السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

زكريا محمد: الصمت جوهرُ شعري

زكريا محمد: الصمت جوهرُ شعري
16 مارس 2020 01:01

محمود إسماعيل بدر (الاتحاد)

كان مساء الجمعة الماضي 13 مارس الجاري، حدثاً استثنائياً بالنسبة للشاعر والباحث الفلسطيني زكريا محمد، بعد أن أعلنت جائزة مؤسسة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، فوزه بجائزتها للعام 2020، إلى جانب كل من المفكر الأميركي نعوم تشومسكي، والشاعر والمترجم المغربي عبداللطيف اللعبي، والشاعر اللبناني شوقي بزيغ.
وتمنح هذه الجائزة السنوية (تأسست عام 2010) عادة في ذكرى ميلاد الشاعر درويش في 13 مارس من كل عام، وهو يوم الثقافة الوطني. وجاء في بيان لجنة التحكيم أنها قررت منح الجائزة للشاعر زكريا محمد، كونه يعدّ من أبرز الشعراء العرب المعاصرين، ووصل بالنص الشعري، خاصة في قصيدة النثر إلى آفاق جديدة.
وقال زكريا صاحب ديوان «زراوند» بهذه المناسبة في حديث مع «الاتحاد»: أعتز بأن أضع هذه الجائزة وساماً على صدري، كونها تحمل اسم شاعر كبير مثل محمود درويش الذي أسهم في تشكيل الهوية الفلسطينية في الحقل الأدبي، وفي تقديري أنّه لم يكن شاعراً فلسطينياً فحسب، فقد أسهم بما يكفي في تكوين هوية الثقافة العربية الحديثة أيضاً، إنه في الحقيقة شاعر القضية الفلسطينية ونجمها الأوحد.
وفي إجابة له حول سؤال: أين تصنف أو تضع نفسك كشاعر؟ أشار إلى أنّه لا يستطيع تصنيف ما يكتبه، وقال: أنا أكتب شعراً غير موزون، ولكنه في النهاية شعر يبحث عن الإيقاع أيضاً، وتابع: لقد حدث تحوّل جوهري في شعري منذ مجموعتي «كشتبنان - 2014» وقد زاد هذا من صعوبة التصنيف بالنسبة لي، باختصار أنا أكتب شعراً ليس له اسم.
وعن الأسباب التي جعلته غير قادر على أن يكون قريباً من نموذج درويش الشعري، قال: ربما كان مزاجي الشخصي لا يتوافق تماماً مع اللهجة التراجيدية لمحمود درويش، كان مزاجي وما زال أقرب إلى أناس الظل.. إلى شخص يسير على شاطئ البحر حاملاً هموم الدنيا، ربما كان جذر ابتعادي عن نموذج درويش يكمن في مبناي النفسي الذي ورثته وراثة، أو على الأقل لم أتحكم في وجوده. ويدافع صاحب رواية «العين المعتمة - 1996» وأحد أعمق الأصوات الشعرية الفلسطينية عن نفسه إزاء اتهامات النقاد له بأنه كثير الانزواء والصمت، بقوله:
شعري قريب جداً من الصمت، قصائدي قصيرة، وتزداد قصراً وتكاد تأكل نفسها وتترفع عن الصراع، دائماً أقف عند سؤال الصمت وهذا السؤال يراودني في القصيدة، الصمت أكثر تعبيراً من الكلام في بعض الأحيان، والصرخة قد تلوث في زمن تلوثت فيه حتى الأصوات. الصمت جزء من مسيرتي ومن شعري، عندما أكتب أعتدي على الصمت وهذا هو الإثم الوحيد الذي أسمح لنفسي بفعله.

أقرب إلى الظل
مزاجي الشخصي لا يتوافق تماماً مع اللهجة التراجيدية لمحمود درويش.. كان مزاجي وما زال أقرب إلى أناس الظل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©