عدد اليوم
هدى جاسم ( بغداد )
أكد رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي أمس، بأنه يعتزم تشكيل حكومة عراقية جديدة، تمثل كل العراقيين، وتلبي تطلعات المتظاهرين.
وأكد الزرفي، خلال استقباله الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، العزم على «تشكيل حكومة تمثل كل العراقيين، قادرة على تلبية تطلعات المتظاهرين، وقادرة على مواجهة التحديات التي تواجهها البلاد، وإجراء انتخابات نزيهة عادلة في أقرب موعد ممكن».
من جهتها، أعربت بلاسخارت عن دعم البعثة الأممية «جهود تأليف الوزارة الجديدة، والمساعدة في تذليل العقبات، وتوفير الأجواء المناسبة التي تمكن الحكومة الجديدة من القيام بواجباتها».
ويواجه الزرفي رفضاً من خمس كتل سياسية، ورافقه عبارات تهديد من زعماء فصائل مسلحة، تابعة لميليشيا الحشد الشعبي.
وفور الإعلان عن تكليف الزرفي بمهام تشكيل الحكومة، من قبل رئيس الجمهورية برهم صالح، حتى عقد زعماء أربع كتل سياسية اجتماعاتهم، لإعلان رفضهم لآلية التكليف، وتجاوز رأي الكتلة الأكبر في اتخاذ مثل هذا القرار والاختيار.
الاجتماع الذي عُقد في منزل زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، بحضور زعيم تحالف البناء هادي الهامري العامري، وفالح الفياض، وزعماء آخرين، أصدر بياناً حاد اللهجة تجاه خطوة رئيس الجمهورية برهم صالح، مؤكداً جاهزية القوى لإسقاط الزرفي. بدوره، أصدر زعيم تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم، الذي حضر الاجتماع أيضاً، بيان بلهجة دبلوماسية، لكنه في المضمون متناغم مع بيان البناء، عدت رئاسة البرلمان هذا الائتلاف الكتلة الأكبر.
وتحدثت مصادر سياسية رفيعة ومراقبون لـ«الاتحاد»، وكانت رؤيتهم شبه متطابقة في أن الزرفي سيمرر من تحت قبة البرلمان بحوالي 180 صوتاً، مقابل اعتراضات كتل شيعية تعتقد أن تولي الزرفي لمهام حكومة، وإن كانت مؤقتة، ستضر مصالحهم الداخلية والخارجية.
ورجحت المصادر، إلى أن تلجأ بعض القوى التي تمتلك أجنحة مسلحة بشكل فعلي إلى تهديد السلم الأهلي، بالمقابل ستكون هناك عملية تصدٍ سريعة لتلك التهديدات من قبل حكومة الزرفي، وأشارت المصادر إلى أن الاستعدادات من قبل الميليشيات بدت واضحة، بإعلان تهديد بعض قادتها بالنزول إلى الشارع.
وتتهم الميليشيات الزرفي بقربه من واشنطن، وأنه ضد ميليشيات الحشد الشعبي، وأن أولى خطواته ستكون حصر السلاح بيد الدولة، وتفكيك تلك الميليشيات.
وأشار بعض المراقبين، إلى أن هناك سيناريو قد يظهر على الساحة العراقية، في حال إعلان رفض الزرفي من قبل البرلمان، أو اعتذاره عن تشكيل الحكومة، ويشير المراقبون إلى أن انقلاباً عسكرياً بتأييد أميركي قد يحصل في العراق، لإعادة ترتيب الأوضاع وبالقوة، هذا الأمر لم تؤيده المصادر السياسية لـ«الاتحاد»، باعتبار أن العراق خرج بشكل نهائي من مرحلة الانقلابات العسكرية.
