حسن رجب: التمثيل فتح لي أبواباً ومنافذ سحرية وجمالية

أقامت اللجنة المنظمة للدورة العشرين من مهرجان أيام الشارقة المسرحية مساء أمس الأول بقاعة المؤتمرات في قصر الثقافة بالشارقة أمسية خاصة لتكريم الفنان حسن رجب الحائز على لقب الشخصية المسرحية المحلية للدورة الحالية من المهرجان. وتأتي مبادرة التكريم هذه من اللجنة المنظمة للمهرجان ومن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة من أجل الاحتفاء بالمبدعين المحليين والتعريف بمنجزاتهم وبما بذلوه من عطاء وجهد لإنجاح وتطوير مسيرة المسرح المحلي. قدم للأمسية الكاتب والمؤلف المسرحي إسماعيل عبدالله ورئيس مجلس إدارة جمعية المسرحيين بالدولة ورفيق درب الفنان حسن رجب في حياته الشخصية والفنية على السواء، وحضر الأمسية حشد من المسرحيين المحليين والعرب الذين جمعتهم مع الفنان حسن رجب الكثير من المحطات والتجارب والأعمال المسرحية والدرامية. وأشار مقدم الأمسية إلى أن الفنان المحتفى به هو أحد المساهمين الكبار في إثراء المشهد المسرحي المحلي وأنه تميز بالتفرد والألق والجموح، بعد أن واظب وبصبر وعزيمة على التصدي لفن شاق وصعب مثل فن المسرح. وقال عبدالله “ أحب حسن رجب، جميع المسرحيين والفنانين والمبدعين الذين تعامل معهم، بادلوه هذا الحب، كما أنه قدم أعمالا مسرحية كانت وما تزال علامات بارزة في مسيرة المسرح الإماراتي وفي “أيام الشارقة المسرحية” منذ انطلاقته الأولى” وأضاف “ عرفت حسن رجب عن قرب، ورأيت فيه فنانا متفانيا في حب أهله ووطنه ثم تواصلت علاقتنا المسرحية بعد تخرجه في المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت، وتعهدني منذ البدء بالرعاية، وأحال جمر القلم في يدي إلى برد، والحبر الأسود إلى مطر، بفضل تشجيعه وتوجيهه، فأصبح المسرح عشقي الأبدي، بعد أن أخرج للمسرح ستة أعمال من تأليفي”. وبعد كلمة مقدم الأمسية تحدث حسن رجب عن بداياته وعن بعض المحطات المفصلية التي أقحمته في عالم المسرح وجعلته عاشقا لهذا العالم الشائك والمشوق في ذات الوقت. وقال رجب “ أشكر كل من ساهم في هذا التكريم وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي نعتبره نحن المسرحيين بمثابة الأب الروحي والحاكم والأخ والقدوة، والذي ذلل الكثير من الصعاب التي واجهتنا، وكان السبب الرئيسي لانتشالنا من حالة اليأس وعدم الاستمرارية” وأضاف “ هذا التكريم أعتبره بمثابة مسؤولية مضاعفة وحافز ومحرك إبداعي لتقديم ما هو أفضل في المستقبل”. ثم سرد رجب جانبا من ذكرياته الأولى مع عالم المسرح، وقال إن سبب دخوله هذا العالم الإبداعي المختلف يعود على طفولته التي تميزت بالشقاوة والمشاكسة، وأنه حاول التنفيس عن هذه الطاقة الداخلية المتأججة من خلال اقتحام عالم التمثيل الذي فتح له أبوابا ومنافذ سحرية وجمالية واسعة ومشرعة ومليئة بالتجارب والأنماط الإبداعية المختلفة والمتداخلة. وأكد رجب أن عالم المسرح استدعى منه القيام بالكثير من التضحيات على مستوى الحياة الشخصية والمهنية، ولكنه ورغم ذلك يؤمن بأن المسرح يملك سحره الخاص الذي يصل لدرجة الهوس والعشق ونسيان أي تعب ذاتي من أجل تقديم ما هو أفضل وما هو أكثر عمقا وجودة مما تم تقديمه سابقا. وفي نهاية الأمسية الاحتفائية قدم بعض المسرحيين والإعلاميين والمبدعين شهادات حول المسيرة الفنية والإبداعية الطويلة والحافلة التي جمعتهم بالفنان حسن رجب، وساهمت هذه الشهادات في إلقاء الضوء على جوانب إنسانية ومعرفية وإبداعية تميز بها حسن رجب فوق الخشبة ووراء الكواليس وفي الحياة العامة والشخصية، وكان من ضمن المتحدثين الفنان إبراهيم سالم والدكتور حبيب غلوم ومحمد عبدالله والدكتور محمد يوسف وأحمد الجسمي والدكتور حسين مسلم ومحمود أبوالعباس وعزيز خيون وآخرون ممن عاصروا التجربة المسرحية الثرية والحافلة للفنان حسن رجب.