9 يناير 2010 01:57
يتحلق أطفال حول معلمتهم يستمعون إلى قصص تحكي معيشة الآباء والأجداد وينصتون إلى ما يصح وما لا يصح، ثم ينطلقون في جد واجتهاد لتطبيق ما سمعوه، إحياءً لمقولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "من ليس له ماض ليس له حاضر ولا مستقبل".
ففي سابقة تعليمية تعد الأولى من نوعها على مستوى الدولة، شرعت روضة الغدير في منطقة الجزيرة الحمراء برأس الخيمة في تدريس 79 طفلاً وطفلة، موزعين على 6 فصول، خطة منهجية أسبوعية حول التراث والموروث الشعبي لماضي الآباء والأجداد.
وقالت مديرة الروضة حصة إبراهيم عبيد إن مشروع التراث في الروضة ينفذ في المدرسة من خلال فريق عمل يضم المعلمات وبالتعاون مع مجلس أمهات الروضة بإشراف مديرة الروضة والإدارية نادية رشدان المهتمة بالتراث بهدف تعريف أبنائنا بتراث الآباء والأجداد العريق الممتد إلى الحقب الماضية من الحياة العربية والإسلامية وتناقله بين أجيال الحاضر والمستقبل وتجسيداً لرؤية القيادة الرشيدة التي تنتهج نهج الحفاظ على التراث.
وأشارت إلى أن الخطة المنهجية للتراث تنفذ داخل الفصل الدراسي وخارجه بمعدل الحصتين الثانية والثالثة يومياً، إضافة إلى المنهاج التعليمي من خلال المعلمات حيث تم تسخير واستخدام التقنيات الحديثة ممثلة بأجهزة الحاسوب والألعاب الإدراكية والمناشط والقصص التي تعنى بالتراث والموروث الشعبي حيــث إن كل فصل دراسي مزود بأجهزة حاسوب وبرجكتورات حديثة.
ويمارس الأطفال ما تعلموه نظرياً بمشاركة عضوات مجلس الأمهات من المواطنات من خلال ممارسة الألعاب الشعبية والحياة التي كان يعيشها آباؤنا في الماضي بالمسكن والمأكل والمشرب وبمختلف أنماط الحياة التي كانوا يعيشونها في حياتهم اليومية ومناسباتهم الوطنية والدينية وفي الأفراح والأعمال التي كانوا يمارسونها والمأكولات الشعبية، إضافة إلى الأدوية الشعبية بهدف تعريفهم على استخداماتها وفوائدها في قرية زايد التراثية التي تم تشييدها في محيط الروضة بإشراف مجلس أمهات الروضة.
وتضم القرية عدة أجنحة تتضمن ساحة تمارس فيها الألعاب الشعبية وبيت العريش ويضم مقتنيات الأسرة الإماراتية في الماضي من ملبس والحلي من الذهب والفضة ومعدات استخدام وحفظ الأكل والطهي وطريقة تدريس القرآن الكريم عن طريق المطوع والأدوية الشعبية وكيفية استخدامها وبئر الماء (الطوي) وكيفية حفظ الماء ليحافـظ على برودتـه في أشهر الصيف.
وأوضحت عبيد أن تدريس الأطفال التراث يأتي تجسيداً لرؤية الروضة في خلق طفل قوي الشخصية مبدع، بجهود معلم متميز وبيئة تربوية محفزة، ووصولاً إلى تحقيق رؤية الروضة المستقبلية وجعلها مركزاً ترفيهياً داخل الإمارة وخارجها.
ولفتت إلى أن الروضة تتعاون مع جمعية شمل للتراث والفنون ومركز التنمية في الإمارة لتعليم الأطفال كيفية صناعة العريش وعدد من المعدات التراثية والمأكولات الشعبية. وطالبت عبيد بتوفير الدعم المادي للروضة حتى تتمكن من أداء دورها بفاعلية في حفظ التراث وتناقله بين الأجيال المستقبلية.
وكانت الروضة شاركت في عدد من الفعاليات التراثية داخل الإمارة وخارجها وحصلت على المراكز الأولى في عدد منها، كما أن الروضة تنفذ عدداً من المشاريع التعليمية والتربوية منذ العام الدراسي 2005 - 2006، حيث تشهد المشاريع مراحل تطوير عن العام الذي سبقه ومنها مشروع التربية المهنية لتأهيل المعلمات بكل ما هو جديد وحديث ومشروع "صحتي سلامتي" الهادف إلى توفير الغذاء الصحي الطبيعي الكامل الذي يحافظ على سلامة أسنان الأطفال من التسوس مع إجراء فحص دوري على أسنان الطلبة والبعد عن المأكولات المحفوظة صناعياً، إضافة لتقديم العصائر الطازجة لأطفال الروضة يومياً في مطعم الروضة ومشروع "تواصل" بين عضوات الهيئة التعليمية والتربوية مع أولياء الأمور ومختلف المؤسسات المجتمعية ومشروع تعليم اللغة الانجليزية، حيث إنها تمت بمبادرة من الروضة بالتعاون مع أولياء الأمور ولم تطبق على مستوى وزارة التربية في الدولة.
المصدر: رأس الخيمة