الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد الأحمد يكتب: المواهب الموسيقية

محمد الأحمد يكتب: المواهب الموسيقية
18 مارس 2020 00:02

يقول الفيلسوف أفلاطون «الموسيقى تعطي روحاً للكون، أجنحةً للعقل، طيراناً للمخيلة، وحياةً لكل شيء»، كلمات بسيطة تحمل معنى عميقاً، تلخص وظيفة الموسيقى ودورها في حياة الإنسان، بصرف النظر عن سنه، لأن الموسيقى لا تفرق بين الأعمار، تجذب الصغير والكبير، تنفذ إلى قلب المستمع بكل قوة، تؤثر فيه وتتفاعل معه، لتحرك عواطفه وأحاسيسه.
تمثل الموهبة الركيزة الأهم في معادلة تطوير الفنون الموسيقية، وقد أدركت دولة الإمارات أهمية الاستثمار في صقل مهارات المواهب، وتطوير ملكاتهم، واكتشاف طاقاتهم، بوصفها كنزاً وطنياً، وإذا ما أحسنّا اكتشافه، وتنميته، واستثماره، فإن نتائجه ستكون إيجابية لا تقدر بثمن، وستنعكس مخرجاتها على مستقبل الدولة لسنوات قادمة.
وتتطلب الموهبة رعايةً تعليمية حتى تصل إلى مرحلة الاحتراف، وقد شهدنا إطلاق مبادرات تصب في هذا الاتجاه مثل برنامج روائع الموسيقى الذي يهدف لاكتشاف مواهب الطلبة الذين يبدون مواهب وقدرات موسيقية متميزة. ويمثل اكتشاف مواهب جديدة مرحلة مهمة، ولكنها ليست كل شيء، فلابد أن تتبع هذه الخطوة سلسلة من الخطوات المستقبلية بما يضمن رعاية المواهب وتشجيعها على التطور من خلال رسم خريطة طريق متكاملة، وهي مسؤولية مهمة تعمل عليها إدارة اكتشاف المواهب في وزارة اللامستحيل.
وتعليم الموسيقى يعمّق الوعي الثقافي لدى الأجيال الناشئة، ويساعدهم على تنمية الثقة بأنفسهم، وزيادة تركيزهم وانضباطهم من خلال عملهم مع زملائهم وفق إيقاع موسيقي متناغم، كما تجعل الأطفال أكثر ذكاءً وتواصلاً مع الآخرين.
لقد تطور مفهوم الموهبة بشكل متسارع خلال العقدين الماضيين، وشهدت تحولات جذرية، لتنتقل من مجرد هواية يمارسها المرء وقت فراغه إلى وظيفة دائمة، وعنصر أساسي من عناصر القوة الناعمة، فالدول التي تحسن استثمار مهارات المواهب، تكون قادرة على التأثير في الآخرين، وتعريف العالم بثقافتها وفنونها.
المواهب الموسيقية طاقة المستقبل، والثروة الأغلى القادرة على حمل رسالة الوطن ورسم مستقبله في فضاءات العالم. ويتأتى ذلك من خلال إعدادهم منذ نعومة أظفارهم وفق خطط مدروسة، ومقاربات تمزج بين المحلية والعالمية، حتى نصل لبناء أجيال متميزة، عازفة تعشق الموسيقى، وتبتكر أسلوبها ولونها الموسيقي المستوحى من الإرث الفني الإماراتي وتحمله إلى المنصات العالمية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©