23 مارس 2010 00:54
دعت عدة نقابات فرنسية إلى الإضراب والتظاهر اليوم الثلاثاء في فرنسا احتجاجا على سياسة الحكومة في المجالين الاجتماعي والاقتصادي وذلك غداة الهزيمة النكراء التي مني بها اليمين الحاكم في الانتخابات الإقليمية. فيما تحدثت الصحف الفرنسية أمس عن عودة قوية لليسار الفرنسي.
وفي ضوء الانتخابات الإقليمية، سيتولى اليسار إدارة 21 من 22 منطقة في فرنسا الداخل. أما منطقة الالزاس (شرق) فباتت آخر معاقل اليمين بعدما صمدت في وجه تحالف الاشتراكيين والخضر. وتحدثت صحيفة لو باريزيان أمس عن “عودة اليسار”، فيما عنونت صحيفة ليبيراسيون “يوم اليسار”.
وفي هذه الأثناء، عكف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس على إجراء تعديل وزاري في حكومته بينما يقول مسؤولون يمينيون إن ذلك سيجبره على إعادة النظر في استراتيجيته خلال ما تبقى من ولايته. وتوجه رئيس الوزراء فرنسوا فيون صباح أمس إلى الاليزيه ليبحث مع ساركوزي تداعيات الانتخابات، وهي الأخيرة قبل الانتخابات الرئاسية العام 2010 . وقال فيون مساء أمس الأول أن هذه الهزيمة الانتخابية “تشكل خيبة أمل للأكثرية”.
وتنظم خمس نقابات يوم احتجاج وطني في القطاعين العام والخاص لا سيما ضد مشروع إصلاح نظام التقاعد وإلغاء عشرات آلاف الوظائف في القطاع العام.
وقد تقرر الإضراب في 15 فبراير الماضي بعد قمة اجتماعية نظمها الرئيس نيكولا ساركوزي مع النقابات وأرباب العمل. ولم يتم حينها اتخاذ أي قرار اجتماعي فوري فدعت النقابات إلى إضراب وتظاهرات في كافة انحاء فرنسا في 23 مارس للمطالبة برد ملموس في مجال الوظائف والرواتب والتقاعد وظروف العمل. وستجري هذه الاحتجاجات في سياق سياسي غير ملائم لحكومة فرانسوا فيون بعد يومين من الفوز العريض الذي حققته المعارضة اليسارية في الجولة الثانية من الانتخابات الإقليمية.
لكن الحكومة وعدت بمواصلة سياستها والاستمرار في الإصلاحات مؤكدة أن ليس لديها من خيار في سياق الأزمة الاقتصادية الدولية. ويتوقع أن يشارك عدد كبير من العاملين في الوظيف العمومي لكن النقابات لم تحقق جبهة موحدة.
وفي الدورة الانتخابية الثانية التي أكدت بوضوح نتائج الدورة الأولى مساء أمس الأول ، حصد اليسار 54 % من الأصوات متقدما في شكل كبير على اليمين الذي نال 35,5 %, وذلك وفق نتائج شملت غالبية المناطق. وحصلت الجبهة الوطنية الحزب اليميني المتطرف بزعامة جان ماري لوبن , على أكثر من 9 % من الأصوات. وأعلن الأليزيه أن الرئيس الفرنسي سيجري تعديلا “محدودا” و”تقنيا” لحكومته. وتوقعت الصحافة أمس أن يتم إعلان هذا التعديل في اليوم نفسه. وقال كلود غيان كبير مستشاري ساركوزي أن “الانتخابات تشكل دائما دلالة ورسالة”، مؤكدا أن ساركوزي “مصمم على تلقي” هذه الرسالة. ويزداد الاستياء لدى فئة من اليمين الحاكم التي تطالب بإعادة نظر في الأولويات خلال القسم الثاني من الولاية الرئاسية والتخلي عن بعض الإصلاحات التي أسيء فهمها لدى القاعدة الناخبة للأكثرية.
وفي هذا الإطار، قال جان فرنسوا كوبيه زعيم الكتلة النيابية لحزب التجمع من أجل حركة شعبية الحاكم “لا أحد يتصور أنه لن يكون هناك إصلاح لنظام التقاعد”. وتدارك أن “الضريبة على انبعاثات الكربون لا معنى لها إلا على المستوى الأوروبي، ولا يمكننا أن نطبقها في فرنسا قبل الآخرين”. وكان يشير إلى مشروع ضريبة بيئية تطاول انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، يتوقع أن يدخل حيز التطبيق اعتبارا من الصيف، لكنه يثير استياء ناخبي اليمين.
المصدر: باريس