محمد حامد (الشارقة)
ليس بالضرورة أن يحرص كافة نجوم كرة القدم على تشييد صالة تدريب «جيم» في منازلهم، فهناك بعض النجوم الذين يفضلون الفصل التام بين النادي والتدريب من جهة، وبين منزل العائلة والحياة الاجتماعية من جهة أخرى، وإن ظل عدد ليس بالقليل من أشهر النجوم يحرصون على التدريب في المنزل، حتى في تلك الأيام، التي تشهد خضوعهم لحصص تدريبية اعتيادية في النادي، والهدف من ذلك الوصول لأعلى درجات الجاهزية البدنية، وتحدي المرحلة العمرية، وعلى رأس هؤلاء النجوم كريستيانو رونالدو هداف اليوفي، وسيرجيو راموس قائد الريال.
وفي زمن كورونا، أصبحت الحاجة إلى صالة التدريب المنزلية أمراً ضرورياً، وليس مجرد ترفيه، أو استعراض عبر حسابات «السوشيال ميديا»، كما أن هذه الصالات المنزلية لم يعد وجودها مجرد وسيلة للحفاظ على اللياقة، بل إنها المكان الأكثر أهمية الآن، وتحديداً في فترة العزل الذاتي، التي يخضع لها اللاعبون في الوقت الراهن، حيث الإقامة الجبرية في المنزل، خوفاً من تفشي فيروس كورونا.
توقف الدوريات في إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا وكافة دول العالم، وفرض العزل المنزلي على اللاعبين، لا يعني أن يستسلم اللاعب للراحة السلبية طوال الوقت، بل يتعين عليه الحفاظ على لياقته ترقباً لاستئناف النشاط الكروي، كما أنه في حال لم تتضح الرؤية فيما يخض موعد عودة النشاط، فإن الحفاظ على اللياقة يظل أمراً منطقياً، خاصة أن هؤلاء النجوم يحترفون اللعبة، وقد ظهر عدد كبير من نجوم الكرة العالمية، وهم يتدربون في المنزل، وعلى رأسهم سيرجيو راموس نجم الريال، وألكسندر لاكازيت هداف أرسنال، وكذلك لويس سواريز نجم البارسا.
ومن بين النجوم أيضاً، روبرت ليفاندوفسكي هداف البايرن، وموستافي لاعب أرسنال، وقد حرصا على أن يظهرا مع أفراد العائلة، وخاصة الأبناء، وهي رسالة أخرى تكشف عن جانب إيجابي في زمن كورونا الذي يبعث على الخوف، ويتمثل هذا الجانب في عودة التقارب والتلاحم الأسري، وفي الوقت الذي كان اللاعب يحرص على التواجد في النادي طوال ساعات اليوم، فقد أصبح متاحاً له أن يتدرب ويرى أفراد العائلة في الوقت نفسه، وهو ما يمكن القول إنه أقرب ما يكون للعمل من المنزل، أو العمل عن بعد.
وبعيداً عن عودة التقارب بين أفراد العائلة، فقد حرص غالبية النجوم على نشر صور لهم أثناء التدريب في المنزل للتحذير من خطورة عدم الخضوع لفكرة البقاء في المنزل في هذه الفترة الصعبة، ويحاول النجوم لعب دور القدوة في هذا الجانب، خاصة أن تأثيرهم على الملايين من المشجعين لا يمكن تجاهله، وعلى الرغم من توقف النشاط وشعور الملايين حول العالم بافتقاد جاذبية ومتعة كرة القدم، فإن هناك ما يشبه الاتفاق بين الجميع، سواء لاعبين أو أجهزة فنية وتدريبية وجماهير، على أن صحة البشر وسلامتهم تظل أهم من لحظات المتعة التي كان يعيشها الملايين أثناء متابعة المباريات.