22 مارس 2010 01:03
رفضت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق أمس إعادة عد وفرز الأصوات في كل البلاد، مؤكدة توقفها عن إعلان النتائج لحين حسم الشكاوى المقدمة لها، بعد أن طالب رئيس الوزراء نوري المالكي المفوضية بإعادة عد وفرز الأصوات يدويا للحيلولة دون “انزلاق الوضع الأمني وعودة العنف”. فيما اعتبرت قائمة العراقية المنافسة التي يرأسها إياد علاوي مطلب المالكي “انقلابا على الديمقراطية وتهديدا واضحا للمفوضية”، مستمرة بتصدرها السباق الانتخابي بـ11 ألف صوت على منافسها ائتلاف دولة القانون بعد فرز 95%.
وأعلن فرج الحيدري رئيس المفوضية أن مجلس المفوضية يرفض إعادة الفرز، وقال “أعطينا جميع الكيانات نتائج الفرز والعد على قرص مدمج بعد التدقيق فيها، وليقارنوا بين ما لديهم وبين نتائجنا، وإذا كان هناك خلل ما فليواجهونا”.
وأضاف “نحن على استعداد لإعادة العد والفرز في كل محطة اقتراع إذا ثبت أن فيها خللا، لكن ليس هناك مجال للقيام بذلك في كل البلاد”. وتابع ردا على سؤال “لست شخصيا من يرفض إنما مجلس المفوضية مجتمعا”. ونفى الحيدري أن يكون قد دعا إلى اجتماع عاجل بعد تلقي عدد من موظفي المفوضية تهديدات، مؤكدا أنه لم يصرح بذلك وهناك اجتماعات يومية اعتيادية للمفوضية.
وفي وقت لاحق قال الحيدري للصحفيين “لا يمكن لأي كيان سياسي مجرد أن يشك بمحطة معينة أن يطلب العد والفرز اليدوي، وهذا يعتبر إعادة للانتخابات”. وأضاف “يؤسفني أن بعض المسؤولين يطلبون إعادة العد والفرز للعراق ما معناه إعادة للانتخابات، فإذا لم يستطع الشخص أن يؤمن بالتكنولوجيا الحديثة للحسابات، فكيف يثق بالعد اليدوي بالورقة والقلم بيد موظف”.
وتابع الحيدري “أتمنى من السياسيين أن يتحلوا بالصبر فإن كيل الاتهامات جزافا للمفوضية لا يخدم الشخص الذي أطلق هذه الاتهامات ولا يخدم العملية السياسية والانتخابية”.
وأكد الحيدري ان النتائج الأولية ستعلن يوم الجمعة الساعة السابعة مساء في فندق الرشيد بحضور ممثلي الكيانات السياسية كما سيتم نشرها في 3 صحف رسمية لثلاثة ايام.
بدوره قال المتحدث باسم المفوضية القاضي قاسم العبودي إن “عملية العد والفرز تمت بكل شفافية، أما الآن فالبعض يطالب بإعادتها، يجب أن تكون هناك أسباب كبيرة جدا وقوية وأدلة دامغة بحدوث تزوير منظم في مناطق شاسعة وفقا لمعايير دولية”. وأكد أن “هذا لم يحدث ولم يذكره أي تقرير دولي أو محلي حتى الآن، وعملية العد والفرز جرت بوجود مراقبين دوليين ومحليين ووكلاء الكيانات السياسية”.
وأضاف أن “إعادة العد والفرز تستوجب إعادة نحو 300 ألف موظف وهذه قضية شبه مستحيلة”. وذكر أن الإعلان عن نسبة الـ8% المتبقية من نتائج الانتخابات سيتم بعد الانتهاء من بحث الشكاوى المقدمة من الكتل السياسية.
وقال إن النتائج ستعلن بأسرع مما كان متوقعا، مبينا أن المفوضية تلقت حتى الآن 1979 شكوى بمختلف المستويات وسوف يتم الإعلان النهائي لنتائج الانتخابات بعد حسم الشكاوى.
وذكر أن من بين هذه الشكاوى هناك 319 شكوى حمراء أنجز منها 140 شكوى والمتبقي 179 شكوى، فيما تم حتى الآن قبول 5 شكاوى جرى استنادا لها إلغاء 5 محطات اقتراع في بغداد، ونينوى، والأنبار لأسباب مختلفة، كما تم تصحيح معلومات 4 محطات بعد تدقيقها إذ كانت أصواتها غير صحيحة.
وأوضح العبودي أن ما تم إنجازه من الشكاوى بمختلف ألوانها بلغ 1150 شكوى وتبقى 829 شكوى، وأنهم عازمون على إنجازها هذا خلال هذين اليومين والعمل يسير الآن بسرعة كبيرة. وذكر أن هناك تقارير أشارت إلى مخالفة 58 محطة لإجراءات المفوضية وقد تم إلغاء هذه المحطات بعد التأكد منها، وتوزعت هذه المحطات بين بغداد، وصلاح الدين، والأنبار، ونينوى.
وكان المالكي طالب أمس المفوضية بإعادة عد وفرز الأصوات يدويا للحيلولة دون “انزلاق الوضع الأمني وعودة العنف”. وقال “نظرا لوجود مطالب من عدة كتل سياسية بإعادة العد والفرز يدويا، أدعو المفوضية إلى الاستجابة الفورية لمطالب هذه الكتل حفاظا على الاستقرار السياسي والحيلولة دون انزلاق الوضع الأمني في البلاد وعودة العنف”.
وأضاف المالكي أنه يطلب ذلك “من أجل حماية التجربة الديمقراطية والحفاظ على مصداقية العملية الانتخابية، بصفتي المسؤول التنفيذي المباشر عن رسم وتنفيذ سياسة البلد وبصفتي القائد العام للقوات المسلحة”.
في نفس الوقت دعا الرئيس العراقي جلال طالباني أيضا إلى إعادة الفرز يدويا، وقال في رسالته للمفوضية “دفعا لأي التباس أو شك فقد طالبت كثير من الكيانات المشاركة في الانتخابات بإعادة الفرز اليدوي لقسائم الاقتراع في عدد من المحافظات، قبل إعلان النتائج النهائية”.
وتابع “بصفتي رئيسا للجمهورية ومكلفا بصيانة الدستور، وبغية ضمان النزاهة التامة والعدالة فإنني أطلب من المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن تعيد الفرز اليدوي ابتداء من الأحد 21 من مارس الجاري”.
ورأت انتصار علاوي المرشحة عن قائمة “العراقية” أن “البيان تهديد واضح للمفوضية بهدف الضغط عليها لتزوير النتائج لصالح دولة القانون، كما أنه تهديد للشعب بإعادة العنف والإرهاب”. وأكدت أن “هذا التهديد يشكل انقلابا على العملية الديمقراطية، كون المالكي رئيسا للحكومة وقائدا عاما للقوات المسلحة”.
من جهة أخرى واصلت قائمة “العراقية” تقدمها بشكل طفيف على “ائتلاف دولة القانون” إثر فرز 95% من محطات الاقتراع. وقال المسؤول في المفوضية العليا سعد الراوي إن “هذه النسبة تتضمن 53% من تصويت العراقيين في الخارج”. وتظهر المعطيات وفق تعداد أجرته وكالة فرانس برس حصول “العراقية” على مليونين و631388 صوتا مقابل مليونين و620042 صوتا لائتلاف المالكي. وبذلك، تشير الأرقام المتوافرة إلى تفوق قائمة علاوي بنحو 11 ألف صوت بحسب إحصاءات المفوضية أمس الأول.
في غضون ذلك أصدر عشرة محافظين موالين لائتلاف المالكي بياناً “يرفض أي تلاعب بأصوات الملايين من الناخبين”. وطالب “المفوضية بإعادة العد والفرز اليدوي بحضور مراقبي جميع الكيانات السياسية بعيدا عن الأساليب الالكترونية الغامضة التي تثير الريبة أكثر من الثقة”.
وتابع البيان الذي وقعه محافظو الجنوب التسعة ومحافظ بغداد أن “رؤساء الحكومات المحلية لا يمكن أن يقفوا متفرجين على هذه الأحداث الخطيرة وتداعياتها الأمنية والسياسية”.
بارزاني يدعو الأكراد إلى توحيد الموقف السياسي
أربيل (أ ف ب) - طالب الزعيم الكردي مسعود بارزاني الأكراد بتوحيد الصفوف في إقليم كردستان العراق للحصول على “انتصارات وعودة الأراضي المستقطعة”، في إشارة إلى المناطق المتنازع عليها بين العرب والأكراد والتركمان.
وعبر بارزاني رئيس الإقليم في احتفالات الأكراد بعيد نوروز، عن أمله في أن تكون “السنة الكردية الجديدة مليئة بالانتصارات والحصول على تمنيات وأهداف شعب كردستان وعودة كافة المدن والقصبات المستقطعة إلى الإقليم”.
وأضاف “نمر الآن بمرحلة حساسة تتطلب توحيد قوانا وقدراتنا، والمطالبة بحقوقنا بصوت واحد وبروح الشعور بالمسؤولية التاريخية، والحفاظ على مكتسباتنا وتقديم خطوات أكبر من أجل خدمة كافة الشرائح والمكونات في كردستان”.
وتابع “حصلنا على مكتسبات مهمة لكن بعض المسائل الاستراتيجية لا تزال معلقة حتى الآن، أتمنى بعد إعلان نتائج الانتخابات أن نصل جميعا إلى حلول، ونحن ننتظر إعلان نتائجها”.
وختم قائلا “لم نتخذ حتى الآن أي قرار بالنسبة لعقد التحالفات، وليس لدينا أي خط أحمر على أي طرف، وسنعقد تحالفاتنا مع القوى التي تكون برنامجها وآراؤها قريبة منا”.
إلى ذلك، توجهت آلاف العائلات في أول أيام التقويم الكردي إلى المناطق السياحية والجبال للاحتفال بنوروز، وغصت الشوارع الرئيسية شمال مدينة أربيل بالسيارات المتوجهة نحو الجبال ناقلة العائلات والأغراض من طعام وغيره.
ويحتفل الأكراد في 21 مارس بعيد نوروز الذي يعتبرونه رأس السنة الجديدة وفق التقويم الكردي للعام 2710. وخلت مدن ومناطق الإقليم من السكان، بعد احتفالات النوروز تخللها إيقاد الشعلة في المدن وسط الدبكات الشعبية والرقص الفولكلوري.
وتوقع العميد قادر صديق مدير الإعلام والعلاقات في مديرية المرور “مغادرة حوالي 300 ألف مركبة صغيرة إلى المناطق الشمالية ولمنع الاختناقات المرورية أصدرنا تعليماتنا بمنع الشاحنات في الطرق الرئيسية”.
وأضاف “تم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة في دهوك والسليمانية أيضا ليتمكن المواطنون من قضاء أيام سعيدة خلال نوروز العام الحالي”.
ودأب إقليم كردستان منذ سنوات على الاحتفال بنوروز لمدة ثلاثة أيام وهي عطلة رسمية في جميع المؤسسات والدوائر الحكومية هناك.
5 قتلى و8 جرحى باعتداءات
بغداد (الاتحاد، وكالات) - قتل خمسة أشخاص بينهم قائد صحوة وزوجته، وأصيب ثمانية آخرون في تفجيرات وهجمات مسلحة، فيما اعتقلت قوات الأمن العراقية بمساعدة قوات أميركية 6 عناصر بينهم أحد قادة المجموعات الخاصة المرتبطة بإيران.
وقد قتل قائد أحد أفواج الصحوات أمس مع زوجته بهجوم شنه مسلحون على منزله في منطقة الكرمة التابعة لمدينة الفلوجة في محافظة الأنبار. وقالت الشرطة إن “مسلحين قاموا فجرا باقتحام منزل الشيخ كريم عبد الله اللهيبي قائد صحوة منطقة الكرمة وأطلقوا النار عليه وعلى زوجته فأردوهما قتيلين في الحال وغادروا المكان”.وفي بغداد قال مصدر في وزارة الداخلية إن جنديا عراقيا قتل وأصيب آخران بجروح بانفجار قنبلة على جانب طريق استهدفت دورية للشرطة في جنوب العاصمة. كما أطلق مسلحون مجهولون الرصاص على مسؤول حكومي وأصابوه بجروح هو وسائقه في وسط بغداد.
وفي الموصل بمحافظة نينوى ألقيت قنبلة يدوية على دورية تابعة للجيش الأميركي فأصابت مدنيين عراقيين بجروح في غرب المدينة. كما انفجرت قنبلة مزروعة على طريق قرب دورية تابعة للجيش العراقي، مما أسفر عن إصابة جنديين بجروح في غرب الموصل، الذي شهد أيضا مقتل رجل مسن في منزله برصاص مسلحين مجهولين. وقتل مسلحون مجهولون أيضا جنديا خارج نوبة العمل في منطقة صناعية شرق الموصل.
وفي المقدادية بمحافظة ديالى فجر مسلحون مجهولون منزل برهان الجبوري أحد قادة الصحوة شرق المدينة بواسطة عبوة ناسفة زرعت داخل منزله مما أدى إلى تدميره من دون وقوع خسائر بشرية، فالمنزل كان خاليا من ساكنيه.
من جهة أخرى قال الجيش الأميركي إن قوات الأمن العراقية اعتقلت بمساعدة مستشارين أميركيين 6 عناصر يشتبه بأنهم أعضاء خلية تفجيرات تابعة لتنظيم “القاعدة” خلال تنفيذ عمليتين أمنيتين شمال بغداد.
وقال مصدر أمني إن قوة من وحدة المهمات الخاصة وبإسناد من القوات الأميركية اعتقلت المدعو (محمد أسعد التميمي) القيادي في المجموعات الخاصة المرتبطة بإيران بعملية إنزال جوي في قرية الدولاب جنوب المقدادية.
المصدر: بغداد