رشا طبيلة (أبوظبي)
تفتتح مجموعة «روتانا» 9 فنادق جديدة خلال العامين، الجاري والمقبل، داخل وخارج الدولة، لتصل محفظتها العريضة من الغرف الفندقية إلى 21.135 غرفة. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي أمس، للكشف عن أداء المجموعة وتوسعاتها الخارجية، أعلن فيه غاي هاتشينسون، الرئيس التنفيذي بالإنابة، تحقيق «روتانا» نمواً قياسياً خلال الربع الأول من العام في أبوظبي، مقارنة بالفترة نفسها العام الماضي، قائلاً: «يعد هذا أفضل ربع أول بالنسبة لفنادقنا في أبوظبي منذ 4 إلى 5 أعوام».
وأضاف: «حققت العديد من أسواقنا في المنطقة نمواً مطرداً في معدلات الإشغال، ومتوسط سعر الغرف اليومي، والعائد على الغرف، ويرجع الفضل في ذلك إلى الاستراتيجيات التجارية الجديدة والتوسعة المتواصلة لمحفظتنا الفندقية. وبالنظر إلى هذا الاتجاه التصاعدي في أداء الأسواق العالمية، فإننا ما زلنا متفائلين بشأن توقعاتنا للنمو الإيجابي في المنطقة».
وأوضح أن تلك النتائج الإيجابية للربع الأول جاءت «بسبب الأحداث والفعاليات الكبيرة والعالمية التي استضافتها أبوظبي، مثل آيدكس والأولمبياد الخاص وكأس آسيا، إلى جانب الدعم الحكومي الذي نتلقاه باستمرار». وشدد هاتشينسون على أهمية الأسواق الخارجية مثل السعودية، التي تعد سوقاً واعداً ومهاً بالنسبة للمجموعة، إلى جانب العراق، فضلاً عن مصر، حيث تعد القاهرة سوقاً مهماً يشهد نمواً سياحياً كبيراً خلال السنوات الثلاث الماضية.
وتشمل الفنادق المقرر افتتاحها خلال الربع الثاني من 2019 «جوهري روتانا» و«دار السلام»، بواقع 256 غرفة، و«بوسمال أرجان» في سراييفو بواقع 130 غرفة، و«دانة ريحان» الدمام بواقع 285 غرفة. أما في الربع الأخير من العام الجاري، فمن المزمع افتتاح «الجداف روتانا» دبي بواقع 338 غرفة، و«روتانا السليمانية» في العراق بواقع 240 غرفة. وفي الربع الثاني من 2020، تعتزم «روتانا» افتتاح «سنترو عمّان» في عمّان، بواقع 197 غرفة، و«كايان كانتارا أرجان» بواقع 329 غرفة و«كايان كانتارا رزيدنسز» بواقع 489 غرفة في دبي.
وبالنسبة للأسواق الجديدة، قال غاي إن «دار السلام وجهة جديدة لنا، وسيتم افتتاح فندق فاخر فيها من فئة 5 نجوم، وفي سراييفو في يوليو المقبل، إلى جانب توقيع اتفاقية لافتتاح فندق في نيروبي، لأن التركيز حالياً على افتتاح فنادق في قارة أفريقيا لتقود فنادق روتانا «السياحة» في تلك المدن. وأكد غاي أن «خططنا التوسعية مهمة جداً ومدروسة بعناية»، وحول افتتاح فنادق في دمشق، قال: «إنه لا يوجد خطط حالية لذلك، حيث سنقوم بذلك عندما يكون الوقت المناسب لذلك».
وخلال يناير وفبراير من العام الجاري، سجلت فنادق «روتانا» في أبوظبي نمواً أكبر من الذي حققته فنادقها في الإمارات الأخرى بنسبة 3.5% في معدلات الإشغال، وزيادة بنسبة 2.3% في متوسط سعر الغرف اليومي، وارتفع العائد على الغرف المتوفرة بنسبة 5.9%، بينما حققت فنادق المجموعة في بيروت والرياض نمواً بنسبة 17% و15% في معدلات الإشغال، وارتفاعاً في العائد على الغرف المتوافرة بنسبة 29% و48% على التوالي، وذلك مقارنة بالفترة نفسه من عام 2018. وعلى نحو مماثل، فقد زاد متوسط سعر الغرف اليومي في منتجع الشركة في شرم الشيخ بنسبة 24.8%، مع ارتفاع في العائد على الغرف المتوفرة بنسبة 9.8%. أما في المنامة، فقد شهدت فنادق روتانا الأربع نمواً بنسبة 5% في معدلات الإشغال.
كما ارتفع عدد الليالي الفندقية القادمة من السوق السعودي والتي تُعَد إحدى أهم الأسواق المُصدرة لفنادق «روتانا»، بنسبة 15% في الشهرين الأولين من العام. وشدد هاتشينسون على أن الأحداث الضخمة المقبلة، مثل معرض «إكسبو 2020 دبي،» والمبادرات السياحية الرئيسة، بما في ذلك مشروع «نيوم» العملاق على ساحل البحر الأحمر الذي تبلغ تكلفته 500 مليار دولار، ومدينة القدية الترفيهية، وجزر فرسان، ومشروع «أمالا» الفاخر الذي يمتد على مساحة 3.000 كيلومتر مربع في السعودية، من شأنها أن تعزز مكانة المنطقة كوجهة جذابة تستقطب السياح والمستثمرين على حدٍ سواء.
وقال إن الأحداث العالمية المقرر أن تقام في المنطقة بدعم من الحكومات المحلية، على غرار الأولمبياد الخاص الألعاب العالمية أبوظبي 2019، لن تساهم في رفع معدلات الإشغال فحسب، بل ستعمل أيضاً على الترويج لهذه الوجهات السياحية في جميع أنحاء العالم. وفي عام 2018، تصدرت الإمارات والمملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية وألمانيا والهند قائمة الأسواق المُصدرة الرئيسة للمجموعة.
من ناحية أخرى، توقع غاي أن «يجذب السوق الإماراتي شريحة أوسع من الأسواق التقليدية وأكثر تنوعاً من حيث اختيار الفنادق ومدة الإقامة مثل الشريحة التي تفضل الفنادق الاقتصادية».
وأوضح أن التعديلات الجارية التي تهدف إلى تسهيل ضوابط استصدار تأشيرات السفر ستفتح الباب أمام أسواق سياحية جديدة، لافتاً إلى أن المخزون الحالي والمرتقب من الفنادق المتوسطة من شأنه أن يعزز جاذبية سوق الضيافة ويستقطب المزيد من الضيوف الذين يضعون ميزانيات محدودة للإنفاق.
وحول التحديات التي تواجه قطاع الضيافة، توقع أن تشهد دول مجلس التعاون الخليجي دخول 58 ألف غرفة فندقية إضافية إلى السوق في عام 2019، حيث ستكون الحصة الأكبر من الزيادة في العرض من نصيب دبي ومكة والرياض. وأضاف: «هذه الإضافة الجديدة في المنطقة ستزيد المنافسة وتضع مزيداً من الضغط على أسعار الغرف. نتيجة لذلك، فإن الحفاظ على هوامش الربح سيشكل تحدياً رئيساً هذا العام».
وفيما يتعلق برؤيته حول التوجهات الناشئة في القطاع، قال هاتشينسون إن الجهات المشغلة للفنادق ستستمر في مساعيها لاستكشاف أسواق جديدة لتوسيع محافظها الاستثمارية، وسينصب تركيزها على تطوير العروض الصديقة للبيئة والمتوسطة. وفي الوقت نفسه سيظل الارتقاء بتجارب الضيوف أولوية قصوى بالنسبة للأطراف المعنية في القطاع.