حول امتحان الرياضيات المشؤوم

وصلتني مجموعة من الرسائل حول امتحان الرياضيات لطلاب الثانوية العامة الذي اشتكى منه أغلب الطلاب، وأثبت الجميع أن معظم الأسئلة جاءت من خارج المنهج·· وسوف أختار نموذجاً لرسالة من أحد أولياء الأمور يقول فيها: ''أخي العزيز عبدالله رشيد: أنا والد لأحد الطلبة المتفوقين في أبوظبي وذلك بشهادة جميع مدرسيه، إلا أن ما حصل في يوم امتحانات الرياضيات المشؤوم جعله يفقد الثقة بكافة الشعارات الرنانة التي تعود على سماعها منذ نعومة أظفاره· وأول سؤال وجهه لي هو: أمَا زلت يا والدي تؤمن بأن وزارة التربية تعتبرنا فلذات أكبادكم؟·· هل ما زلت يا بابا تؤمن بشعار ''أعزائنا'' و''أحبائنا الطلبة''؟!·· والله يا والدي إنني أشعر بأن واضعي الأسئلة كادوا ينطقون بعبارة ''أعدائنا الطلبة''، ولكن شعرة الخجل هي التي منعتهم من أن يذكروها·· والله يا والدي كنا نعتقد بأن وزارة التربية قد نجحت في إزالة كل مظاهر إرهاب الامتحانات، ولكن وبمجرد استلامنا لورقة الامتحان تبخر هذا الاعتقاد وتأكدنا أن المعركة واقعة لامحالة، وأن نتيجتها محسومة نظراً لعدم تكافؤ طرفيها، فالأشداء استخدموا كل حيل الدهاء في الإيقاع بنا وإيقاف، أو على الأقل محاولة تعثير، مسيرتنا·· وإنني أعتقد جازماً أنهم نجحوا إلى حد بعيد لكن ما يحدونا الأمل هو حنكة عقلائنا في الوزارة التي من المؤكد ستتدخل لحل هذه المعضلة· عزيزي عبدالله: ليس فقط موضوع الرياضيات هو الذي يؤرقنا، بل الذي يخيفنا هو موضوع التخطيط الشامل لكل مجريات العام الدراسي·· فعلى سبيل المثال، هناك ضغط الامتحانات التي تجرى في وقت قصير بحيث لا توجد أي يوم راحة بين المواد ومعظمها مواد مليئة بالمعلومات من أكثر من كتاب، وأحياناً أكثر من ثلاثة أو أربعة كتب!·· ففي اليوم الذي انتهى الطلبة من امتحان الفيزياء، كان عليهم الاستعداد لامتحان اللغة العربية الذي قوامه لا يقل عن أربعة كتب·· هل تعتقد أن الطالب سيكون بمقدوره الإحاطة بكل هذه الكتب في هذا الوقت القصير؟·· ما الذي كان سيحصل لو أن الطلاب حصلوا على فترة راحة ليوم واحد فقط ليكون لديهم الوقت الكافي للدراسة والمراجعة؟·· وأخيراً، لمصلحة من يتم ضغط برنامج الامتحانات بهذه الطريقة، وما الهدف وراء ذلك؟·· الله وحده أعلم بما تخفي الصدور!!··'' هذه مجرد خلجات قلب حزين مما حصل ونحفات نفس غير مطمئنة على مستقبل ولدها بالرغم من الجهد المضني الذي بذلته أنا ووالدته لإعداده وبناء نزعة التفوق والتنافس والتحدي لديه لكن لا يسعنا إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل فالمعركة كانت حامية الوطيس وغير متكافئة الأطراف·· مرة أخرى أشكرك على مقالك الذي واسيتنا به وأعدك أن أبقى أحد قرائك الملتزمين··''