مصطفى عبد العظيم (دبي)
دعا خبراء في قطاع الطيران الناقلات الجوية التي تعتمد في أسطولها على طراز واحد إلى ضرورة إعادة النظر في استراتيجيتها الخاصة بالأسطول، والعمل على تنويعه ليضم طرازات مختلفة من الطائرات، وذلك لتفادي أي تأثير سلبي قد ينجم عن تعليق العمل بالطراز الوحيد المستخدم لديها لظروف قهرية أو احترازية على غرار حظر تحليق طائرة بوينج 737 ماكس 8 وماكس 9 بعد حادثتي الخطوط الجوية الإثيوبية، وطيران ليون إير الإندونيسية.
وتوقع الخبراء قيام إدارات شركات الطيران التي تمتلك طراز 737 ماكس بإعادة النظر في الطلبيات التي تعاقدت عليها خلال السنوات الماضية، والتي تصل إلى نحو 5 آلاف طائرة بقيمة تتجاوز 600 مليار دولار، وفقاً لبيانات شركة بوينج التي حصلت عليها «الاتحاد»، والتي أشارت إلى تسلم 47 شركة طيران من إجمالي 106 شركة تقدمت لشراء هذا الطراز، نحو 367 طائرة فقط كما في فبراير الماضي.
ووفقاً لبيانات شركة بوينج الأميركية، فقد أجرت الطائرات التي تم تسليمها للعملاء حتى الآن من طراز 737 ماكس أكثر من 240 ألف رحلة طيران، بإجمالي 675 ألف ساعة طيران، بمدى تحليق يصل إلى 2.8 ساعة في المتوسط.
وقال الخبراء، إنه رغم التكلفة المرتفعة التي ستتحملها شركات الطيران لتنويع أساطيلها لتتضمن طرازات مختلفة خاصة شركات الطيران الاقتصادي التي تفضل دائماً تشغيل طراز واحد لتقليل تكلفة التشغيل والصيانة والتدريب، إلا أن هذه التكلفة ستكون أقل في حال تعرض الطراز الوحيد المستخدم من قبلها لتحديات تصنيعية أو تشغيلية تفرض تعليق العمل به على غرار ما يتعرض له طراز بوينج 737 ماكس حالياً.
وقال الخبير في قطاع الطيران العقيد ركن متقاعد كمال الأعور، إنه في حين تتميز شركات الطيران الخليجية الكبرى مثل طيران الإمارات، والاتحاد للطيران بالتنويع الواسع في أساطيل طائراتها التي تعتمد بشكل كبير على طرازات مختلفة من اللاعبين الرئيسين في تصنيع الطائرات، وهما بونيج وإيرباص، إلا أن شركات الطيران الاقتصادي العاملة في المنطقة لا تتبع نفس النهج، حيث تعتمد في أساطيلها على مصنع واحد أو طراز واحد، وهو الأمر الذي يجعلها عرضة للمخاطر غير المحتملة والنادرة التي قد تتسب في تعليق أو حظر تشغيل الطراز الوحيد الذي تشغله هذه الشركات، كما هو حادث مع طراز بوينج 737 ماكس.
وأشار الأعور إلى أن سوق الطائرات ذات الممر الواحد يشهد نمواً كبيراً في الطلب في السنوات الأخيرة، الأمر الذي دفع إلى احتدام المنافسة بين المصنعين على التوسع في إنتاج هذا الطراز لتلبية الطلب المتزايد، مشيراً إلى أن طائرة بوينج 373 ماكس شهدت طلباً فاق التوقعات حيث زادت الطلبيات عن 5 آلاف طائرة حتى الآن، الأمر الذي يؤكد أن هذا الطراز مرغوب من شركات طيران كثيرة حول العالم، موضحاً أن لا يمكن حتى الآن التكهن بمستقبل هذا الطراز إلا بعد ظهور نتائج التحقيقات بشأن كارثتي « الإثيوبية وشركة ليون اير الإندونيسية حيث مازال الأمر يحتمل وجود خطأ بشري». من جهته، قال الدكتور خالد المزروعي الخبير في الطيران، إنه من الصعب أن تقوم شركات الطيران وخاصة شركات الطيران الاقتصادي في الوقت الراهن بإعادة استراتيجية الأسطول والعمل على تنويعه بطرازات مختلفة، وذلك للتكلفة الكبيرة التي قد تتكبدها هذه الشركات التي تعتمد في أساطيلها على طراز أو طرازين من مصنع واحد لتقليل التكلفة المتعلقة بالتدريب والصيانة والإصلاح.
واستبعد أن تقوم الشركات المتعاقدة على طلبيات من طراز بوينج 737 ماكس الذي تم تعليق تشغليه في العديد من بلدان العالم لحين إشعار آخر في أعقاب كارثة الخطوط الجوية الإثيوبية، مشيراً إلى أن الشركات ستنتظر لحين انتهاء التحقيقات الجارية، والتي قد تخرج بنتائج تشير إلى وجود خطأ بشري، عندئذ ستعيد هذه الشركات تشغيل طائراتها وفقاً للتعليمات الجديدة التي تصدر عن الشركة المصنعة وهيئات الطيران المدني الخاصة بتشغيل هذا الطراز، والتي من شأنها زيادة معدلات السلامة والأمان في طائرات 737 ماكس.
وأضاف المزروعي أنه في حال تبين وجود أخطاء تصنيعية هي التي تتسبب في هذه الحوادث، فإنه ما من شك في أن الشركات التي تعاقدت على هذا الطراز قد تقوم بمراجعة طلبياتها وفقاً لما تراه مناسباً لعملياتها التشغيلية وإعادة النظر في أسطولها الحالي والمستقبلي، متوقعاً أن تقوم شركة بوينج الأميركية بمسابقة الزمن لإنقاذ سمعة هذا الطراز الذي يشهد طلباً كبيراً من شركات الطيران حول العالم.
"فلاي دبي": "ماكس" جزء من استراتيجيتنا للمستقبل
قالت شركة فلاي دبي، إن طائراتنا من طراز ماكس جزءٌ لا يتجزأ من استراتيجيتنا للمستقبل.
وأضافت: تم تعليق عمل طائراتنا الـ13 من طراز بوينج 737 ماكس 8 وماكس 9، عن العمل في 13 مارس عقب قرار السلامة الصادر عن الهيئة العامة للطيران المدني.
وأكد متحدث باسم الشركة أن أولوية فلاي دبي هي التقليل إلى أدنى حد من تأثير ذلك على المسافرين.
وأضافت: ندرك أن هذا وضع استثنائي ومعقد أساسه السلامة والتنظيم. هناك عدد من العوامل الإجرائية التي تعمل عليها فرقنا ذات الخبرة العالية.
واختتمت : تواصل فلاي دبي العمل عن كثب مع الجهة التنظيمية وبوينج، ونقدر علاقتنا طويلة الأمد مع هؤلاء الشركاء.