22 مارس 2010 21:38
شهدت الشارقة مساء أمس الأول احتفاليتين باليوم العالمي للشعر أقامهما على التوالي “بيت الشعر” الذي يتبع دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة في مقره وحضرها مدير عام الدائرة عبد الله العويس وأدارها الشاعر عبد الله الهدية، فيما أقام الاحتفالية الأخرى اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات وأدارها الشاعر إبراهيم الوحش وحلّ ضيفا عليها الشاعر وسام شيّا، وشارك في الاحتفاليتين، قرابة العشرين شاعرا إماراتيا وعربيا.
يمكن القول بدءا إن مزاج الشعر في الاحتفاليتين جاء شديد التنوع لجهة تأثير الواقع السياسي العربي الراهن عليه، إنما باختلاف في شكل القصيدة وفي التناول للحدث من شاعر لآخر، غير أن المسعى العام لدى أغلب الشعراء تركز في تحويل العالم، بما هو محيط وبيئة تشهد تحولات، إلى مادة للسرد الشعري ليتحول هذا العالم إلى مادة للوصف الذي تقوله المشاعر في دفقات متعددة من الشعر.
وكان أكثر الراهن حضورا في الشعر وضغطا على الكثير من القصائد وإلحاحا عليها هو الموضوع الفلسطيني وما يحدث في القدس بالدرجة الأولى ومن ثم الموضوع العراقي، فتأرجحت القصائد ما بين الحماسة والتأمل حينا وما بين الخطابة والمباشَرة في المعنى على نحو أقل، لكن فكرة المقاومة وتمجيد البلاد كانت أكثر غلبة على الرثاء أو الندب أو حتى البكائيات. وعلى الرغم من العدد القليل من الشعراء الذين قرأوا في بيت الشعر إلا أن ذلك بدا واضحا، لكن النزعة إلى التأمل بدت واضحة في عدد من القصائد متجاورة مع قصائد يلمس فيها المرء نوعا من المرجعية الدينية الأصيلة لدى الشاعر وليس لدى الجمهور وحده، وهذا الأمر ينطبق أيضا على ما قرأه الشعراء في مقر اتحاد الكتّاب.
غير أن القراءة الشعرية في الاتحاد كانت أكثر احتفالية، ربما، بالشعر، فقد أسهم فيها شعراء كان قرأ كل منهم قصيدة لمناسبة هذه الاحتفالية العالمية وقد تصادف وجوده ولم يكن مدرجا على لائحة شعراء الأمسية، بما يعنيه ذلك من ابتهاج بالشعر حتى كأن الشعراء بإسهامهم هذا في القراءة كما لو أنهم ينزعون إلى تأكيد حضور الشعر في حياة الناس وتأكيد دوره وتأثيره فيهم.
أيضا وفي المكانين حضر شعر الغزل، أو بالأحرى شعر المرأة، فبدا خَفِرا ولا يعري بل يحتفي بالمرأة بوصفها فكرة أكثر مما أنها جسد، لكن البعض منه كان جميلا حتى ذلك الذي جاء على لسان صاحبه بالعامية الشامية.
أخيرا، فقد حضر طيفان لغائبين كبيرين في المكانين، الجواهري في بيت الشعر ومحمود درويش في اتحاد الكتّاب، لدى البعض من الشعراء حيث بدا أن أكثر من شاعر قد تأثر بأسلوب القراءة والتعامل مع المنبر والجمهور مثلما بأسلوب الكتابة أيضا. لكن في اتحاد الكتّاب وضمن الأجواء الاحتفالية ذاتها فقد قدّمت الأمسية عددا من المواهب الشابة اللافتة ذات البنية الشعرية الكلاسيكية التي تخالطها الحماسة.
المصدر: الشارقة