برع في إصلاح ما فسد بين الفنانين

بفقدك يا صديقي، بلغت اللوعة ذروتها· بفقدك فُقِدَ الحب والحنان بعد أن كان يملأ المكان· رحلت عنا بل نحن من رحل عنك··· كيف نرثيك ونحن من يستحق الرثاء؟! كيف نبكيك ونحن من يستحق البكاء؟! زرعت فينا الحب والأمل، ورسمت لنا الحياة بابتسامة حلوة جميلة لنحياها·· وها أنت كعادتك تؤثر الآخرين عليك، فتذهب عنا راحلاً من غير عودة· يا أبا فاطمة، سلام لروحك من كل قلب عرف الحب الحقيقي·· سلام لك من تراب الوطن ومن ''سكيك'' المريجة· أكبر علي النجار الشهير بـ (أكبروه)··· عاشق الطير والبحر والقطط، حبيب الفنانين، صاحب الكاريزما المميزة، مغناطيس الحب ذو الشعبية الكبيرة، ذاك الذي يستطيع أن يجعل الآخرين يلتفون حوله طواعية، يطرق باب قلبك فتستقبله شئت أم أبيت·· تلك هي الاحاسيس التي يجسدها ذلك المبدع· (أكبروه) الذي يصنع الابتسامة من لا شيء، بل يخلقها خلقاً ليحيل المكان الى مرح وإن كان الوجوم سيده· (أكبروه) الراحل كان عاشقاً لشاي الكرك، ومن أجله سافر إلى مزارعه على سفوح الجبال في سيريلانكا ليأتينا بكمٍّ معرفيٍّ هائل، وحكايات لا تنسى وقصص كثيرة· (أكبروه) الذي يعشق التفاصيل والبيوت القديمة·· من تستهويه القطط فيعطف عليها فتبادله العطف عطفاً·· عاشق الفنانين بل معشوقهم·· كيف لا وهو الذي ساهم في ردم كثير من الخلافات التي وقعت بينهم وما أكثرها· أكبر علي، مهندس الصوت البارع تجده أينما وجد الفرح، صاحب قلب كبير فله من الخير ما يعلمه القليل ولا يعلمه الكثير من أصدقائه· عندما أراد أكبر أن يرتبط ليكون أسرته الصغيرة كانت رفيقته تلك المرأة الكفيفة·· ولكن بحبه أضاء قلبها فكانت أمًّا صالحة لزهراته الأربع· كان دائما يشبه نفسه بالفنان العالمي (بافاروتي)· وقال في إحدى المرات إذا رحل (بافاروتي) بسرطان البنكرياس فسيكون مصيري مثله·· وها هو يرحل بعده و بذات المرض· كثيرة هي مواقفه الجميلة بدءاً من مشواره في مدينة الشارقة للخدمات الانسانية، وانتهاء بدوره الفني في منشد الشارقة· أما أصدقاؤه فهم كثر·· كيف لا وقلب هذا الانسان لا يعرف إلا الحب ولا شيء سوى الحب·