الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

طبيبة أيزيدية تعالج ضحايا داعش

طبيبة أيزيدية تعالج ضحايا داعش
13 مارس 2019 15:38

تخوض طبيبة نسائية أيزيدية معركة لعلاج ضحايا تنظيم داعش الإرهابي الذي كانت طائفتها أكثر المتضررين منه.
تقول نغم حسن (41 عاماً) "الحزن لا يزال هنا بين الناجيات" من طائفتها الأيزيدية التي تعرض أفرادها للتهجير والقتل والعنف والسبي والاغتصاب على يد التنظيم.
وتضيف "أينما يذهبن يعانين، ولا يمكنهن أن ينسين أبداً" ما تعرضن له.
أرغمت حسن على الهرب مع عائلتها من بلدة "بعشيقة" القريبة من الموصل في العراق، إلى محافظة دهوك في إقليم كردستان العراق الشمالي بعد اجتياح تنظيم داعش لمناطق واسعة في العراق وسوريا، بينها إقليم "سنجار" حيث تقيم أغلبية أيزيدية.
ورغم مرور أكثر من أربع سنوات على هذا الاجتياح وهزيمة التنظيم منذ أكثر من عام في العراق، لم تندمل الجروح الدفينة، خصوصاً تلك التي خلفتها عمليات بيع الأيزيديات في أسواق النخاسة وجعلهن سبايا استعباد، بالإضافة إلى عمليات خطف واغتصاب الآلاف منهن.
في بعض الأحيان، تضطر نغم حسن للإجابة على هاتفها خلال ساعات الليل، أو حتى استقبال مريضات في الشقة التي تسكنها مع والديها وشقيقاتها وأشقائها، بعدما دمر منزل العائلة خلال المعارك ضد الإرهابيين.
وتقول الطبيبة العزباء "حياتي العائلية والاجتماعية وعملي، كلها تأثرت بما حصل".
وتضيف "كرّست حياتي من أجل هذا الشي، لم أتزوج وليس لدي أطفال. أختي الصغيرة تدرس الطب أيضاً لكن نصحتها ألا تحذو حذوي في هذا العمل".
كانت نغم، في بادئ الأمر، تقوم بزيارات منتظمة لمخيمات النازحين أو لعائلات، لكنها سرعان ما قررت وقف نشاطاتها التي تتركز على أمراض نسائية للتوجه إلى العلاج النفسي. ولم يعد في إمكانها وقف جهودها الآن، بعدما أصبح رقم هاتفها الذي لا يتوقف عن الرنين، في متناول الجميع.
في كل مرة ترد الطبيبة على اتصال، تغرق في الاستماع والتفكير في الجراح التي خلفها الإرهابيون، تلك المآسي التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها "إبادة محتملة". ففي كل يوم، هناك عائلة تناشد إنقاذ أخت أو زوجة أو فتاة، بينهن جريحات أو مصابات بصدمات تودي إلى حد الانتحار.
وتؤكد نغم أن "العامل الذي زرع الثقة بيني وبينهن هو أننا من الطائفة نفسها. هذا كان له دور كبير بصراحة (...) ساعدني على كسب ثقة الناجيات" وكسر حاجز الخوف.
خلف ذلك الحاجز، قصص رعب، عاشتها ألف ناجية أيزيدية تلقين مساعدة من نغم حسن، حتى الآن.
بينهن ناديا مراد التي حازت مؤخراً جائزة نوبل للسلام، بعدما كانت سبيّة لدى تنظيم داعش المتشدد في العراق.
وتلقت مراد (25 عاماً) العلاج على يد الطبيبة نغم حسن، قبل أن تبدأ مع المحامية البريطانية اللبنانية الأصل أمل كلوني خوض معركة الدفاع عن حقوق الطائفة الأيزيدية.
وكتبت مراد، في الصفحة الأولى من كتاب عن سيرتها الذاتية قدمته للطبيبة، عبارة تقول "كل واحد منا قاتل داعش بما أمكنه. لكن أنت كان لديك السلاح الأقوى: معالجتنا".
وانضمت مراد إلى عائلتها في ألمانيا. وغادر العديد من الأيزيديين العراق. إلا أن نساء أخريات يعشن "صدمة جديدة" بسبب وجودهن في مخيمات النازحين. هنا فقر وزحمة وبرد قارس شتاء وحرارة خانقة صيفاً، وكلها عوامل تقف عائقا أمام استعادة القوى والحياة الطبيعية.
في مخيم "كبرتو" الذي تقصده الطبيبة نغم حسن بانتظام، وتتنقل فيه مرتدية سترة طبية خضراء داكنة في جولات يومية، ترتسم الابتسامات على الوجوه عند رؤيتها.
بين سكان المخيم، ليلى التي خطفها إرهابيون مع ابنتها البالغة من العمر 12 عاماً (آنذاك). بلغت الفتاة الخامسة عشرة اليوم. وتروي والدتها "أنها كانت غير قادرة على الكلام، وتبكي كل الوقت".
لكن، بعد متابعتها من حسن، تمكنت الفتاة من مسح دموعها والعودة إلى مقاعد الدراسة، بحسب ما تقول والدتها بفرح.
خلال تنقلها بين خيمة وأخرى، تقول نغم "لم أكن أتوقع أن الموضوع سيطول، وأنني سأعمل في هذا المجال لسنوات".

المصدر: آ ف ب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©