6 ابريل 2008 01:51
سلطت ندوة نظمها مجلس الاعمال الاميركي في دبي والامارات الشمالية امس بعنوان'' الشرق الاوسط والتحديات التي تواجه الرئيس الاميركي المقبل''، الضوء على المرشحين المتنافسين في السباق الرئاسي الى البيت الابيض وهم جون ماكين (الحزب الجمهوري) وهيلاري كلينتون وباراك أوباما (الحزب الديمقراطي) ومواقفهم تجاه المنطقة·
واستضافت الندوة رئيس مركز الدراسات العربية المعاصرة في جامعة جورج تاون الاميركية مايكل هدسون الذي رأى أن الشرق الاوسط يعتبر من التحديات الرئيسية أمام أي مرشح رئاسي إذ عليه أن يتعامل مع جميع القضايا يوم يستلم سدة الرئاسة، حيث تمثل المنطقة محور الصراعات في العالم حاليا كالحرب على العراق والصراع الاسرائيلي- الفلسطيني وطموحات ايران النووية· وقال ''انه على الرغم من أن كل مرشح لديه سياسة مختلفة تجاه المنطقة إلا أن الشعوب في الشرق الاوسط لا تزال متشككة بدور وحيادية الولايات المتحدة في المنطقة، وأعتقد أن العديد ما زالوا لا يرون الفرق بين المرشحين الجمهوريين والديمقراطيين ويعتبرونهم وجهين لعملة واحدة''·
واضاف ''من وجهة نظري الشخصية أعتبر أن تشكك شعوب المنطقة في التغيير المقبل بعد الانتخابات الرئاسية هو في محله، فأنا لا اعتقد أن الرئيس القادم قد يحدث تغييرا حقيقيا تجاه الشرق الاوسط، فمن خلال متابعتي لتصريحات المرشحين الثلاثة (ماكين واوباما وكلينتون) لا أرى اختلافا كبيرا بينهم فيما يتعلق بالحرب على العراق أو الصراع الاسرائيلي- الفلسطيني، ولكن من جهة اخرى، وفي الوقت الذي لا أعتقد أن ماكين وكلينتون سيختلفان في سياستهما الخارجية كثيرا عن سياسة الرئيس الحالي جورج بوش، فأنا أرى في اوباما الاستعداد والقدرة على احداث التغيير إلا أن عليه أولا في حال فوزه بالرئاسة أن يواجه القوى التي تريد أن تبقي الولايات المتحدة في مسارها الحالي''·
إلى ذلك قال المحللون إنه في حال سقط الاقتصاد الاميركي في حالة ركود فان احتمالات فوز مرشح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية جون ماكين الفوز ستضعف في نوفمبر المقبل استناداً الى تاريخ خسارة كل من الرئيسين جيمي كارتر وهربرت هوفر محاولة إعادة انتخابهما في 1980 و1932 في ظل تراجع الاقتصاد·
وبددت عثرات اقتصادية سابقة آمال رؤساء ومرشحي الرئاسة من الحزب الجمهوري للوصول للبيت الأبيض· ويمكن أن يمتد هذا الأثر حتى بعد انتهاء الركود كما اكتشف جورج بوش الأب عندما خسر أمام بيل كلينتون في عام ·1992 وكان الاستثناء الوحيد هو إعادة انتخاب هاري ترومان في عام 1948 مع بداية فترة كساد، لكن هذه الفترة تعتبر على نطاق واسع واحدة من أسوأ الفترات الانتخابية في تاريخ الولايات المتحدة·
والاقتصاد هو القضية الوحيدة التي لكل شخص نصيب منها، وبالتالي يرى فيها الأمر الذي يجعله مسألة محورية في الانتخابات· وفي العام الماضي نما الاقتصاد الاميركي بنسبة 2,2 في المئة وهو أبطأ نمو له منذ ·2002 ويتوقع الكثير من خبراء الاقتصاد حدوث ركود هذه العام مع انتشار أزمة في صناعة الإسكان·
ويعرف الركود عادة بأنه مرور ربعين سنويين متعاقبين بنمو اقتصادي سلبي· ويعني هذا أن انتخابات نوفمبر ستكون شبه مضمونة لمن يفوز بترشيح الحزب الديمقراطي سواء كان باراك أوباما أو هيلاري كلينتون، لأن الرئيس جورج بوش وحزبه الجمهوري سيتحملان اللوم على نطاق واسع لأي مشاكل اقتصادية يعاني منها الاميركيون·
وقال أندرو كوهوت رئيس مركز بيو للبحوث: ''الاقتصاد الضعيف سيساعد على الأرجح مرشح الحزب الديمقراطي لسبيين: أولهما هو أن بوش في السلطة وهو جمهوري والناس يميلون للوم الرئيس وحزبه على مشاكلهم الاقتصادية، كما أن الحزب الديمقراطي يتمتع بصورة أفضل في التعامل مع القضايا الاقتصادية·
وكشف استطلاع أجراه مركز بيو وشمل 1503 أميركيين في جميع أنحاء الولايات المتحدة أن 11 في المئة فقط يعتقدون أن الاقتصاد في حالة ممتازة أو جيدة، بالمقارنة مع 17 في المئة في أوائل فبراير و26 في المئة في يناير· لكن الاميركيين لم يكونوا على نفس القدر من السلبية بشأن شؤونهم الخاصة، إذ رأى نحو 47 في المئة أن أحوالهم المالية الشخصية ممتازة أو جيدة مقارنة مع 51 في المئة اعتبروها سيئة أو عادية·
ووضع راي فير وهو خبير اقتصادي في جامعة يال نموذجاً لمقياس اقتصادي للانتخابات الرئاسية باستخدام بيانات ترجع إلى عام ·1916 واشار هذا المقياس إلى أنه إذا تراجع الاقتصاد على أساس فردي بنسبة 1,5 في المئة في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2008 فسيحصل المرشح الجمهوري في السباق الانتخابي على أقل من 46 في المئة من الأصوات·
المصدر: دبي-واشنطن