20 ديسمبر 2007 02:14
أعلن وزير الاسكان الاسرائيلي زئيف بويم امس، ان اسرائيل تدرس خططا لبناء حي استيطاني جديد في القدس الشرقية المحتلة· وقال بويم في بيان أصدره أمس:''انها دراسة تمهيدية لخطة بناء أولية· وتجري دراسات جدوى طوال العام في كل مناطق القدس التي يمكن البناء فيها''· وتعليقا على مقال نشرته صحيفة ''هاآرتس'' الاسرائيلية وكشفت فيه هذه الخطط قال الوزير : ''على الوزارة ان تقدم حلا لمشكلة السكن في القدس''· وذكرت ''هاآرتس'' ان هذا المشروع المقرر تنفيذه في منطقة ''عطاروت'' قد يتضمن أكثر من عشرة آلاف مسكن ،ما سيجعل منه أكبر حي استيطاني في القدس الشرقية التي ضمتها اسرائيل عام 1967 غير ان بويم نفى ان يكون أعطى الضوء الاخضر للخطة مثلما ورد في الصحيفة·
و''عطروت'' اسم عبري لمنطقة صناعية يطلق عليه الفلسطينيون قلندية،وتقع بين قريتي بير نبالا والرم قرب معبر قلنديا الفاصل بين القدس والضفة الغربية المحتلة·
وفي رام الله، دان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الخطط لبناء حي استيطاني جديد، وقال:''ندين قرار الحكومة الاسرائيلية بالتوسع الاستيطاني في القدس، ونعتبر هذا الامر تصعيدا اسرائيليا مقصودا''· واعتبر ان ''هذه الخطوات الاستيطانية باتت تشكل تهديدا لبدء مسارات مفاوضات الوضع النهائي''· وأضاف ''ارسلنا اليوم (امس) رسائل الى الادارة الاميركية والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة (أطراف اللجنة الرباعية الدولية) لإلزام اسرائيل وإجبارها على وقف هذه الخطوات الاستيطانية وقلنا انه لا يمكن ان يتم الجمع بين الاستيطان والسلام''·
وأكد عريقات ان ''اسرائيل تحاول فرض حقائق من خلال الاستيطان في الضفة الغربية والقدس بعيدا من المفاوضات وتريد بذلك استباق نتائج المفاوضات قبل بدئها''· وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد حض خلال مؤتمر الاطراف المانحين الذي عقد يوم الاثنين في باريس، اسرائيل على وقف كل أنشطة الاستيطان في الاراضي الفلسطينية·
وسبق ان أثارت اسرائيل غضب الفلسطينيين وانتقادات شديدة من واشنطن والدول الاوروبية حين طرحت استدراج عروض لتوسيع حي ''هار حوما'' الاستيطاني في جبل أبو غنيم في القدس الشرقية ،بالتزامن مع تحريك مفاوضات السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين في مؤتمر انابوليس قرب واشنطن· وتم توسيع حدود بلدية القدس بشكل كبير نحو الشرق بعد حرب يونيو 1967 لضم الجزء العربي من المدينة المقدسة والقطاعات المجاورة وكلها تقع في الضفة الغربية· ولم تلق عمليات الضم هذه أي اعتراف من المجتمع الدولي·
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان التوسع الاستيطاني الاسرائيلي ''سيدمر عملية السلام ويجب ايقافه·'' وتعتزم فرق التفاوض الفلسطينية والاسرائيلية عقد ثاني جولة مباحثات لها في 23 أو 24 من ديسمبر·
وتقع ''عطروت'' على مشارف القدس الشرقية العربية التي من المقرر تحديد مستقبلها في محادثات الوضع النهائي بين اسرائيل والفلسطينيين· وتدور الخلافات بشأن الاستيطان والقدس التي تريدها اسرائيل عاصمة ''الابدية'' غير المقسمة، بينما يريد الفلسطينيون ان تصبح القدس الشرقية عاصمة دولتهم في المستقبل·والقدس أحد موضوعات بالغة الاهمية في المفاوضات التي يأمل الرئيس جورج بوش ان تستكمل قبل انتهاء ولايته·
وقال مسؤول اسرائيلي كبير ان وزارة الاسكان لديها ''كل أنواع خطط الطوارئ'' التي لا تسفر عن شيء· ونأى مكتب اولمرت بنفسه عن الاقتراح· وقال مارك ريجيف المتحدث باسم اولمرت ''لم يتقرر شيء ولم يتم التفويض بشيء''·
وانتقد نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي حاييم رامون ،وهو من المقربين من اولمرت مشروع اقتراح عطروت-قلندية ، وقال لراديو اسرائيل: ''أعتقد ان هذه الخطوات غير ضرورية في هذه المرحلة··· الطريق لبناء ضاحية مثل هذه طويل للغاية وهذه الاشياء لا تساعد المفاوضات''·
المصدر: القدس