22 مارس 2010 21:22
عندما أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة تدشينها لبرنامجها النووي السلمي قامت بإصدار قانون يحظر تخصيب اليورانيوم ضمن حدودها درءا للشبهات واحتراما لالتزامها العالمي بهذا الشأن، ومنعت تطوير أو تشغيل أية منشآت لإعادة معالجة الوقود المستهلك، وهو قرار سامي يصب في مجال تنظيم القطاع النووي في الدولة بحيث يكون خادما للأغراض السلمية، وتحقيق الأمان من أجل الوقاية من الإشعاعات التي ربما تؤدي لكوارث تهدد النسل البشري والكائنات الحية.
الإمارات برؤيتها بعيدة المدى ولتواصلها العالمي في مجال مكافحة التغيرات المناخية ومن أجل أن تكون لها خطوات وأثر واقعي واضح، بحثت عن الطرق التي تواجه بها تلك التحديات التي تنوء بها دول أخرى وتتخبط في كيفية القضاء عليها، فوجدت الدولة أن الطاقة النووية أحد أهم الحلول لإنتاج الطاقة الكهربائية ودعم التنمية الاقتصادية.
البرنامج الإماراتي قائم على أساس الالتزام الكامل بجميع التعهدات والمعاهدات التي تحظر انتشار الأسلحة النووية، إضافة إلى تخلي الدولة طواعية عن فكرة تطوير أو إنشاء أو تشغيل أي منشآت لإعادة معالجة الوقود المستهلك أو تخصيب اليورانيوم ضمن حدود أي برنامج نووي في الدولة، وسيرتكز على أساس عنصري السلامة وحظر الانتشار النووي، وكذلك الامتناع عن التخصيب وإعادة معالجة الوقود النووي محليا، وهما جزءا دورة الوقود النووي اللذان يمكن استخدامهما بسهولة في أغراض غير سلمية.
نحن نأمل في البدء ببناء المحطات فعليا في عام 2012 م حيث أصبحت الطاقة النووية تمثل الخيار الأمثل لتوفير الاحتياجات من الطاقة بعد سبع أو ثماني سنوات من هذا العام ونأمل في التحول لنكون دولة تعمل بالطاقة النظيفة لتوفير بيئة تتعافي وتصبح بخير نتيجة الرؤية البعيدة للحكومة الرشيدة، لكي نعيد التوازن البيئي والحياة وسط بيئة خالية من الأضرار التي تسبب الأمراض للعنصر البشري والتنوع البيولوجي من حولنا.
ربما يخفى على كثير منا أن الطاقة النووية أرخص من أنواع كثيرة من الوقود لإنتاج الكهرباء، ولكن تكمن مشكلة الطاقة النووية في حاجتها إلى نظام صيانة عالي المستوى وليس إلى أشخاص يتم توظيفهم للصيانة.
والطاقة النووية بقدر ماهي مصدر للتنمية والطاقة النظيفة لكنها قد تتسبب في كارثة نتيجة تسرب إشعاعي إلى جانب وجود مخاطر أخرى علينا الانتباه لها، ومنها المخلفات المشعة الخطرة التي تنجم عن المحطة النووية، ولذلك فإننا بحاجة لتحسين البنية التحتية للنفايات الخطرة عن طريق الشراكة العالمية للطاقة النووية.
اليوم كثير من الدول الشقيقة خليجيا وعربيا تترقب تجربة دولة الإمارات في إطار الطاقة النووية، لأن هناك دول تستعد لإقامة محطات نووية من أجل إنتاج الكهرباء. ونحن متفائلون ببرنامجنا المسالم الذي سينتج لنا طاقة نظيفة صديقة للبيئة.
المحررة