16 ديسمبر 2007 01:42
دعا الموفد الأميركي الى الشرق الأوسط ديفيد وولش اللبنانيين الى انتخاب رئيس جديد للبلاد ''لإعادة الكرامة والاحترام'' إلى هذا المنصب الذي شغر منذ ثلاثة أسابيع، وذلك غداة تحذير فرنسي من ان الاسبوع المقبل هو ''الفرصة الأخيرة'' لحل الأزمة· وقال الموفد الاميركي للصحفيين ''تعتبر الولايات المتحدة ان الوقت حان لانتخاب رئيس جديد''· ورأى وولش في مستهل زيارة مفاجئة للبنان ان على كل النواب ان ''يقوموا بواجبهم'' في انتخاب رئيس ''لإعادة الكرامة والاحترام الى أعلى منصب مسيحي'' في لبنان· وأضاف ''هذا ما يحتاج اليه لبنان لمواجهة التحديات ···ندرك ان ثمة الكثير من الضغوط'' مجددا دعم واشنطن للبنان الذي يواجه أزمة سياسية غير مسبوقة·
وأجرى وولش جولة محادثات مع عدد من المسؤولين حول مستجدات الساحة اللبنانية عشية جلسة يوم الاثنين لانتخاب الرئيس، فزار بكركي ثم التقى رئيس الهيئة التنفيذية ''للقوات اللبنانية'' سمير جعجع، والتقى رئيس البرلمان نبيه بري وبعده وزير الدفاع إلياس المر ثم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس تيار ''المستقبل'' النائب سعد الحريري وعدد آخر من السياسيين·
وقال وولش بعد لقائه بري ليس من مهمة واشنطن اختيار الرئيس اللبناني ولا تجد أي سبب لحصول الفراغ الرئاسي· وأعلن وولش من بكركي ان الوقت حان لكي ينتخب لبنان الرئيس المقبل، ولكي يقوم النواب بمسؤولياتهم ويذهبوا الى البرلمان وينتخبوا رئيساً لانها الطريقة الوحيدة للحفاظ على استقلال وسيادة لبنان·
وأكد بعد خلوة مع البطريرك الماروني نصرالله صفير دامت 40 دقيقة ان الولايات المتحدة تدعم لبنان والطائفة المارونية، وانتخاب رئيس يحظى بالاحترام، مشيراً الى ان بلاده ستتابع دعمها للبنان لأنها تدرك مدى الضغوطات الخارجية والداخلية لعدم إنجاز الاستحقاق الرئاسي·
وقال جعجع بعد لقائه وولش على مدى ساعة ونصف الساعة ان خيار النصاب القانوني لانتخاب الرئيس ''النصف + ''1 لا يزال مطروحاً، مشدداً على عدم القبول بالفراغ والتمسك بترشيح الجنرال ميشال سليمان، الذي عليه الدعوة الى الحوار بعد وصوله الى قصر بعبدا ·
وشكل الاشتباك السياسي بين رئيس البرلمان ونائبه فريد مكاري، أوج الصراع، ما استدعى ردود فعل مضادة، قضت على آخر الآمال المعقودة على امكانية انتخاب رئيس الجمهورية غداً الاثنين، خصوصاً بعدما جاهر فريق الاكثرية برفض التحاور مع رئيس تكتل ''التغيير والاصلاح'' النائب الجنرال ميشال عون المكلف رسمياً من قبل فريق المعارضة، بالتفاوض حول آليات الانتخاب والسلة المتكاملة للحل·
واللافت ان فريق 14 مارس فتح النار مباشرة على عين التينة مقر زعيم المعارضة بري وعاد السجال الى بداياته من الاتهامات والعبارات النابية التي لا تخلو من التجريح، ما يعني ان جلسة الغد إما ان تتأجل مرة أخرى، أو أنها ستبقى بلا نصاب دستوري كما حصل في المرات السابقة، لكن هذه المرة انقطعت كل قنوات الحوار، بين الفريقين، خصوصاً بين قريطم وعين التينة، في ظل ''حرب التصريحات'' النارية، رغم التحذيرات الدولية من ان يوم الاثنين هو يوم الفرصة الاخيرة للتوافق على انتخاب الرئيس·
وكانت شرارة تجدد الصراع قد أطلقها مكاري بعد اعلان فريق الاكثرية رفض التفاوض مع عون وقال في بيان إن قوى 14 مارس تعتبر ان المعارضة أثبتت مجدداً ان هدفها الفعلي هو منع وصول قائد الجيش الى الرئاسة الاولى، وقال: ان تفويض بري لعون التفاوض مع الاكثرية أفقده أهليته مفاوضاً بعدما فقد أهليته رئيساً للبرلمان·وسارع مستشار بري السياسي النائب علي حسن خليل الى الرد على مكاري وقال: أردنا التعامل مع زعيم الاكثرية فإذا بنا أمام من يريد ان يعيد نفسه الى حجم أمثاله·
وأكدت مصادر لبنانية موثوقة انه سيتم تأجيل جلسة مجلس النواب اللبناني· واعتبرت هذه المصادر ان التأجيل هو انعكاس لعدم توصل الأطراف المعنية الى أي تفاهم حول التعديل والخطوات المفترض اتخاذها لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية· وأشارت المصادر الى ان حادثة اغتيال مدير العمليات في الجيش اللبناني اللواء الركن فرانسوا الحاج جاءت لتزيد من حدة الخلافات بين الأفرقاء اللبنانيين وهو ما يدفع الى تأجيل الجلسة·
المصدر: بيروت