حفاظاً على السلامة العامة من انتشار فيروس «كورونا» (covid-19)، وجدها مواطنون ومقيمون فرصة من أجل مزيد من التواصل مع أفراد أسرهم بطريقة أفضل.
مشروعات إبداعية
تقف «الاتحاد» على انطباعات الناس لرصد بدائلهم للترفيه المنزلي واستثمار أوقاتهم مع العائلة، فكانت الردود متباينة بين تحقيق مكاسب مهنية وإنجاز مشروعات إبداعية عالقة، وبين تخطيط أجواء للمتعة والتثقيف والرياضة والطبخ والسينما وغيرها، حيث أبدى الجميع استعداداتهم لتطبيق القرارات الرسمية والالتزام بالتعليمات التوعوية تفاعلاً مع وسم «#ملتزمون_يا وطن»، معبرين عن ثقتهم أن تتجاوز الإمارات هذه الأزمة بسلام.
كتب وبرامج رقمية
وعوضاً عن فكرة الاختلاط السلبي مع الآخرين في الخارج، تمثل تجربة الاتصال الروحي مع العائلة قيمة وجدانية، وفق قناعة سعد الهاشمي مستشار إعلامي، والذي تابع: لن يجد الملل طريقاً سالكاً إليك، إذا قررت أن لا تستسلم للكسل والفراغ والانطواء على الذات، وهناك دائماً منطلقات إبداعية يمكنها أن تحقق معادلة التوازن بين التفكير والخيال، وأضاف: في المنزل هناك الكثير من الأمور المفيدة، لم يكن لها مساحة كافية في اليوم، مثل إكمال قراءة بعض الكتب والمجلات التي لم ننهها لضيق الوقت،.
استثمار التكنولوجيا
عيش ليلة تنكرية مليئة بالكوميديا والفكاهة مع أفراد أسرتك واجعلها ذكرى جميلة مرتبطة بهذا التحدي، ووثقها بالصور مع تعليقات جماعية بالفيديو أو اللعب مع تطبيق قطع «الليغو» أو لعبة الألغاز، أفكار كثيرة أوردتها نادية الطرابلسي (موظفة)، التي أشارت إلى أنه بعيداً عن الخوف والتخويف.. للعزاب قرارات والمتزوجين قرارات أخرى، ونقطة الاتفاق هو التجمع في المنزل وهو الحاضن المشترك. وتتابع: لدينا خيارات لاستثمار التكنولوجيا أو مشاهدة التلفاز وقراءة الكتب، لكل منّا رؤيته في تخطيط يومه وابتكار مساحة لهوايته، وتطويع منصاتنا الاجتماعية في نشر مواقف وطرائف منزلية.
بدائل هادفة
وترى روان الخطيب (موظفة)، أن مهمة أولياء الأمور في ظل أزمة كورونا، تكمن في إيجاد بدائل ترفيه تتماشى مع أمزجة أبناء الثورة الرقمية، مع ضرورة تثقيفهم بأهمية الاستخدام الأمثل للشبكة العنكبوتية، خاصة مع تجربة التعليم عن بعد، وتابعت: «حرصت على تفعيل القراءة في البيت، وتحفيز أبنائي على البحث عن المعلومة واستقاء المعارف الحياتية، وأهتم بمشاركتهم هواياتهم وألعابهم الترفيهية.
وتتابع: من دون أن يفوتني بالطبع تخصيص مساحة ترفيهية، مع استحضار مسلسلات كرتونية مليئة بالقيم التربوية والمعاني النبيلة من ذاكرة الزمن الجميل، إلى جانب انتقاء أفلام ذات مفهوم تعليمي أقرب إلى الخيال العلمي، وهناك وقت لتنمية العضلات الذهنية من خلال ابتكار ألعاب إلكترونية مختارة تحاكي التفكير وتنشط الدماغ.
رب ضارة نافعة
عبدالله الشحي (مستشار إعلامي)، يقول: رب ضارة نافعة، فأزمة كورونا قربت الأسرة من بعضها، وقد نجحت في توفيق جدولي وبرنامجي مع أسرتي، فأنشأت ملعب كرة قدم في البيت لمشاركة ابني الأكبر هوايته، كما تعاونت مع ابني الأصغر في بعض الأنشطة، أما طفلتي فهي من هواة الرسم، وزوجتي وجدتها فرصة لقراءة أجزاء من القرآن، في تحدٍ لختم المصحف قبل رمضان، كما توجهنا إلى تعلم المزيد من فنون الطبخ.
ترفيه وألعاب ذهنية
حليمة الرئيسي (إعلامية)، قالت إن خطتها في الأيام العادية ترتكز على فرصة لمّة الأسرة، ومناقشة بعض الموضوعات مع أبنائي، مثل الحديث عن الوباء وتوعيتهم وتزويدهم بمعلومات دقيقة عنه، مع التخفيف من وتيرة ذعرهم، كما أعددت أنشطة ترفيهية لهم من خلال الألعاب الذهنية والتكنولوجية، وصرت أشاركهم فيها، خاصة طفلي الأصغر ذا الـ7 سنوات، أيضاً حرصت على ترسيخ مفهوم حب الوطن في نفوسهم، فهذه الأزمة هي بمثابة اختبار صعب، ولابد من الالتزام بتطبيق قوانين وتعليمات الدولة.
استثمار وقت الفراغ
وتقول همسة يونس (كاتبة وإعلامية)، إنها درّبت أبناءها منذ الصغر على ابتكار أساليبهم الخاصة لاستثمار وقت الفراغ، وفي أزمة كورونا، بات لدينا وقت أطول لنقضيه كأسرة وجميع أفراد أسرتي يبتكرون العديد من الأنشطة لممارستها معاً، فمثلاً البنات طلبن مني تدريبهن على عمل أنواع جديدة من الطعام، ونقوم كنشاط جماعي بتطبيق بعض الألعاب التدريبية في تنمية الذات وسط جو من المرح.