السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

مهرجانات السينما.. لماذا تستبعد الجمهور؟

مهرجانات السينما.. لماذا تستبعد الجمهور؟
13 مارس 2019 03:35

سعيد ياسين (القاهرة)

رغم إقامة العديد من المهرجانات السينمائية على مدار العام في مختلف المدن المصرية، إلا أن جمهور السينما في هذه المدن يشكو من عدم تمكنه من مشاهدة الأفلام المعروضة، حيث يقتصر الحضور على مجموعة من الجمهور غالبيتهم من الإعلاميين والصحفيين الذين يتكرر ظهورهم في كل مهرجان، وهذه المهرجانات تعرض أفلامها أحياناً في قاعات الفنادق التي يقيم فيها الضيوف، باستثناء مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي يحضره المهتمون بفن السينما سواء من الجمهور أو الطلبة ودارسي السينما والفنون، الى جانب إقامته في مسارح دار الاوبرا المصرية وعدد من القاعات في وسط القاهرة.
وقال الناقد والباحث الدكتور وليد سيف إنه لا خلاف في أن المهرجانات السينمائية تلعب دوراً ثقافياً وتنويرياً محورياً، وأنها في حاجة إلى المزيد من دعم الدولة حتى تصل إلى المستوى اللائق والمناسب لمكانة مصر الثقافية والحضارية وتاريخها السينمائي العريق، وأشار إلى أن المهرجانات في مصر تنحصر في العاصمة والمدن الساحلية والسياحية، وتغيب تماماً عن محافظات الأقاليم في الدلتا ووسط وشمال الصعيد، وهي المحافظات التي تحتاج بشدة إلى تواجد ثقافي وحضور سينمائي لنشر الفكر الحضاري، ومقاومة معاقل الإرهاب الذي يكمن في الرؤوس أكثر مما يظهر في العمليات المسلحة، كما تغيب تماماً مهرجانات أفلام الطلبة والشباب، وهي فرص حقيقية للكشف عن مواهب جديدة والاحتكاك والتواصل والحوار بين شبابنا السينمائيين وصناع السينما في العالم.
وركز الناقد طارق الشناوي على غياب الهدف الأسمى لأي مهرجان، وهو أن الجمهور المستهدف هو أهالي المدينة التي يقام فيها المهرجان، وأشار إلى أن المهرجانات تحولت في قسط وافر منها إلى مجرد مجموعة من القاهريين يوجهون دعوة لمجموعة من أصدقائهم القاهريين، وقد تتسع الدائرة أكثر على قدر اتساع قدرة دعم الدولة المادية، التي ترصدها وزارة الثقافة وذلك في توجيه الدعوة لعدد من الأصدقاء السينمائيين في العالم وخاصة العربي، وفي العادة هم في الأساس من يضمن صانع المهرجان ولاءهم قلباً وقالباً، وأن جميع المهرجانات يخفت فيها الحضور الجماهيري، ويخطئ منظمو المهرجانات، وعلى رأسها القاهرة السينمائي، عندما لا يضعون في مقدمة الواجبات ضرورة عودة الناس للتعاطي مع الأفلام.
وأكد أن مهرجانات مصر السينمائية تحديداً بحاجة ملحة إلى إعادة تنسيق المواعيد، وهو ما لا يدركه أغلب القائمين على المهرجانات الثلاثة أسوان وشرم والأقصر التي تشابكت مواعيدها وتضاربت فعاليتها ونجومها.
أما الناقد رامي عبدالرازق، فقال إن الملاحظة الأساسية على الكثير من المهرجانات المصرية أنها لا تكترث لفكرة الجمهور المستهدف، أو شرائح المتلقين الذين يريد المهرجان أن يستقطبهم من أجل الحضور والمشاهدة والتفاعل، وأن شعار «مهرجان المدينة لجمهور المدينة» هو مبدأ فضفاض نتيجته الأساسية هي خلو غالبية القاعات القليلة المتاحة، وخصوصاً في مهرجانات الأقصر وأسوان والإسماعيلية وشرم الشيخ، ليس لأن المدينة بلا جمهور، بل لأن المهرجان لم يحدد من البداية ماهية الشرائح التي يتوجه إليها.
يذكر أن غالبية المهرجانات السينمائية تتوزع بين شهور ثلاثة فقط، هي نوفمبر وفبراير ومارس، ومنها القاهرة السينمائي الدولي، والأسكندرية لدول حوض البحر الأبيض المتوسط، والقومي للسينما، والأقصر للسينما الأفريقية، وأسوان لسينما المرأة، وشرم الشيخ للسينما الآسيوية والأوروبية، والكاثوليكي للسينما المصرية، وبانوراما الفيلم الأوروبي، والجونة السينمائي الدولي، والساقية للأفلام الروائية القصيرة، ورؤى للفيلم المصري القصير.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©