16 فبراير 2011 00:38
أعرب العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة أمس عن أسفه لوفاة متظاهرين اثنين خلال تفريق تظاهرات مطالبة بالإصلاح السياسي في المملكة، وأمر بتشكيل لجنة يرأسها نائب رئيس مجلس الوزراء للتحقيق في ملابسات “الأحداث المؤسفة”.
وقال الملك حمد في خطاب تلفزيوني بنبرة هادئة “كانت هناك للأسف وفاة لاثنين من أبنائنا الأعزاء” في إشارة إلى شابين قتلا مساء أمس الأول وصباح أمس الثلاثاء خلال تظاهرات دعا إليها ناشطون عبر الإنترنت. وأضاف “ليعلم الجميع بأننا قد كلفنا نائب رئيس مجلس الوزراء جواد بن سالم العريض تشكيل لجنة خاصة لمعرفة الأسباب التي أدت إلى تلك الأحداث المؤسفة حيث إن همنا الأول هو سلامة الوطن والمواطن”.
وذكرت وزارة الداخلية في البحرين أنها قدمت التعازي لأسرة الضحية الذي قتل امس الأول وأنها ستتخذ الإجراءات القانونية إذا ما اتضح أن استخدام القوة لم يكن مبرراً. وعبر وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة عن ثقته بأن الحقيقة ستظهر. وأضاف أن من الخطأ القفز إلى استنتاجات وتحميل الشرطة المسؤولية. وأضاف أن ما من أحد يقبل ما حدث، مشيراً إلى انه أصاب جميع مواطني البحرين بالحزن.
وكان قد قتل متظاهر ثانٍ أمس أثناء تفريق تظاهرات مطالبة بالإصلاح السياسي، فيما علقت كتلة جمعية الوفاق التي تمثل أكبر تيار معارض عضويتها في مجلس النواب البحريني. وأكدت الجمعية في بيان على موقعها الإلكتروني أنها “علقت عضويتها في مجلس النواب احتجاجاً على قمع المتظاهرين واستخدام العنف المفرط ضدهم مما أدى إلى سقوط شهيدين”.
من جهته، عزا خليل مرزوق النائب في جمعية الوفاق، التي تسيطر على 18 مقعداً من أصل أربعين مقعداً، تعليق العضوية في البرلمان “تردي الأوضاع الأمنية بالتعاطي السلبي والوحشي مع المتظاهرين وسقوط شهيدين (بإطلاق نار) من مسافة قريبة كان هناك تعمد للقتل”.
وقال المرزوق إن مقتل المتظاهرين حصل “على الرغم من سلمية المتظاهرين وعدالة المطالب الموجودة منذ العام 2002 للانتقال إلى ملكية دستورية وسلطة تشريعية كاملة السلطات والتداول السلمي للسلطة “. وتوقع المرزوق استمرار التحركات الاحتجاجية “السلمية”، مشيراً إلى أن جمعية الوفاق داعمة “لتوجهات المتظاهرين” و”لكن لا تدعو إلى التظاهرات لكي يرى العالم أن شباب البحرين هم من يقومون بالتغيير وأن هناك مطالب من دون تسييس”. واعتبر النائب المعارض أن “شعب البحرين لا يقل حماسة وشجاعة عن الشعوب الأخرى” في إشارة إلى الدول العربية التي شهدت حركات شعبية غيرت النظام أو تطالب بتغييره لا سيما مصر وتونس.
وصباح أمس، قتل المتظاهر الشاب فاضل المتروك برصاص انشطاري بينما كانت قوى الأمن تفرق متظاهرين تجمعوا أمام مستشفى السليمانية لتشييع القتيل الأول. وأكدت وزارة الداخلية مقتل المتروك عبر صفحتها على موقع تويتر للتدوين. والقتيل الأول كان الشاب علي مشيمع قتل خلال تفريق الأمن لتظاهرة في قرية الدية شرق المنامة مساء أمس الأول.
وذكر المرزوق أن عدداً من المتظاهرين أصيبوا بجروح أمس “لكنها إصابات أقل خطورة من تلك التي سجلت أمس (الأول)”. ويلبي المتظاهرون منذ أمس الأول دعوات أطلقها ناشطون على الإنترنت من أجل “ثورة” في المملكة. وسيتم تشييع القتيل الثاني صباح اليوم الأربعاء.
وشدد المرزوق على أن “مطالب المتظاهرين هي مطالب سلمية تتعلق أساساً في تفعيل الميثاق الوطني، بما في ذلك الملكية الدستورية والوصول إلى حكومة منتخبة وليس لتغيير النظام”. وكان الناشطون الذين وجهوا الدعوة عبر موقع فيسبوك أكدوا أنهم يطالبون بتعزيز المشاركة الشعبية. وتحظى صفحة “ثورة 14 فبراير في البحرين” على فيسبوك بتأييد أكثر من 22 ألف شخص. وفي أعقاب سقوط القتيل الأول، صعد ناشطون على الصفحة لهجتهم إزاء السلطات لدرجة المطالبة “بتغيير النظام”، إضافة إلى الدعوة لتنفيذ اعتصام مفتوح.
المصدر: المنامة