10 مايو 2009 02:55
ينفض سوق الخضار والفواكه الواقع في منطقة ميناء أبوظبي رماد النار عنه، لتتجدد به الحياة بعد ان خلف الحريق الذي شب بالسوق في 29 أبريل الماضي «دماراً كبيراً»، لكنه لم يؤثر على حركته التجارية فالناس لا يبارحون المكان.
مكان الحريق ما زال مدمراً، لكن باقي المحال التي لم تطلها النار، تقدم مشهداً خلاباً لأصناف الفواكه والخضار التي تستورد من مختلف بلدان العالم. والتهمت النيران 15 محلاً للخضار والفواكه بالكامل في سوق الخضار بمحيط ميناء زايد بأبوظبي، فيما تم إنقاذ 3 محال أخرى ومنع النيران من الوصول إليها بتكاتف فرق الدفاع المدني بأبوظبي مع فرق الإنقاذ والإسعاف ووحدات الإطفاء في القوات المسلحة. ولم يسفر الحادث عن أي إصابات بشرية فيما خلف خسائر مادية كبيرة واستمرت عمليات الإخماد منذ الثانية عشرة والنصف صباحاً لحظة ورود البلاغ وحتى ساعات الصباح الأولى حيث تم إجراء عمليات التبريد للموقع لمنع تجدد الحريق. وتكمن متعة السوق في ابتعاده عن الزخرفة البراقة وقربه من البساطة والعفوية التي اتسم بهما منذ ان أمر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله» ببنائه. ويروي احمد كيف كان التجار في الماضي يفرشون بسطاتهم ويعرضون بضاعتهم عليها مكان سوق السجاد الحالي. ويقول: «أمرت قيادة الدولة ببناء هذا السوق، وقدمت لكل صاحب بسطة دكاناً»، فانتقل عشرات التجار الى المحال الجديدة، لا يتكلفون ايجاراً بل هم يدفعون منذ ما يقارب الثلاثين عاماً قيمة الخدمات التي يستخدمونها كالمياه والكهرباء والهاتف». ويفتح سوق المفرق أبوابه الساعة الثامنة صباحاً ويستمر باستقبال الزبائن حتى الحادية عشرة ليلاً. ويقول حسام احد البائعين «إننا نعرض البضاعة في الخارج الساعة الثامنة صباحاً، ثم نعيد إدخالها من الساعة الثانية بعد الظهر حتى السادسة لاشتداد الحر في هذه الفترة، ونعيدها بعد ذلك الى الخارج». ينسق التجار بضائعهم بشكل يشد الزبون، فيضعونها بالشوالات، والسلال، والصناديق، وتعبق منها الروائح العطرة التي تنتشر في المكان. يزدحم السوق أول أسبوع من أول كل شهر، بحسب حسام. وتنتعش الحركة بعدها أيام الخميس والجمعة والسبت. المحال تضم تجاراً عرباً وهنوداً، لا يتكلفون إلا ثمن الخدمات التي يستخدمونها كالمياه والكهرباء والهاتف. وعادة ما تشهد سوق ميناء زايد يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع ظاهرة افتراش ممرات منطقة السوق من جانب الباعة نظراً لزيادة عدد المتسوقين، مع ممارسة حرق الأسعار على بعض السلع بغرض المنافسة مع المحال داخل السوق. يوضح حسام أن التجار يشترون الأنواع «الناشفة» اي التفاح وغيرها عند الظهر، أما بضاعة البرادات كالكرز والجرينك في المساء. في الناحية الأخرى تتوقف «البرادات» التي تقل البضائع، فهي تعمل فقط من الساعة الحادية عشرة مساءً حتى السابعة والنصف صباحاً، وتنقل البضائع لكل أبوظبي. ويلفت أحد العاملين الى أن «البرادات» تحمل من الميناء الى السوق، ومن هناك يتم تسليمها للزبائن. ويصل المتوسط اليومي لواردات السوق بميناء زايد نحو 700 طن، بحسب التقارير الشهرية واليومية التي تصدرها البلدية عن واردات السوق، كما يبلغ متوسط حركة البضائع لنحو 460 براداً تنقل بضائع تزن 8500 طن، فيما يصل عدد الحاويات التي ترد إلى السوق 250 حاوية تزن 4600 طن. وأمام بعض البرادات تقع «ليلامى» وهي شبه منطقة حرة، يقوم التجار فيها ببيع الخضار والفاكهة في الخارج وليس في الدكاكين. ويقول محمد الذي يعرض بضاعته هناك «نشتري هذه الصناديق من البرادات ونبيعها الى الزبائن، الذين يقصدون السوق وهم من كل الأعمار والفئات والجنسيات».
المصدر: أبوظبي