22 مارس 2010 01:37
احتفلت دولة الإمارات، أمس، بمناسبة اليوم العالمي لمتلازمة داون الذي يصادف يوم الحادي والعشرين من مارس. ونظمت وزارة الشؤون الاجتماعية عبر مراكزها التأهيلية في إمارات دبي وعجمان ورأس الخيمة والفجيرة ودبا الفجيرة، مجموعة من الأنشطة والفعاليات الموجهة لأولياء أمور المعاقين والعاملين معهم، بحسب وفاء بن سليمان مديرة إدارة رعاية وتأهيل المعاقين بالوزارة.
وبعض هذه الفعاليات تم تنظيمها بالتعاون مع جمعية الإمارات لمتلازمة داون في دبي، فيما تنظم المراكز التأهيلية عدة محاضرات توعوية، وملتقى أولياء أمور طلبة متلازمة داون، ويوماً مفتوحاً للطلبة وأولياء أمورهم.
وقالت بن سليمان، إن الوزارة تهدف من وراء تلك الفعاليات إلى دمج أطفال متلازمة داون مع طلبة مدارس التعليم العام، إيماناً من الوزارة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وكرست الوزارة جهودها في خدمة الأشخاص ذوي متلازمة داون.
وكشفت بن سليمان في تصريح خاص لـ “الاتحاد”، عن أن الهدف المستقبلي للوزارة لخدمة هذه الفئة هو تهيئة البيئة المناسبة والمساعدة في دمج الأشخاص ذوي متلازمة داون في مختلف أوجه الحياة المجتمعية، وذلك عن طريق إظهار قدراتهم ومهاراتهم وتقديم النماذج الناجحة منهم للمجتمع.
وشددت على أن الاهتمام المبكر بهم يؤدي إلى تحقيق الكثير من الأهداف التعليمية والتأهيلية، لذلك فإن مواصلة الوزارة افتتاح أقسام التدخل المبكر في المراكز التأهيلية هو جزء من الخطط المستقبلية، ليتسنى تقديم البرامج التأهيلية لهم في عمر مبكر مما يسمح باندماجهم التعليمي.
وسوف تقوم إدارة رعاية وتأهيل المعاقين بدراسة ميدانية تحليلية للتعرف إلى واقع الأشخاص المصابين بمتلازمة داون وأسرهم وواقعهم الاجتماعي والاقتصادي والصحي، لحصر أعدادهم، والتعرف إلى بعض المتغيرات المرتبطة بهذه المتلازمة من حيث ظروف الحمل وعمر الأم الحامل وغيرها.
وأوضحت بن سليمان، أن عمل الوزارة مع أطفال هذه المتلازمة متشعب في مجالات عدة، أهمها الجانب الاجتماعي من أجل بناء الاتجاهات المجتمعية الإيجابية نحوهم عبر حملات التوعية والاحتفالات السنوية باليوم العالمي لمتلازمة داون، وإصدار الكتيبات وتنظيم المحاضرات التوعوية.
وأشارت إلى أن التوعية تبدأ بمجرد التشخيص المبكر للحالة بعد الولادة، لتزويد الأسرة بآليات التعامل مع الطفل ذي متلازمة داون، والتخفيف من مشاعر الصدمة الانفعالية التي قد يصاب بها الوالدين، وتوجيههم للخدمات الصحية والتأهيلية والتعليمية المناسبة في وقت مبكر من عمر الطفل.
وذكرت أنه في الجانب التعليمي سعت الوزارة لدمج مجموعة من أطفال متلازمة داون في مدارس التعليم العام، وكذلك الأمر في رياض الأطفال حتى يكون الدمج في سن مبكرة أيضاً، ويأخذ الأطفال بالتكيف مع أقرانهم اجتماعياً وانفعالياً.
وأكدت بن سليمان، على ضرورة أن يكون للدمج أسسه العلمية وخاصة تهيئة البيئة التعليمية بعناصرها المادية البشرية من أجل نجاحه، إضافة إلى الدمج الاجتماعي من خلال الأنشطة الترفيهية والاجتماعية المشتركة.
وتقدم وزارة الشؤون الاجتماعية للمصابين بهذه المتلازمة الوراثية المعونات الاجتماعية من قبل إدارة الضمان الاجتماعي، نظراً لاحتياجاتهم الخاصة التي تتطلب بعض النفقات الملقاة على عاتق أولياء أمورهم والمرتبطة بحالتهم الصحية، حيث تم إدراجهم ضمن الحالات الإنسانية التي تحتاج للرعاية والاهتمام الخاص.
وقالت بن سليمان إن الوزارة قامت بتوظيف مجموعة من ذوي متلازمة داون في مختلف الأعمال الروتينية، “ فكانوا قادرين على تحمل مسؤوليات العمل وإتقانه أسوة بأقرانهم، ويمتلكون الدافعية والمثابرة لأداء المهام الموكلة لهم، ولم تواجهنا مشكلات جوهرية معهم في ميدان العمل”.
ويعود سبب الاحتفال في الحادي والعشرين من مارس باليوم العالمي لمتلازمة داون، إلى الكروموسوم رقم (21) المسؤول عن هذه المتلازمة، والتي تؤدي الطفرة الوراثية للمصابين بهذه المتلازمة إلى التثليث الصبغي في هذا الزوج، فيما ارتبط الرقم (3) بالتثليث الصبغي الذي يحدث في هذا الزوج، ولذلك تم الاتفاق على هذا اليوم من قبل أعضاء المنظمة العالمية لمتلازمة داون.
المصدر: دبي