السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طلاب يقدمون حلاً اقتصادياً لترميم الجسور

طلاب يقدمون حلاً اقتصادياً لترميم الجسور
17 فبراير 2011 20:17
تحث مشروعات التخرج التي يلزم طلبة الجامعات بإعدادها في بعض التخصصات على الابتكار والإبداع والتميز، لأنها تخرج بالطلبة عن نطاق النمطية والجمود الذي تنطوي عليه بعض المساقات الدراسية، وتحفزهم على الإبداع والتميز. وعلى الرغم أن الطلبة في فصل التخرج يعيشون حالة إرباك وتوتر لا تنطفئ بسبب بحثهم عن مشروع جديد يختمون به سنوات دراستهم لكنهم يعيشون في الوقت ذاته فرحة ونشوة لا يشعر بها إلا المنتصر الذي تحدى نفسه وغيره وحقق ما كان يصبو إليه.. فطوبى لهؤلاء الطلبة الذين كدوا وتعبوا وسهروا الليالي ليتوجوا رؤوس ذويهم بنجاحاتهم وإبداعاتهم. من هذه المشاريع مشروعات التخرج التي قدمها مجموعة من طلبة قسم الهندسة المدنية في الجامعة الأميركية في الشارقة والتي تعكس ما لدى هؤلاء الطلبة الذين هم شبابنا فلذات أكبادنا من قدرات وإمكانات دفينة ومن جهة أخرى أهمية هذا المشروع في توفير أموال طائلة على الدولة في عملية ترميم الجسور التي تتصدع وتتشقق مع الوقت وقوة الضغط عليها. يقدم الطلبة الخريجون غانم الكشواني وعلي سيد وصابر عبدي وشذى الحطيط، فكرة مشروعهم ويقولون :”يقوم مشروعنا على ابتكار تقنية جديدة لمعالجة التشققات والتصدعات المحيطة بأسفل الجسور المنتشرة في مختلف إمارات الدولة والتي تحدث نتيجة حركة المركبات مختلفة الأحجام عليها والتي تضغط عليها بصورة مستمرة مما يضعف قدرتها على التحمل ويسبب مع طول الزمن تصدعات وتشققات تدفع الدولة إلى صرف أموال طائلة في ترميمها بغية زيادة قدرتها على التحمل ومنحها الصلابة المطلوبة، ففكرنا باستخدام مادة الكربون فايبر كحل جذري أو إصلاحي للمشكلة..”. يتابع الطلبة حديثهم موضحين التفاصيل التجريبية العملية التي قاموا بها على مدار 9 أشهر متواصلة: “وفرت لنا الجامعة معامل متخصصة تمكنا فيها من إجراء تجارب عدة نبرهن من خلالها فكرتنا الجديدة في علاج هذه المشكلة حيث قمنا بخلط خرسانات عدة في المعمل والتي تمثل المادة الخام التي تتكون منها الجسور وخلطنا بعضها بمادة الكربون فايبر وذلك بنسب متفاوتة وتركنا إحداها من دون أي إضافة وتركنا الخرسانة الممزوجة بالمادة تجف تماما وتتصلب ولاختبار مدى تحملها بمرور مركبة أو سيارة عليها استعضنا عن ذلك بآلة ثقيلة تتحرك وتضغط بقوة قد تكون أكثر من قوة السيارة فلاحظنا أن الخرسانة العادية الخالية من مادة الكربون فايبر على قوة ضغط 58 كيلو نيوتن والخرسانة التي فيها 50% من هذه المادة انكسرت على 99 كيلو نيوتن والتي تحوي 80% انكسرت على 110 كيلو نيوتنات، أما النسبة الأعلى ذاتها، والتي احتوت على 90% كربون فايبر، انكسرت على 140 كيلو نيوتن مما يدل على أنه كلما زادت نسبة مادة الكربون فايبر في الخرسانة زادت قدرتها على التحمل، هذا يعني أننا نحتاج إلى إضافة هذه المادة رقيقة القوام عظيمة النتائج كمادة مرممة للجسور في الأماكن التي تتمركز فيها التشققات وهي في منطقة الوسط وعلى الأطراف أو إضافتها إلى الخرسانة المكونة للجسور أثناء بنائها منذ البداية مما يمنحها صلابة ومقاومة أكبر وعمر أطول”. يشير مهندسو المشروع “الطلبة” إلى أنه لا بد من وجود مادة صمغية لاصقة تلصق بها مادة الكربون فايبر على التشققات المترامية أسفل الجسر والتي وجدوا أنها مادة تسمى “الأوبكسي” وذلك بعد زيارتهم لأحد المعامل المتخصصة في بيع مواد البناء في دبي حيث أرشدهم العاملون في المعمل إلى أن استخدام مادة الأوبكسي بمستوى أو مقدار معين بعد خلط مكوناتها الكيميائية بطريقة ما تضمن تفاعلها ونجاحها في قدرتها على الإلصاق حيث تلصق بالخرسانة ويلصق بها الكربون فايبر. صعوبة واحدة! على الرغم من توفير الجامعة المعمل والمواد للطلبة مما سهل عليهم الطريق في إنجاح تجارب عدة متعلقة بالموضوع لكنهم وجدوا صعوبة واحدة تمثلت في: “عدم إمكانية تجريب إحدى السيارات للجسر الذي قمنا بترميمه كنموذج صنعناه في معملنا لبرهنة ما وصلنا إليه لكننا ذللنا هذه الصعوبة باستخدام آلة ثقيلة قوة ضغطها تعادل قوة ضغط سيارة”. لا شك في أن هذا المشروع الذي قدمه الطلبة احتاج إلى الكثير من الوقت والجهد والبحث لكن إرادة هؤلاء الطلبة وعزيمتهم وتوجيه ورعاية أساتذتهم لهم وعلى رأسهم الدكتور عادل التميمي الذي قدم وغيره الدعم والرعاية التي يحتاجه أمثال هؤلاء الشباب لينجزوا ويبدعوا ويترجموا لأنفسهم ولغيرهم أنهم قادرون على العطاء!!
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©